كان على إسرائيل في نهاية الخمسينات أن تراقب مصر وسورية عن كثب وأن تراقب اتحاد الشطرين، وتسعى إلى معرفة أدق الأسرار عنهما لكي تحتاط من مغبة تقويضها واجتياح الأرض السليبة فجأة. وفي سبيل ذلك أرسلت إلى الدولتين بأمهر صائدي الجواسيس للبحث عن خونة يمدونها بالمعلومات والوثائق السرية، فجندت مصرياً خائناً من أصل أرمني اسمه جان ليون توماس استطاع تكوين شبكة تجسّس خطيرة في مصر، وأرسلت إلى سورية إيلي كوهين داهية الجواسيس إطلاقاً، وأسطورة الموساد الذي عرضنا لقصته على مدى ثلاث حلقات متصلة سابقًا. تكمن خطورة الشبكة في تنوُّع أنشطتها وأهدافها، وكثرة عدد أعضائها من المصريين والأجانب، وكثافة المعلومات الحيوية التي نقلتها لإسرائيل، ومساحة انتشارها في أكثر من دولة، كانت من أشهر شبكات الجاسوسية التي سقطت في مصر ولا يعرفها أحد. ينتمي جاسوس حلقة اليوم إلى الأقلية الأرمنية التي كان لها وجود ملحوظ في مصر أثناء الاحتلال الإنكليزي لها، وكان تعدادها بالآلاف. امتزجت بنسيجها الاجتماعي وتزاوجت فيما بينها في البداية، ثم اختلطت دماؤها بالمصريين في مصاهرة طبيعية تؤكد هذا الامتزاج والاستقرار، واحتفظت فيما بينها بعاداتها وتقاليدها وبلغتها الأصلية، وعرفت بحب مصر والانتماء إليها واشتهرت بالتجارة وتعد خيانة توماس استثناء داخل الجالية المخلصة.كان توماس أحد أبناء الجالية، وكان يعمل بالتجارة والاستيراد والتصدير، واستطاع بعد سنوات عدة أن يجمع ثروة طائلة، ويرتبط بزوجة ألمانية تدعى كيتي دورث، وتمكن بواسطة وضعه من التغلغل داخل أوساط المجتمع الراقي في مصر.في المصيدةلظروف عمله وقرابته، تعددت سفرياته إلى ألمانيا الغربية لإنجاز أعماله. هناك اقترب منه أحد صائدي الجواسيس المهرة، واشتم فيه رائحة ما غالباً ما تكون نقطة ضعف يستطيع من خلالها الالتفاف حوله وتجنيده، لا سيما بعد تأكده من أن له علاقات واسعة في مصر.لم تخب حاسة الشم لدى ضابط المخابرات الإسرائيلي الذي يتستر وراء شخصية رجل أعمال، إذ اكتشف هواية خاصة جداً عن توماس.كان الأخير بالفعل يعاني من داء التحرش بالأطفال، ويصاب أحياناً بتوترات عصبية وتقلبات مزاجية حادة، تظهر عادة في صورة ثورة على زوجته الجميلة، التي لم تكن تدرك السبب الحقيقي في هروب الخادمات صغيرات السن من بيتها، ولا يعدن إليها مرة ثانية وفشلت كثيراً في الوصول إلى إجابة منطقية لذلك.وجد رجال المخابرات الإسرائيلية بابا واسعا للدخول منه إلى توماس، حيث قذفوا إليه بطفلة يهودية يتيمة في العاشرة من عمرها، طرقت باب شقته في فرانكفورت، وزرعوا الكاميرات والأجهزة السرية فيها واتخذوا من الشقة المجاورة مكمناً لتسجيل ما سيحدث. أذهلتهم أغرب مطاردة بين جدران الشقة الصغيرة، بين توماس الذئب الجائع، والطفلة الضعيفة التي كانت تبكي متوسلة إليه، فيتوسل هو الآخر إليها ألا تتركه يعاني أكثر من ذلك!