تباينت آراء فقهاء أزهريين بمصر حول الدعوة التي أطلقها أخيراً العلامة الموريتاني المعروف د. عبدالله بن بيه (نائب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين)، وطالب فيها بضرورة تقسيم المشايخ والدعاة وفق تخصصاتهم، موضحاً، وفق تصريحات له بالصحف السعودية، أن «الناس عليهم أن يأخذوا برأي المجامع الفقهية وأن يتجنبوا الفتاوى الفردية غير المتخصصة»، وقد لاقت الدعوة ترحيباً واسعاً من جانب عدد من المثقفين المصريين كانوا أول مَنْ أطلق هذه الدعوة وطالبوا فيها بضرورة أن يكون العالِم من المتخصصين في ما يفتي، بحيث لا يفتي في أمور الطب إلا مَنْ كان دارساً للطب وعارفاً بقواعده العامة، وعلى رأس هؤلاء المفكر الإسلامي فهمي هويدي وأيده في ذلك د. يوسف القرضاوي (رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين).تصريحات بن بيه أطلقها عقب تضارب آراء الفقهاء حول الاستثمارات الإسلامية في ظل الأزمة المالية التي يشهدها العالم راهناً، وشدد على ضرورة وجود دعاة مختصين في الأمور الاقتصادية والطبية وغير ذلك من التخصصات الأخرى. وفي مصر رحب بالدعوة د. سالم عبدالجليل (مدير هيئة الإرشاد والدعوة بوزارة الأوقاف المصرية)، معتبراً أنها فرصة جيدة لتحجيم فوضى الفتاوى، وقال: «أرحب بالتخصص الدقيق في الفتوى، الدعاة ليسوا أقل من الأطباء والمهندسين في تخصصاتهم، فلابد أن يكون هناك داعية عالم بأمور الطب وآخر بأمور الإنترنت وثالث بأمور البيوع... وهكذا».من ناحيتها وصفت د. سعاد صالح (أستاذة الفقه المقارن في جامعة الأزهر) «الشيخ الشامل» أو الداعية الذي يفتي في كل شيء بأنه داعية سطحي ولا يعبر عن فكر واضح، بدليل أن لفظ الذكر الذي ورد في القرآن الكريم يفيد التخصيص لقوله تعالى «واسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون»، أي أهل العلم والمعرفة بالأمر، وليس المثقفين مثلاً.على جانب آخر، أكد الشيخ فرحات المنجي (رئيس اتحاد الأزهريين بفرنسا) أن عالم الدين يفتي في كل ما يخص الدين، لأن القواعد العلمية لا تتجزأ وتشمل كل كبيرة وصغيرة.واتفق معه في الرأي د. محمد المختار المهدي (رئيس الجمعيات الشرعية في مصر)، مؤكداً أن التخصص في الفتوى يمكن أن يؤدي إلى بلبلة وتعصب مذهبي بين العلماء، ومؤيداً فكرة «الشيخ الشامل» أشار د. أحمد سليمان (أستاذ العقيدة في جامعة الأزهر) إلى أن الأئمة الأربعة لم يتخرجوا من جامعات ولم يتخصص أحدهم في فرع من العلوم دون غيره، وإنما كانوا على دراية بكل ما يهم أمر المسلمين.
أخر كلام
المفتي المتخصص يتحدى الشيخ الشامل دعا إليه بن بيه وهويدي والقرضاوي... وأزهريون يتحفظون
19-11-2008