يُحْيِي العالم اليوم «اليومَ العالمي لحرية الصحافة»، باحتفال مركزي انطلق أمس، في العاصمة القطرية التي اختارتها منظمة التربية والعلوم والثقافة التابعة للأمم المتحدة (يونسكو) مركزاً عالمياً لإحياء هذه المناسبة، وباحتفالات حول العالم، بينما تفيد كل التقارير الحقوقية بتراجع مطرد في الحريات الصحافية، وتصاعد الخطر الذي يواجهه الصحافيون خلال تأدية واجبهم.

Ad

وافتُتحت في الدوحة أمس فعاليات اليوم العالمي لحرية الصحافة، برعاية حرم أمير قطر الشيخة موزة بنت ناصر المسند، تحت شعار «القدرة الإعلامية، الحوار، التفاهم المتبادل والمصالحة»، وذلك بحضور رئيس الدورة الرابعة والعشرين لمؤتمر الـ«يونسكو» العام جورج اناستوبوليس ومساعد المدير العام للمنظمة لشؤون الاتصال والاعلام عبدالوحيد خان، وعدد من كبار الصحافيين العرب والعالميين.

ويتضمن برنامج الاحتفالات ندوات ومحاضرات فكرية وسياسية تتناول دور الاعلام في التقريب بين الشعوب والحضارات.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أعرب في رسالة خاصة بهذه المناسبة، أصدرها أمس الاول، عن أسفه لعمليات القتل والسجن والتدابير القمعية التي يتعرض لها الصحافيون في العالم، ودعا الحكومات إلى وقفها، مشيراً إلى أن «عدد الهجمات على الصحافيين مازال مستقراً عند مستوى يثير القلق».

وذكّر كي مون أيضاً، نقلاً عن لجنة حماية الصحافيين، بأن «125 صحافياً كانوا مسجونين أواخر 2008، وبعضهم منذ سنوات، ومنذ أكثر من عشر سنوات»، لافتاً الى أن «ثلاثة بلدان هي الصين وكوبا وإريتريا مسؤولة عن نصف هذه الحالات». ودعا الأمين العام «جميع حكومات البلدان التي يعتقل فيها صحافيون الى الحرص على احترام حقوقهم كاملة، بما فيها حق الدفاع عن أنفسهم وتقديم دعوى استئناف»، وانتقد ترهيب الصحافيين، معتبراً اياه تصرفاً «غير مقبول».

وذكرت لجنة حماية الصحافيين أن 41 صحافياً قُتلوا خلال عام 2008 بينما كانوا يقومون بعملهم، وأن 11 قُتلوا منذ بداية العام الحالي، ومنهم الصحافي السريلانكي الشهير لاسانتا فيكريماتونغا الذي اغتيل في شهر يناير الماضي، والذي اختير بعد وفاته للفوز بالجائزة الدولية لحرية الصحافة لعام 2009 التي تقدمها الـ«يونسكو». وسيقدِّم الجائزة رسميا المدير العام للـ«يونسكو» كويشيرو ماتسورا خلال احتفال سيجري اليوم في الدوحة.

وكانت مؤسسة «فريدوم هاوس»، التي تتخذ من واشنطن مقراً لها، قالت في تقريرها السنوي عن حرية الصحافة العالمية الذي صدر أمس الاول، إنه كان هناك تراجع في حرية الصحافة العالمية خلال عام 2008، مشيرة الى ان ايطاليا وهونغ كونغ وإسرائيل تراجعت إلى فئة الدول التي تتمتع بحرية صحافة جزئية. وعن منطقة الشرق الأوسط، قالت «فريدوم هاوس» في تقريرها: «لا تزال المنطقة لديها اكثر المستويات تدنِّياً في العالم في حرية الصحافة والقيود على الصحافيين». وأضافت: «شهدت أراضي السلطة الفلسطينية المحتلة من إسرائيل تراجعات في ترهيب كل من صحافيي حماس وفتح، وشهِد العراق اجراءات شرعية لحماية الاعلام في المناطق الكردية».

وقالت المديرة التنفيذية للمؤسسة كارين كارليكار إن الكويت حافظت على استقرار أدائها، وإن وضع الصحافة فيها لم يتغير مقارنة بالعام الماضي. ووصفت الكويت بأنها من بين الدول القليلة في الشرق الاوسط التي تتمتع بحرية، وأكدت أن الكويت شهدت «أداء أفضل وانفتاحاً إعلامياً أكثر».

ولفتت كارليكار إلى ان الاتجاه الايجابي الذي شهده الشرق الأوسط في السنوات الماضية بسبب الفضائيات والإنترنت توقف في عام 2008، لكن أكثر البلدان تقدما كان العراق بسبب تحسن وضعه الأمني.

ومن بين 195 بلداً شملتها الدراسة هناك 70 بلداً (36 في المئة) تتمتع بحرية الصحافة، و61 بلداً (31 في المئة) بحرية جزئية، و64 بلداً ( 33 في المئة) لا تتمتع بأي حرية.