كان مضطربا تماماً، يتصبب منه العرق الغزير وترتجف خلجات وجهه، وبدا في قمة ضعفه عندما هجم على الطفلة وصفعها في عنف فانخرست من الخوف، فاحتضنها في لهفة الجائع وهو يأمرها ألا تصده، أو تعترض على ما يفعله بها، لكن حدث ما أوقف اندفاعه, حيث فوجئ بهم من حوله، انتزعوا الطفلة من بين يديه فانزوت ترتجف... بينما أخذ يرجوهم ألا يصحبوه للشرطة. لم يبلغوا الشرطة لكنهم أطلعوه على ما لديهم من أدلة شذوذه، فانهار.. ووقع في لمح البصر على عقد يقر فيه بتعاونه مع الموساد، وأنه على استعداد تام لتنفيذ ما يكلف به.كان في قمة مذلته، ولم تكن لديه القدرة على أن يفكر أو يقرر، إذ أن إرادته شلت وانقلب إلى شخص آخر بلا عقل، فقد خلفته المحنة وأزهقته الصدمة، وبسهولة شديدة استسلم لضباط الموساد يتحكمون بأعصابه.. وابتدأوا في تدريبه وإحكام سيطرتهم عليه، وكتب في صفحات عدة بيده كل ما لديه من معلومات اقتصادية يعرفها عن مصر بحكم عمله وعلاقاته، وأحاطوه بدائرة الخوف فلم يستطع الإفلات، وهددوا بقتل أفراد أسرته إذا ما عاد إلى مصر وأبلغ السلطات، فقد كان من السهل إقناعه بوجود عملاء لهم في القاهرة ينتظرون إشارة منهم ليقوموا باللازم مع عائلته هناك.تأكيداً لذلك، أرسلوا باقة زهور إلى منزله بمناسبة عيد ميلاد ابنته. كم كان فزعه شديداً عندما اتصل بالقاهرة فوجد ابنته تشكره على باقة الزهور التي أرسلها، وأصيب رجل الأعمال المذعور بصدمة عنيفة، وصرخ في هلع مؤكداً بأنه سيقوم بالعمل لصالحهم، وتركوه يسافر ملتاعاً مرعوباً، يحمل تكليفات محددة وأسئلة مطلوبة إجاباتها، وكانوا على يقين أنه سقط في شباكهم ولن يمكنه الإفلات أبداً.في الطائرة استغرقه تفكير عميق في ما صارت إليه حاله، وهل يستطيع النجاة من هذا المأزق أم لا؟ اتصل فور وصوله بصديقه محمد أحمد حسن الذي يشغل منصباً حساساً في مدرسة المدفعية بالقاهرة، وسأله أسئلة عدة تتصل بعمل جهاز المخابرات المصري، وهل بالإمكان حماية شخص ما تورط مع المخابرات الإسرائيلية؟ كانت إجابات محمد حسن إجابات قاطعة، تؤكد أن المخابرات المصرية من أنشط أجهزة المخابرات في العالم بعد استحداثها وتدريب كوادرها بأقسامها المختلفة، وحسبما يقال فهي تحمي المتورطين إذا ما تقدم بالإبلاغ عما وقع لهم في الخارج.لكن توماس لم يثق بكلامه، وظن أنها دعاية يروّجها لا أكثر، فتملكه الخوف من الانسياق وراء دعاية لن تفيد، وحرص على المضي في طريق الخيانة حتى آخره، بينما انشغل صديقه بالهدايا الثمينة التي جلبها له ولم يسأله عن تفاصيل الموضوع الذي سمعه منه، أو عن ذلك الشخص المتورّط مع الموساد.لم يضيع توماس وقته في إثارة أعصابه بالتفكير والقلق، وشرع كما دربوه في دراسة أحوال المحيطين به ليستكشف نقاط ضعف تمكنه من النفاذ إليهم، وكان أول من نصب شباكه حوله هو محمد الضابط في مدرسة المدفعية، فتناسى الرجل العسكري دوره المقدس، ولم يعد يفكر سوى في نفسه فحسب، وقد طغت هدايا صديقه على عقله، وكان ذلك في شهر أكتوبر (تشرين الأول) عام 1958 عندما نام ضميره نوم الموات بلا أدنى حياة، وأسلم مصيره بل حياته كلها لمغامرة طائشة قادته إلى الهلاك.