اتهم عضو المجلس البلدي خليفة الخرافي بعض نواب الأمة وبعض ابناء الاسرة الحاكمة بمنح الجنسية الكويتية لمن لا يستحقونها، ووجه أصابع الاتهام في هذا الصدد الى مجلس الوزراء مشككا في أداء مهامه. شن عضو المجلس البلدي خليفة الخرافي هجوما لاذعا على بعض أعضاء مجلس الامة متهما اياهم بالعمل على تجنيس من لا يستحقون الجنسية الكويتية، وانتقد اداء الحكومة في تعاملها في عملية تجنيس «البدون».واكد الخرافي في حديث خاص لـ «الجريدة» ان الكويت بحاجة الى كادر قادر على تحفيز الهمم وتطبيق الدراسات التنموية، مشيرا الى ضرورة إعطاء القطاع الخاص الفرصة الأكبر لبناء وطنه.• بنظرك من هو المستحق للجنسية الكويتية؟ - انا لست مسؤولا في لجنة الجنسية، ولكن وزير الداخلية السابق كان صرح بأنه يوجد 5000 شخص يستحقون الجنسية.• ما رأيك بما اثير اخيرا بين النائب السعدون ووزير الداخلية بشأن شخصين مرشحين لمنحهما الجنسية وعليهما بعض الملاحظات ؟- انا ضد تجنيس من لا يستحق. • ماذا تقول عن ان الجنسية الكويتية تمنح مقابل حفنة من الدنانير؟ - في الكويت لا استبعد أي شيء ونسمع عن امور لا نعلم مدى صحتها، ولكن نعرف ان هناك من يقوم بشيء مشابه، وذلك من خلال اعطاء الجنسية لمن لا يستحقها بمجرد «حذف النائب عقاله على الوزير»، ومن يتحمل هذه الجريمة الوزير الذي قام بكتابة «لا مانع» وهو يعلم ان هذا الشخص لا يستحق الجنسية.• هل الحكومة جادة في حل قضية «البدون» ام انها شعارات سياسية؟- الحكومة الكويتية فاشلة في كل شيء، وهي لا تتعلم من اخطائها بل تعاند وتكرر نفس الاخطاء، كما انها لا تقبل النصيحة من احد سوى من ترضى عنه وتثق فيه، وهؤلاء «مخربطين حسبة الحكومة» واكبر مثال كشوفات التجنيس التي تم تقديمها، وكذلك اصرار وزير الداخلية على توظيف غير الكويتيين و«البدون» افرادا في الشرطة، علما بأن الشرطي دوره كدور القاضي وكلمته مسموعة.• إذن ما الحل لتوظيف هؤلاء الاشخاص؟ - اذا كان الوزير يتعاطف مع هؤلاء فليوظفهم في شركات ابناء عمه، ونرجو منه ألا يوظفهم في الشرطة، ونحن نعلم انه لن يسمع رجاءنا.• الولايات المتحدة تجنس من يقيم فيها فلماذا لا يحصل ذلك في الكويت؟- الولايات المتحدة لا تعطي ارضا ولا قروضا ولا امتيازات، وأذكر انني كنت في مدينة نيويورك واصبت في وعكة صحية، وأخذتني سيارة الاسعاف الى قسم الطوارئ في المستشفى، وامضيت الليل فيه، وكان الوضع هناك مزعجا، اذ خرجت قبل مرور اربع وعشرين ساعة على اقامتي في المستشفى، حيث طلب مني ان ادفع الفي دولار مقابل ذلك.كما ان تعداد سكان الولايات المتحدة يبلغ اكثر من 300 مليون نسمة، وهي لا تسمح بالدخول اليها بسهولة، وهي تطرد الان البدون والمقيمين بصورة غير مشروعة من اراضيها.الكويت هي آل الصباح•هل انت متحامل على أسرة آل الصباح؟