منذ أعوام لم يكن خبراء التغذية يعلقون أهمية كبرى على المعادن الموجودة في عسل النحل لأن كميتها ضئيلة، اتضح في ما بعد احتواء العسل على المعادن بالنسب التي يحتاج إليها الجسم تقريباً. يشدد د. عبد الباسط محمد سيد في كتابه «التداوي بالأعشاب» على أهمية العسل وفوائده باعتباره علاجاً لبعض الأمراض مثل قرحة المعدة، التسمم، أمراض المثانة، الالتهاب الرئوي وغيرها، ويحذر من العلاج العشوائي ويؤكد ضرورة استشارة طبيب اختصاصي لتحديد العلاج المناسب.يقول إن «فوائد العسل متعددة نظراً إلى احتوائه على المعادن مثل النحاس، الحديد، المنغنيز خصوصاً إذا كان داكن اللون».تبدو أهمية الحديد الغذائية في علاقته بالهيموغلوبين الذي يزود كل خلية في الجسم بغاز الأوكسيجين الذي لا غنى عنه.أما النحاس فيساند الحديد في أعماله، وكذلك المنغنيز في أغراض النمو والتكاثر وإفرازات الكبد، ويساعد في تكوين الهيموغلوبين، لأنه متمم للنحاس في عمله، وينشط فعل بعض الخمائر ذات الأهمية في التمثيل الغذائي.أثبتت التجارب أن الميكروبات لا يمكن أن تعيش في العسل لأكثر من بضع ساعات أو أيام قليلة خلافاً للبن، لأنه بيئة غير مناسبة لحياة الكائنات ومصدر غني لعنصر K، الذي يعدّ السبب في استعمال العسل لعلاج الجروح المتقيحة والملوثة.سكر العنبيعتبر من أهم مكونات عسل النحل، يستعمل في الطب الحديث لعلاج أمراض الدورة الدموية، زيادة التوتر، النزيف، قرح المعدة، أمراض أمعاء الأطفال، الأمراض المعدية المختلفة مثل التيتاونس، الدوسنتاريا، الملاريا، التهاب الحلق، الحمى القرمزية، الحصبة والتسمم.يستخدم الغلوكوز كعلاج لحالات التسمم ويعتبر مصدراً مهماً من مصادر الطاقة للجسم ولا بد منه في عمليات بناء الأنسجة والتمثيل الغذائي.أوصى العالم الأميركي لوتنجر باستعمال العسل في اضطرابات القناة الهضمية لدى الأطفال والتي يصعب فيها امتصاص المواد النشوية والسكريات الثنائية وتمثيلها، بينما الجسم بحاجة الى هذه المواد وتمثيلها.في هذا المجال، يقول د. عبد الباسط : {يمكن إعطاء الطفل ملعقة صغيرة من العسل قبل النوم مباشرة لمعالجة التبول في الفراش، لأنه يمتص الماء من جسمه ويحتفظ به طيلة مدة النوم، وبهذه الطريقة يريح الكلى أيضاً». وإذا زالت المشكلة يجب وقف استعمال العسل للتأكد من أن السيطرة على المثانة عادت إلى حالتها الطبيعية أم لا، ويستعمل مجدداً ولكن بجرعة أصغر من المعتاد حتى تماثل الطفل للشفاء.الكبد والقلبأوضحت الأبحاث التي أجراها أطباء مستشفى جامعة ولونيا في إيطاليا، أن تناول وجبات العسل يومياً قد يشفي المرضى المصابين بالتهاب الكبد المزمن أو التهاب الحويصلة المرارية، وتبين أيضاً أن للعسل تأثيراً مقوياً في القلب وفي رفع الضغط المنخفض وعلاج أمراض العين، وهو فاعل في علاج التهاب الجفون والملتحمة والقرنية، استُخلص منه مرهم بإضافة 3% من السلفا، واستُعمل في علاج قرح القرنية البطيئة الالتئام، وكانت النتائج مذهلة.أما في مجال الأعصاب، اتضح أن عسل النحل المذوب في الماء الدافئ هو علاج فاعل للأمراض العصبية. أجرى الباحثون تجاربهم في هذا الصدد وكانت النتائج مُرضية جداً واختفى الصداع والأرق.يعتبر العسل أفضل منوم على الإطلاق، بخاصة في حالة الأشخاص الذين لا يستطيعون النوم عند بداية الليل أو يستيقظون بعد وقت قليل ويعجزون عن النوم مجدداً، لذلك يمكن تناول ملعقة صغيرة منه مع طعام العشاء. كذلك له وصفات في علاج السعال، حيث يمزج فنجان عسل مع ملعقة من الزنجبيل وعصير البرتقال ويقلب لربع ساعة، وكذلك يفيد تناوله بمفرده قبل الإفطار.يعتبر غذاء الملكات من أكثر المواد الطبيعية احتواء على فيتامين B المركب، إضافة إلى البروتينيات، الدهون، الكربوهيدرات والفيتامينات ويحتوي على هورمونات ومواد أخرى منشطة، وله قيمة غذائية وعلاجية، وهو نادر جداص ويجب حفظه في درجة حرارة معينة وفي أوعية خاصة لأنه سريع التحلل.يؤكد د. عبد الباسط أن غذاء الملكات له تأثير ساحر في علاج بعض الأمراض الجلدية، حب الشباب، الدمامل، وينظم ضغط الدم، كذلك يعالج الضعف العام، الضعف الجنسي، فقدان الحيوية، الاضطرابات العصبية والشعور السريع بالتعب.استخدم العسل في علاج أمراض الجهاز العلوي في الجهاز التنفسي عن طريق الاستنشاق، يُمزج محلول منه مكون من 10% من العسل في الماء الدافئ ويوضع في جهاز رشاش خاص ويستنشق دافئاً بعد رشه في الحلق أو في الأنف، بحسب المرض، وتكون عملية الرش في فترات متباعدة وبين كل فترة وأخرى خمس دقائق.الشمع الطبيعيمن المفيد مضغ قطعة من الشمع الطبيعي لأقراص العسل، فهو ضروري للحفاظ على صحة الجدار الداخلي للجهاز التنفسي، إذ اتضح أن الشمع مادة تكافح الحساسية وتعالج حالات الرشح والالتهابات الحادة في الجيوب الأنفية.ينصح د. عبد الباسط باستعمال العسل مع اللبن الدافئ في علاج الزكام، أو الممزوج بعصير البرتقال، وتستعمل ملعقة كبيرة من المزيج في كوب ماء مع الراحة في المنزل ليومين بسبب تعرض المريض للعرق الغزير.ثبت أن العسل يلغي تأثير الحموضة الزائدة في المعدة، التي تؤدي غالباً إلى الإصابة بقرحة المعدة أو الإثنى عشر، وتختفي بذلك الآلام والاضطرابات التي يشعر بها المريض، وتتوقف عمليات القيء المرافقة لهذه الأمراض، وتزيد نسبة الهيموغلوبين في الدم، في حال تناول المريض منه 30 غراماً في اليوم.يؤكد د. عبد الباسط أن «من الضروري تناول العسل قبل الأكل بساعة ونصف الساعة في حالة الإصابة بقرح المعدة والإثني عشر، وأفضل الأوقات قبل الإفطار أو الغداء وبعد العشاء بساعتين أو ثلاث، وأفضل النتائج تكون بعد تناول العسل في كوب ماء دافئ».
توابل - Fitness
عالج نفسك بعسل النحل
20-06-2008