الوقوع في الفخكانت بياتريشيا خطوة أولى في سلم الموت الذي لا مهرب منه ولا منجى على الإطلاق، فهي راقصة ألمانية مقيمة في القاهرة، كانت تربطها بتوماس علاقة قديمة قبل زواجه من كيتي، ثم انشغل عنها بعمله وبزوجته، لكنه اضطر لتجديد علاقته بها بمجرد عودته، لتساعده في تجنيد محمد حسن الذي كان يعرف عنه ميله للنساء.فرحت الراقصة بعودة توماس إليها وتقبلت الأغراض والنوايا، وبعد سهرة جميلة، ارتسمت في خيالات محمد حسن صور متعددة لعلاقته ببياتريشيا، أراد ترجمتها إلى واقع فعلي لكن راتبه الضئيل لم يكن يكفي للإنفاق على بيته، وعلى راقصة تجتذب من حولها هواة صيد الحسناوات، وتكررت السهرات الرائعة، التي أصبحت تشكل شبه عادة لديه لم يكن من السهل تبديلها أو الاستغناء عنها، وأغرقته الراقصة في عشقها فازداد اندفاعاً تجاهها، ولم يوقفه سوى ضيق ذات اليد.عند ذلك لم يكن أمامه سوى الالتجاء إلى توماس ليستدين منه، وتضخم الدين حتى توترت حياة محمد حسن... وانتهزها توماس فرصة سانحة لاستغلاله والضغط عليه فرضخ له في النهاية وسقط في بئر الخيانة مستسلماً بكامل رغبته مقابل راتب شهري قدره خمسون جنيهاً، خصصها له توماس لينفق على بياتريشيا.في المقابل لم يبخل محمد حسن بالمعلومات الحيوية عن مدرسة المدفعية، كأعداد الطلاب بها وأسماء المدربين والخطة الاستراتيجية للتدريب، ذلك كله من أجل عيون الفاتنة الحسناء العميلة.في الوقت الذي نشط فيه توماس كجاسوس يقوم بمهمته، تراءت له فكرة تجنيد عملاء آخرين تتنوع من خلالهم المعلومات التي يسعى للوصول إليها، فكان أن نصب شباكه حول مصور أرمني محترف اسمه جريس يعقوب تانيليان، واستطاع أن يسيطر عليه هو الآخر بواسطة إحدى الفتيات وتدعى كاميليا بازيان فارتمى بين أحضانها، وبالتالي فقد كان لزاماً عليه الإنفاق عليها بسخاء.في غضون أشهر عدة، استنزفته كاميليا مادياً، فاتبع مسلك محمد حسن باللجوء إلى توماس ليقرضه مالاً، فجنده في لحظات ضعفه وحاجته.عندما اتسع نشاط توماس، استأجر شقة في منطقة روكسي باسم محمد حسن وكانت تقام فيها حفلات تدعى إليها شخصيات عامة، وتتناثر منها المعلومات المهمة، وفي إحدى حجرات الشقة أقام جريس تانيليان معملاً مصغراً لتحميض الأفلام وإظهار الصور والخرائط، حيث كان يجلبها محمد حسن من مقر عمله ويعيدها ثانية إلى مكانها.ذات مرة، عرض توماس على محمد حسن فكرة السفر إلى السويس بالسيارة، ثم إلى بورسعيد لتصوير المواقع العسكرية والتعرف اليها من خلال شروحه، فوافق الأخير ورافقتهما كيتي التي اطلعت على سر مهنة زوجها وشاركته عمله، وكان محمد حسن دليلاً لهما يشرح أماكن الوحدات العسكرية، فيقوم توماس بتصويرها من النافذة وتسجيلها على خريطة معه بينما تقود كيتي السيارة.