- الكويت هي آل الصباح وآل الصباح هم الكويت إلى يوم القيامة ما دام الدستور الكويتي قائما، فمن يضع الدستور على رأسه يضع اسرة آل الصباح على رأسه، ولن نجعل أحدا من بعض افراد الاسرة له طموحات خاصة وشخصية ان يتغلب على تطلعات الشعب وهذه مسؤولية كبيرة جدا على حكامنا. ولن يجد آل الصباح اكثر مني وفاء وحبا وتقديرا لهم، إلا اننا ننتقد بعض الممارسات وبعض الضعف. الذي اعطى الفرصة لبعض نواب الامة لتخريب البلد من خلال الواسطة المدمرة والهدامة أو من خلال الاقتراحات التي تؤدي إلى خراب البلد.• ماذا تتمنى من الأسرة الحاكمة؟- بفضل من الله فان اصلاح الكويت وتطويرها سهل جدا فكل شيء جاهز، سواء من خطط أو دراسات او كفاءات، وان القطاع الخاص متحمس لخدمة وطنه بمشاريع ضخمة جبارة قام بإنشائها خارج الكويت، كما ان الاقتصاد قوي جدا بأسعار النفط وموقع الكويت استراتيجي ومتميز.المايسترو • بوجهة نظرك ما الذي تحتاجه الكويت؟- فقط ما نحتاجه هو المايسترو القائد القادر على تحفيز الهمم وتطبيق الدراسات وإعطاء القطاع الخاص الفرصة الأكبر لبناء وطنه.• ما اسباب عدم تطوير الكويت؟ - لانك إما ان تجد قياديا نظيفا وتجده بنفس الوقت جبانا جدا ويلعب به المستشارون، وإما ان تجد قياديا قويا جدا لكنه «حرامي» أو تجد قياديا جبانا وضعيفا وحراميا، وهذا ما نراه في الوقت الحالي. • إذن اين ذهب ذوو الخبرة والكفاءة في نصح القيادة؟- لقد تبين لي ومن غيري من يرغب بالنصح من خلال التجارب العديدة سواء على مستوى لقاءات داخل الغرف المغلقة أو الدراسات المعدة من قبل المختصين كمجلس التنمية والتخطيط أو البنك الدولي أو لجنة المسار الاقتصادي أو توصيات غرفة التجارة، ان اصحاب القرار ضائعون، ويتجنبون الاصلاح من خلال ترك الدراسات الثمينة التي أخذت جهدا كبيرا وكلفت مبالغ ثمينة.• لماذا يتم تجاهل هذه النصائح؟- ان عدم مبالاتهم تعطي الشعور بأنهم يتجاهلون ذلك عن قصد وتعمد، وكأنهم لا يرغبون في إصلاح وتطوير البلد أو أنهم عاجزون عن ذلك، ويردد البعض ان جلدهم اصبح سميكا مثل جلد التمساح.مجلس الامة• ما رأيك في أداء مجلس الأمة؟- مجلس الامة في ضياع مستمر، وقد أضاع الكويت معه، وآخر أولويات نواب الامة تطوير وتنمية واصلاح البلد، وأكبر مثال انهم لا عمل لهم سوى محاربة الاشراف وآخرهم المربية الفاضلة الاخت نورية الصبيح، وبهذه المناسبة أشعر بالحزن والأسى على الأطفال المعتدى عليهم في مدرسة العارضية، كما انني ضد تصعيد هذا الموضوع.كشوف العار • نعود مرة اخرى ونقول لماذا خليفة الخرافي ضد «البدون»؟- اقول واكرر ان البدون اقرب الينا من غيرهم، وعرف عن غالبيتهم انهم أناس شرفاء مجدون في عملهم، ولكن لا يعني ذلك انهم يستحقون الجنسية، حيث ان الكشوف التي تم تقديمها هي كشوف عار على الكويت سيحاسب التاريخ كل من تقدم بكشف لتجنيس جماعات لا تستحق التجنيس، ولن يغفر الشعب الكويتي للذين ضمنوا كشوف التجنيس اسماء لا تستحق الجنسية الكويتية، ونستغرب ان من تقدم بهذه الكشوف هم من كبار المتنفذين والمسؤولين في السلطة التنفيذية ومجموعة كبيرة من النواب، وللأسف فإن بعضهم يدعي بان اكبر جريمة لحقت بالكويت هي جريمة التجنيس، مع انهم هم أنفسهم يشاركون بهذه الجريمة من خلال الاسماء التي قدموها الى وزير الداخلية، ونطالب بكشف كشوف كل نائب، حيث يتردد ان بعض النواب قدموا كشوفا باسماء عليها علامات استفهام او ملاحظات امنية.