ليلة 31 من ديسمبر لا يمكن تشبيهها إلا بليلة السلطنة والطرب الأصيل، فكانت فريدة هي فريدة في مهرجان القرين الخامس عشر، حيث أطربت «الدسمة» بتراث عراقي لمدة ثلاث ساعات توجها مرة أخرى سيدة لمقامه.

Ad

بدأ الجزء الأول من برنامج الحفل بعزف الفرقة، ثم مقام شرقي رست مع بستات عراقية، فأطربت سيدة المقام العراقي فريدة الحضور في تشكيلة من الأغنيات التراثية التي تفاعل معها الجمهور مثل «للناصرية للناصرية، بو جناغ اروح وياك، بجفوف اديه بثنين اديه، تعطش واشربك ماي، بجفوف اديه»، التي غناها حضيري بوعزيز، ثم «يا عنيد يا يابا»، و«حمام يللي على روس المباني ذكرتني بالمضه وروحي شجيه حمام» لحضيري بوعزيز، في استعراض لإمكاناتها الصوتية التي أذهلت الحضور.

وألقت فريدة كلمة قالت فيها «أنا سعيدة بأن أقف على مسرح الدسمة مرة ثانية بعد عشرين عاماً، حيث انطلقت منها إلى العالم، وسعيدة بزيارتي إلى الكويت، لنكون جسر التلاحم بين الشعبين».

وتحوّلت إلى مقام دشت وهي تعيش آخر سلطنة «بليت بقاسي القلب عذب مهجتي، رضيت به مولا ولم يرض بيا عبدا، لا تدعني اذوب فيك اشتياقا وخلدا، واتخذني لعبد عبدك عبدا»، وغنت بالعربية والفارسية وسط اعجاب الجميع.

ثم أتبعتها بـ«يا أم العيون السود ماجوزن انا لونج الخمري سحر لقلوبنا» لناظم الغزالي، وقد دعت الجمهور الكويتي بقولها «يلا اسمع الصفقة الكويتية والبصراوية»، وأغنية «بيني وبينك أحلى عتاب خل نتعاتب»، من كلمات نزار جواد وألحان محمد حسين قمر.

ومن ثم مقام الجمال قائلة في الكويت:

«يا كويت الطيب يا كويت العز جئتك زائرة، والشوق ملء جوانحي وكلامي، غنيت من وحي اللقاء فسرني حفل بهيج والكرام أمامي، تيه على مروج العطور ورودا، على عناقيد الكروم زهورا، وتمنعي فالشعر وحي تمنع واللحن يطلق إن وقعت أسيرا، ويشع لي دفء والمنى ودبيبها ويرد أشجان الحياة سرورا، وهفا إلى أرض الكويت وشعبها، ودعا لمن سكن القلوب أميرا».

وغنت «فوق النخل فوق يابه فوق النخل فوق مدري لامع خده يابه مدري القمر فوق والله ما ريده وباليني بلوه، خدك لمع يا هواي وأضوه على البلاد مقدر أصبر الروح واتحمل البعاد والله معذبني بعيونه الحلوة»، وبعدها «مو مني كل الصوج من هلي والله».

الجزء الثاني من الحفل

لبست فريدة ثوباً كويتياً شعبياً مزركشاً بالترتر ولونه أسود، وأطلقت العنان لصوتها لتعانق الأسماع في أغنية قديمة «يا صياد السمك صِدلي بنية».

بعدها تحدث محمد قمر عن مقام مخالف ستقدمه فريدة، مشيراً إلى أنه من أصعب المقامات وقد أسماه مقام الشجن العراقي.

ثم قدمت تحية إلى الفنانين عبدالله الرويشد وليلى عبدالعزيز، وأطربت الحضور بأغنية شهيرة ورائعة صاغ كلماتها الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة «واقف على بابكم ولهان ومسير، اسأل عن أللي سأل محبوبي لصغير، يومين مروا علي سنتين لو أكثر، ما قدرت يامنيتي، عن شوفتك أصبر، هذا النصيب أنكتب أحب انأ أصغيرون، يحبني لكن هله يخاف لا يدرون، فضحتني ياهوى... تالي كشفت الرأس، محدا درى بعلتي... والحين كل الناس، خليتني يا هوا... أوقف على البيبان، من حرة بالحشا... ومن كثرة الأشجان».

ثم اتبعتها بأغنية «أستحلفك بالله لا تسيبني لحالي... قلبي عليك مشغول ياحلو ياغالي»، مقام اوشار، وأغنية «ضوى خدك» وهي من تراث الفنان فاضل عواد، ثم أغنية «عالشوملي» مقام عجم «أي شيء في العيد أهدي إليك... أي شيء في العيد أهدي إليكِ، يا ملاكي وكل شيء لديكِ، أسوارا أم دُمْلجا من نضار؟ لا أحب القيود في معصميك. أم خمورا؟ وليس في الأرض خمرٌ كالذي تسكبين من عينيكِ أم ورودا؟» للشاعر ايليا أبو ماضي، وبعدها أغنية «طالعة من بيت أبوها»: «طالعة من بيت ابوها رايحة البيت الجيران فات ما سلّم عليه يمكن الحلو زعلان»، وأنهت الحفل بأغنية « مروا علي الحلوين» لناظم الغزالي، بعدها قامت بتحية الجمهور، ثم عادت وغنت «الليلة حلوة» و«آه يا أسمر اللون».