الشبكة تتّسععندما تعثرت أحوال جورج شفيق دهاقيان تاجرالملابس، تـــدخل صديقه تــــــوماس بطريقته الخاصة لإنقاذه، وكان المقابل تجنيده للعمل معه في شبكة الجاسوسية،لم يعترض جورج كثيراً في البداية، فهو يعلم أنه لا يملك معلومات حيوية مهمة تساوي مئات الجنيهات التي أخذها من توماس مقابل ايصالات ورهونات، لكن الحقيقة أن توماس كان ينظر إلى بعيد، إلى ضابط كبير يقيم فوق شقة جورج وتربطهما علاقات وطيدة، وكان له دور فاعل فيما بعد.كان صديقه الأرمني مثله بوليدور باب زوغلو تاجرالذهب يحلم بامتلاك محل كبير للمجوهرات وسط القاهرة، وعرض الفكرة على توماس فأبدى موافقته وشجعه على المضي لتحقيق حلمه، والحلم تلزمه مبالغ كبيرة، عند ذلك لم يجد توماس صعوبة تذكر في اصطياده أيضاً بعدما رسم له خطوط الحلم المرجو.هكذا مضى توماس يصطاد ضعاف النفوس، فيمدهم بالمال ويحصل على مبتغاه من خلالهم، وانتعشت بذلك شبكة توماس في جمع المعلومات، لا يوقفها خوف من السقوط أو من حبل المشنقة، فالمخابرات الإسرائيلية كانت تؤكد له في كل مرة يزور فيها ألمانيا أن المخابرات المصرية خاملة ضعيفة، نشأت منذ سنوات قليلة ولم تنضج بعد، ومهما أوتيت من علم ومقدرة فمن المستحيل كشفه، فشجعه ذلك على المضي في طريقه، وتوسعت شبكته توسعاً مذهلاً حيَّر خبراء الموساد أنفسهم، إذ تعدت الشبكة حدود مصر إلى دول عربية أخرى، بعدما ازداد توماس علماً بأدق فنون التجسس، وكيفية السيطرة على شركائه بسهولة بواسطة نقاط ضعفهم التي استغلها بمهارة، وبالأموال الطائلة التي ينفقها عليهم، وقد اشتدت حاجتهم إليها، وعرفوا أن لكل معلومة ثمناً وقيمة.في القصر الجمهوريذات مرة عاد توماس من إحدى رحلاته في ألمانيا وفي ذهنه صورة جورج استماتيو، الموظف في محلات جروبي في القاهرة. كان استماتيو يشرف على حفلات العشاء التي كانت تقيمها رئاسة الجمهورية للضيوف، ومن خلال دخوله لقصر الرئاسة بشكل رسمي، فقد كان يعد بمثابة سلة معلومات طازجة، تحوي كل ما يدور في الحفلات الرسمية من أسرار وأخبار، ويمكن استخدام تلك المعلومات بشكل أو بآخر، إضافة إلى الاستعانة باستماتيو في تنفيذ أية مخططات مستقبلية.وجدها توماس فرصة لا تعوض، وكان عنده إصرار متوحش لتجنيده هو الآخر ليحصل منه على معلومات تدر عليه مبالغ خيالية، بخاصة أن استماتيو( 53 عاماً) يعيش مأساة عجيبة جداً، إذ كان مصاباً بالعنة الموقتة.اكتشف توماس هذا السر، وأخذ يدبر للسيطرة عليه وإدخاله وكر الجواسيس الذي صنعه، وعندما عرض الأمر على ضباط الموساد، تهللت أساريرهم وأمدوه بأجهزة حساسة دُرب عليها لتسجيل مشهد عجيب، وعاونه جريس تانيليان (المصور) في مهمته إلى جانب بياتريشيا التي وافقت على تصوير المشهد للسيطرة على استماتيو.في شقة روكسي، تحولت إحدى حجرات النوم إلى بلاتوه، فصوِّر استماتيو وكان ذلك سبباً لخضوعه وسقوطه في دائرة الجاسوسية رغماً عنه، ومن خلاله تدفقت أسرار قصر الرئاسة وما يجري بين أروقته، وما يلتقطه من أخبار وأسرار وحكايات لا تنشرها الصحف أو يعلم بها أحد.