مع دُنوِّ موعد الانتخابات النيابية في 7 يونيو المقبل، عاد الهاجس الأمني الى نفوس اللبنانيين، خصوصا بعد اغتيال اللواء في حركة «فتح» كمال مدحت في صيدا الاثنين الماضي، والعثور مساء أمس الأول، على متفجرات قرب مدخل منزل رئيس حزب «الكتائب» أمين الجميّل. وأفادت مصادر أمنية بأنه تم الاشتباه في سيارة في «المحيط الأمني» لمنزل الرئيس الجميّل في بلدة بكفيا، فتم ايقافها وضُبطت في داخلها قنبلة موصولة بأسلاك كهربائية وصاعق تفجير. وأُلقي القبض على السائق الذي تبيَّن انه سوري الجنسية، حسب ما نقله تلفزيون «المستقبل». ورأت أوساط سياسية في بيروت أن المتفجرات قرب منزل الجميل، في توقيتها ومكانها، رسالة تهديد أولى على أبواب الانتخابات النيابية، خصوصاً أن قضاء المتن، حيث للجميل نفوذ واسع، سيشهد معركة انتخابية «طاحنة» بعد إعادة التموضع التي قام بها النائب ميشال المر. من جانب آخر، أعلن رئيس المحكمة الخاصة بلبنان القاضي أنطونيو كاسيزي أن المحكمة ستبتّ بحلول مايو المقبل، مصير الضباط الأربعة الموقوفين على ذمة التحقيق في جريمة اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري، لجهة إطلاق سراحهم أو توجيه الاتهام اليهم. وأشار كاسيزي، في مقابلة مع صحيفة «لاريبوبليكا» الإيطالية، إلى أن المحكمة ستنطلق عملياً في العام المقبل، موضحاً أنه تمت لهذا الغرض إجازة قانونٍ جديد للمحاكمات الجزائية ونظام جديد للاحتجاز. ولفت الى أن «الأمر الأهم هو تشكيل مكتب للدفاع يعادل في أهميته النيابة العامة، ويرأسه المدعي العام الفرنسي فرانسوا رو». وأكد كاسيزي أن لسورية الحق في عدم تسليم المشتبهين المحتملين من مواطنيها حتى الساعة، موضحاً أنه يجب بدايةً ابرام اتفاقية تعاون قضائي معها. وأضاف أن «اتفاق التعاون القضائي لم يتم حتى مع دول مثل الأردن وإيران ومصر، وهي دول نعتقد ان بوسعها توفير شهود لديهم المقدرة على تقديم ادلة». الى ذلك، شيَّعت «منظمة التحرير الفلسطينية» وحركة «فتح» في بيروت أمس، اللواء في الحركة كمال مدحت ومرافقيه. وكان لافتاً في التشييع سير ممثلَي «منظمة التحرير» وحركة «حماس» في لبنان عباس زكي وأسامة حمدان جنباً الى جنب، في خطوة تعكس حرصاً على تجنيب المخيمات الفلسطينية أي توتر أمني بين الحركتين. وتوجه زكي الى «المغدور» بالقول: «قتلوك لضرب مسيرة السلم الأهلي في لبنان، وليفتحوا من جديد مسلسل الرعب، ولكن مضى الوقت على ذلك، وبوعينا -لبنانيين وفلسطينيين- سنُبقي جسور التواصل مع الإخوة اللبنانيين». وإذ توعَّد القتَلة بالقصاص، قال زكي: «سنقتص من الخونة وكل من تسول له نفسه العبث بالسلم الأهلي والدم الفلسطيني، لأن الدم الفلسطيني ليس مشاعاً».
آخر الأخبار
لبنان: متفجرة في سيارة قرب منزل الجميّل... واعتقال السائق كاسيزي: مصير الضباط الأربعة يُبتُّ في مايو
26-03-2009