مخرجة وكاتبة سيناريو لها خصوصيتها، حصلت على بكالوريوس الهندسة قبل أن تلتحق بالمعهد العالي للسينما، قدمت مجموعة من الأفلام التسجيلية والروائية القصيرة والبرامج، انتظرت طويلا قبل أن تطلق فيلمها الروائي الأول «أحلى الأوقات»، ثم «قص ولزق» اللذين حصدا جوائز عدة. تميّزت لغتها السينمائية بالخصوصية والعذوبة والجرأة على كسر التابوهات والخروج عن المألوف والاهتمام بالقضايا المجتمعية والمشاعر الإنسانية في أدق تفاصيلها.

Ad

حول تجربتها ورؤيتها وأحلامها في السينما المصرية، كان هذا الحوار مع المخرجة المصرية هالة خليل.

أين أنت بعد فيلمك الأخير «قص ولزق»؟

شرعت منذ أشهر عدة في كتابة سيناريو جديد، لكنني لم أنته منه بعد، لذا لا أحب الحديث عنه لأنه ما زال في طور الكتابة.

هل تلجئين إلى كتابة أفلامك لوجود أزمة نصوص في السينما المصرية؟

تنتابني مع الكتابة أحاسيس بالفرح والسعادة لا أستطيع وصفها، وأتفاعل مع شخصياتي بكل همومها وأحلامها حتى باتت الكتابة بالنسبة إلي المتعة الأولى في العمل السينمائي، كذلك، لديّ أفكار كثيرة أريد أن أنقلها إلى الشاشة، وهناك قضايا عدة أحلم بتفجيرها.

لكنني في الوقت نفسه ليس لدي مشكلة في التعامل مع كتاب آخرين، وأرى أن السينما المصرية لا تعاني من أزمة في النصوص، فلدينا الكثير من كتاب السيناريو المبدعين الموهوبين الذين يُتجاهلون عمدًا.

لماذا؟

تعاني السينما المصرية من أزمة إنتاج حقيقية، وبات الربح هو سيّد الموقف، لذا يُستعان بالسيناريوهات الخفيفة والساذجة، بعيدا عن الأعمال المتميزة التي تحمل فكراً ورؤية ناضجة.

هل ثمة علاقة بين الهندسة والإبداع؟

علاقة الهندسة وثيقة بالإبداع، تحديدًا في فن كتابة السيناريو، تعتمد الهندسة بشكل أساسي على البناء والتركيب والمعادلات المنهجية، كذلك السيناريو فهو يعتمد على البناء والتفكير المنهجي والمنطق والحجة، مثلما تتطلب العمارة أساسات قوية وسليمة يتطلب السيناريو الأمر نفسه في البناء، هذا ما تعلمته في كلية الهندسة وأضاف الي الكثير في كيفية التعامل مع فن كتابة السيناريو.

ما أبرز الإشكاليات التي تواجهك كمخرجة سينمائية؟

اختلف المشهد السينمائي الآن وسيطرت عليه المحاذير الاجتماعية، أصبح المجتمع للأسف محافظا ورقيبا ولديه الكثير من التابوهات والممنوعات، بالإضافة إلى رقابة النجوم على أنفسهم والقيود والممنوعات التي أضافوها بحجة أن المجتمع اختلف، بالتالي ازدادت المعوقات التي تقف حائلا أمام المبدع وفنه، ساهم ذلك كله في الحد من حرية الإبداع. كذلك تشكل قضية الإنتاج دومًا عائقًا مع مشاكل التمويل المحدود التي تواجهني، لأن أفلامي بعيدة عن الطابع التجاري السائد في السوق.

كيف تنجحين في الإفلات من تلك العراقيل؟

يتطلب التعامل مع التابوهات مهارة خاصة، هناك مخرجون صداميون يتحدّون القيود والأشكال الجامدة والتقاليد الراسخة، أما أنا فأحب أن أتناول التابوهات بطرق أقل صدامية مع المجتمع، كي أستطيع القول كل ما أريده، لكن بحرص شديد، خصوصاً أن المرأة لديها رقابة ذاتية أكثر من الرجل، وعادة يُنظر إلى ما تكتبه باعتباره تجارب شخصية بعيدا عن الخيال والإبداع، وهذا ما حدث بالفعل مع مبدعات كثيرات.

بالنسبة إلي، لدي قضايا كثيرة تخص المجتمع المصري والتي أنوي كتابتها، وهي تتطلب مهارة خاصة في الكتابة لأستطيع الهروب من الصدام العنيف، خصوصاً أنني أميل إلى التعرض للمواضيع الشائكة والحساسة التي تعبّر عن الهموم الحقيقية والخفيّة للإنسان المصري.

كيف ترين المبدعات في الحقل السينمائي؟

أرى أن هناك الكثير من المبدعات في الأدب، بينما إبداع المرأة في السينما أقل، فلا يوجد سوى خمس مخرجات وإنتاجهن محدود للغاية.

ما تفسيرك لذلك؟

يعود ذلك في تصوُّري إلى طرق التنشئة التي لا تؤهل النساء لمثل هذه المهن القيادية والصعبة، فالمنزل يعدّ الفتاة لتتزوج وتنجب بعيدا عن المسؤولية التي يتربى عليها الفتى، لذا يأتي العمل بالنسبة إلى المرأة مسألة استثنائية، هذا هو أصل المشكلة التي تعاني منها المرأة في المجتمع المصري.

ما هو الحلم الذي تتمنين تحقيقه؟

أن أقدم فيلماً عن قضية تهجير النوبة، لأنه موضوع إنساني وله أبعاد سياسية ويستحق المعالجة بكل جدية.