ضرب توماس بكل القيم والمبادئ عرض الحائط لتحقيق أغراضه، ووصل به الأمر أنه قدم زوجته كيتي دورث هدية إلى بعض المحيطين به لتستخلص منهم أسراراً معينة، ولم يبخل بها على صديقه محمد حسن الذي حمل إليه ذات مرة وثيقة مهمة تحوي أسراراً غاية في الخطورة، أراد توماس تصويرها فطلب منه محمد حسن الثمن، وكان زوجته، وأمام رغبته وتصميمه لم يجد بداً من تحقيق مطلبه!النهـايـةأما جورج شفيق دهاقيان التاجر الذي أنقذه توماس من الإفلاس، فقد كانت تربطه جيرة وصداقة بضابط كبير في القوات المسلحة اسمه أديب حنا كيرلس، لاحظ الأخير تردد جاره دهاقيان على منزله كثيراً في مناسبات عدة ومن دون مناسبات أيضاً، وكان في كل مرة يناقشه في أمور عسكرية حساسة ويحاول الحصول على إجابات لاستفساراته، بل واطلاعه على لوحات ووثائق عسكرية تؤكد شروحه، ولاحظ كيرلس أيضاً أن جاره يعيد طرح أسئلة بعينها سبق أن أجابه عنها. شك الضابط في الأمر، فهذا التاجر يريد إجابات تفصيلية لأمور عسكرية حساسة، وكلما أعرض عنه يزداد إلحاحاً عليه، عندئذ.. انقلب شكه إلى يقين، وبلا تردد حمل شكوكه إلى جهاز المخابرات المصرية واطلعهم على كل ما دار من حوارات.بعد مراقبات دقيقة لدهاقيان، أمكن التعرف الى توماس والمترددين عليه، وكانت مفاجأة غاية في الغرابة، إذ تكشفت شبكة جاسوسية خطيرة كان لا بد من معرفة كل أعضائها، وفي خطة بالغة السرية والحذر، أمكن الزج بعناصر مدرّبة إلى الشبكة، فاتضح أن لها أذرعاً أخطبوطية تؤلف شبكة جاسوسية تمتد لتشمل دولاً عربية أخرى، تكونت فيها خلايا على اتصال بفروع للموساد في كل من ألمانيا وفرنسا وسويسرا وهولندا وإيطاليا، وكلها تعمل في تناسق مدهش، وتكوّن في مجملها ست شبكات للجاسوسية في القاهرة والإسكندرية ودمشق.في 6 يناير (كانون الثاني) 1961 قُبض على كل أعضاء الشبكة في مصر، وصدر القرار الجمهوري رقم 71 لسنة 1961 بتشكيل محكمة أمن دولة عليا، يشمل اختصاصها كل وقائع التجسس في مصر وسورية - كانت الوحدة ما زالت قائمة - وعلى مدى ستة أشهر عقدت المحكمة خلالها 83 جلسة، استمعت المحكمة خلالها إلى 95 شاهداً منهم الخبراء والفنيون والمختصون، أما عدد المتهمين من المصريين فكان 11 متهماً ومن الأجانب 6 ودافع عنهم 33 محامياً، وجرى ندب طابور طويل من خبراء مصلحة التزييف والتحليل في الطب الشرعي، وخبراء اللاسلكي والإلكترونيات، بالإضافة إلى عدد كبير من الفنيين الذين انتدبوا بمعرفة المحكمة، وعدد من المترجمين بالجهات الرسمية، وبلغت صفحات ملف القضية 6 آلاف صفحة.في 25 أكتوبر (تشرين الأول) 1961 أصدرت المحكمة حكماً بإعدام جان ليون توماس شنقاً، ومحمد حسن رمياً بالرصاص، وبالأشغال الشاقة المؤبدة والموقتة على الآخرين.
توابل
صائد الجواسيس: الشذوذ والسقوط والخيانة ليون توماس... المشرف على حفلات القصر الجمهوريّ كان من أعضاء الشبكة!
10-09-2008