توقع كثر أن يكون للأزمة المالية العالمية تأثير إيجابي على السينما المصرية، إذ في هذه الحالة سيتوقف منتجو الدرجة الثانية والثالثة عن صناعة أفلامهم ليصبح المجال أوسع أمام أفلام جادة تناقش قضايا مهمة.لكن السينما المصرية اصطدمت بنقيض التوقعات تماماً فقد شجعت الأزمة المنتجين الذين يمارسون عملهم بأقل التكلفة على زيادة إنتاجهم بعد توقف الأعمال ضخمة الإنتاج والمتوسطة. «محمد علي» أحد أبرز الأفلام التي تعاني من الأزمة المالية، فقد فشلت شركة «غودنيوز» في إنتاجه لأن ميزانيته المقررة تبلغ 40 مليون جنيه، فيما تعمل الشركة نفسها راهناً على إنتاج فيلم «بوبوس» لعادل إمام.كذلك تضع الشركة في جدولها ثلاثة أفلام أخرى لكل من «الزعيم» ومحمد هنيدي ووحيد حامد، ما دفعها إلى التخلي عن «محمد علي». وكي لا تظهر «غودنيوز» بشكل لا ترضاه لنفسها عقدت مؤتمراً صحافياً ضخماً، نفت خلاله توقّف الفيلم إنتاجياً وأكّدت أنها قادرة على إنتاجه، لكنها ستؤجله إلى شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.من جهته أكد عادل أديب، العضو المنتدب للشركة، أن الفيلم لم ولن يتوقف إنتاجياً تأثراً بالأزمة المالية العالمية. واللافت أن أديب أكد أن الأزمة المالية لم تؤثر على «غودنيوز» بأي حال من الأحوال.تصريح أديب يبدو الأغرب بين تصريحات الشركة التي تفاوتت كثيراً منذ بداية الأزمة العالمية.كذلك تردد أن الشركة تعاني من أزمة مالية حقيقية إلى درجة أن رئيس مجلس إدارتها عماد الدين أديب اضطر لاقتراض المال من الموزع محمد حسن رمزي لاستكمال تصوير «بوبوس» بعد التهديد بتوقيفه.أما المنتج هاني جرجس فوزي فأكد أنه تأثر بالأزمة المالية العالمية بشكل كبير، ما تسبب في توقف فيلمه الجديد «بنت وولد» لماريا لأجل غير مسمى، مشيراً إلى أن المنتجين كلهم تأثروا بالأزمة، والدليل أن السوق السينمائي الراهن لا يشهد إلا استئناف تصوير أفلام قديمة، ولم تشرع أي شركة إنتاج في تصوير عمل جديد.الضحية الثالثة«السفاح» هو ضحية الأزمة الثالثة، فقد توقف تصويره منذ أكثر من شهرين رغم محاولات الشركة المنتجة «ميلودي» ومخرج الفيلم سعد هنداوي نفي المعلومة.الشركة المنتجة تؤكد أن المخرج استأنف التصوير، والمخرج بدوره يصر على أنه يهتم بتصوير الفيلم وأن الأخير لم يتعطل إنتاجياً.من جهته، أكد المخرج محمد خان «أنه تفاجأ بتوقف مشروعه «ستانلي» لأسباب إنتاجية، بعد أن عطّل المنتج كامل أبو علي التصوير فينما كان خان يستعد لبدء المشروع في الاسكندرية حيث انتهى من معاينة أماكن التصوير». يذكر أن «ستانلي» مشروع مؤجل لمحمد خان منذ سنوات عدة، فقد حاول المخرج أكثر من مرة البدء بتصوير العمل، لكنه لم يستطع لعدم وجود تمويل إلى أن اتفق أخيراً مع كامل أبو علي على تصويره.«ليلة واحدة» لجمال سليمان لقي المصير نفسه أيضاً بينما كان سليمان يستعد لتصويره منذ فترة. يذكر أن أحداث الفيلم كلها تدور في ليلة واحدة.يبقى «الأكادمية» من بطولة علا غانم ومحمود قابيل في الواجهة، إذ يحاول منتجه الانتهاء من تصويره، لكنه يصطدم بمشاكل إنتاجية أحياناً ويتوقف تصويره طوراً بسبب قلة السيولة المالية. أما مدير عام «روتانا» أيمن الحلواني والمسؤول عن السينما في الشركة، فأكد أن الأزمة المالية العالمية لم تؤثر على إنتاج الشركة خلال عام 2009، مشيراً إلى أن الإنتاج ازداد بنسبة 100 %، وأن خطة «روتانا» الإنتاجية تتراوح بين 40 إلى 50 فيلماً خلال السنوات العشر المقبلة.وعن رد فعل المسؤولين في الشركة لتجاوز الأزمة أكد الحلواني: «نحاول أن ننتقي أفضل الأفلام، وتعاقدنا مع شركة «غولف فيلم» وهي إحدى أكبر شركات السينما في الخليج لتتولى توزيع أفلامنا هناك».
توابل - سيما
6 أفلام مصريّة تتوقف بسبب الأزمة المالية العالمية!
13-04-2009