شهد يوم أمس، فورة من التحركات الدبلوماسية في المنطقة، تمركزت حول الملف الفلسطيني، وذلك قبيل اللقاءات التي يجريها الرئيس الأميركي باراك أوباما، في الأيام والأسابيع المقبلة، مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والرئيسين المصري حسني مبارك والفلسطيني محمود عباس.   

وبعد أيام من لقاء نتنياهو ومبارك في القاهرة، وعلى أثر الزيارة اللافتة للعاهل الأردني عبدالله الثاني الى دمشق، زار نتنياهو أمس، مدينة العقبة الاردنية، حيث أجرى مباحثات مع ملك الاردن حول عملية السلام، في حين كان الرئيس السوري بشار الأسد يستقبل عباس في العاصمة السورية، وذلك عشية استئناف الحوار بين حركتي "فتح" و"حماس" في العاصمة المصرية غداً.    

Ad

وبينما كان الفلسطينيون يحيون أمس، الذكرى الـ61 للنكبة، كان نتنياهو يجدد من الاردن، رفضه وتجاهله لـ"حلّ الدولتين"، رغم إلحاح الملك عبدالله الثاني للإقرار بالأمر.

كما جدد نتنياهو ـ بحسب ما نقلت وسائل الاعلام عن مكتبه ـ سعيه الى "إجراء مفاوضات سياسية وأمنية واقتصادية متوازية (مع الفلسطينيين)"، كاشفا عن "خطة لتقوية أجهزة الأمن الفلسطينية (الخاضعة للسلطة الفلسطينية) ودفع مشاريع اقتصادية في موازاة المفاوضات السياسية".

وطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يتوجه الى واشنطن للقاء أوباما الاثنين المقبل، العاهل الاردني بـ"ضرورة إشراك دول المنطقة ودول عربية أخرى خصوصا دول الخليج، من أجل تعزيز دائرة السلام وتوسيعها".

الى ذلك، التقى نتنياهو أمس، البابا بنديكتوس السادس عشر في كنيسة البشارة، في مدينة الناصرة، حيث أقام الأخير قداسا في اليوم السابع من زيارته للأراضي المقدسة التي شملت الاردن وإسرائيل والاراضي الفلسطينية. وطالب رئيس الحكومة الإسرائيلية رأس الكنيسة الكاثوليكية بـ"انتقاد إيران" على خلفية التصريحات التي تدعو الى القضاء على إسرائيل.

وبعد انتهاء لقائه مع البابا، تحدث نتنياهو في مقابلة مع "القناة الأولى" للتلفزيون الإسرائيلي، واعتبر أن ثمة "توافقا كاملا بين إسرائيل والدول العربية حيال إيران". وأضاف: "هذه ظاهرة جديدة ولم تكن موجودة خلال القرن العشرين، وإنما تفتتح هذه الظاهرة القرن الواحد والعشرين وتضع أمامنا تحديا، لكنها تمنحنا في الوقت ذاته فرصة لمستويات من التعاون التي لم نشهد مثلها من قبل".

على صعيد آخر، اعتبر الرئيس التركي عبدالله غول، الذي يزور دمشق اليوم، أن سورية "هي المفتاح الرئيسي لمجمل قضايا المنطقة"، لافتا الى أنه "لا يمكن لأحد أن يتجاهل دورها".

وقال غول في مقابلة مع وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) في أنقرة نشرت أمس: "على الولايات المتحدة والدول العربية ادراك اهمية موقف سورية ودورها في المنطقة والتعامل مع هذه الحقائق"، داعيا الى "التجاوب مع نهج سورية تجاه مشكلات المنطقة وتعزيز الحوار معها".

وتطرق الرئيس التركي الى العلاقات بين البلدين، فأوضح انها "ليست مثالية بالمفهوم الثنائي فقط بل هي مهمة ايضا اقليميا، إذ ان هناك تنسيقا وتعاونا وتضامنا في ما يتعلق بمجمل القضايا التي تهم الدولتين والمنطقة".                 (عمان، دمشق، القدس - أ ف ب، رويترز، أب)