ويلاحظ ان معظم النواب (90% منهم) قدموا كشوفا لتجنيس البعض بمعدل اثنين للنائب، وبعضهم تقدم بعشرين اسما، هذا عدا أفراد الأسرة الحاكمة التي تعدت كشوفاتهم عشرات الأسماء.واستغرب من دور مجلس الوزراء السلبي جدا في هذا الصدد، اذ انه يطالب بتجنيس مجاميع لا تستحق التجنيس، وهو يدعي انه دائما مع الاصلاح.اختبار وزير الداخلية• اذن ما دور وزير الداخلية في عملية التجنيس؟- لقد فشل وزير الداخلية في أول امتحان له، وانكشف دوره في «جريمة التجنيس الكبرى»، فهو إما راض عن هذه الكشوف وإما انه ساكت عن ذلك لاعتبارات سياسية وانتخابية وعائلية لا يستطيع الوقوف أمامها.وأنا أقول للوزير «لا تلوث تاريخك بالسكوت عن هذه الجريمة، وهذا السكوت يؤكد ما يشاع بان وجودك في الوزارة ما هو إلا لمرحلة محدودة من خلالها يمرر البعض المواضيع المشينة».• أو ليست الكويت بحاجة لخبرة هؤلاء البدون؟- الكويت تملك الآلاف من الشباب والشابات ذوي الخبرات والمؤهلات العلمية العالية، وليست بحاجة للبدون الذين اغلبهم أميون.كما ان لكل شعب هويته، فهناك شعب هويته ساحلية وهناك شعب هويته جبلية أو زراعية أو صناعية، والكويت لها هوية خاصة بها، وإننا لن نغفر لبعض ابناء الاسرة الحاكمة جريمة تجنيس من لا يستحقون الجنسية التي سوف نعانيها إلى يوم القيامة، وجميع من تجنسوا بحق «على العين والراس» ولهم كل المحبة والتقدير.• هل البدون مظلومون ؟- البدون أصبحوا قوة مرهوبة، فهم مخالفون للقوانين ومع هذا «ماخذينا بالصراخ»، علما بأننا إذا خالفنا قوانين الاقامة في اي دولة وانتهت «الفيزا» يتم تسفيرنا واعتبارنا مجرمين ومخالفين ومتعدين على القانون.لا مزايدة على الكويت• يقال ان الكويت تظلم البدون؟- لا احد يزايد على الكويت وشعبها وقيادييها بإلانسانية ومساعدة الاخرين، فالآلاف من الوافدين يستقدمون أهاليهم للعلاج والاستفادة من الخدمات الطبية المتطورة والعمليات المعقدة مقابل رسوم رمزية، لذلك يبقى خير الكويت على الجميع.كما انني تعرفت على تاجر هندي تنازل عن جنسيته البريطانية بسبب أن جزءا كبيرا من أرباحه يذهب الى الحكومة البريطانية عن طريق الضرائب، بينما في الكويت جزء كبير من المجتمع -سواء كانوا نوابا أو مواطنين- يعتبر المواطنة في الأخذ وليس بالعطاء.• بنظرك من هو اشجع قيادي مر عليك؟- هو من اطلق على البدون تسمية « المقيمين بصورة غير قانونية».كشوف أبناء الأسرةقال الخرافي: «للأسف الشديد تم تقديم كشوف تجنيس من قبل بعض افراد الاسرة الحاكمة لجماعات لا تستحق التجنيس، وغالبية هؤلاء أتوا الى الكويت بعد عام 1965م وبعضهم أتى بعد 1982م وتمت إضافتهم تحت بند الأعمال الجليلة، وما زالت هذه الممارسات الظالمة تحرم من يستحق التجنيس وتجني عليه وعلى أسرته المظلومة وهذا ما يعتبر قمة الظلم.
محليات
خليفة الخرافي لـ الجريدة: لن نجعل طموحات بعض آل الصباح الشخصية تتغلب على تطلعات الشعب مجلس الأمة ضيع الكويت... والحكومة فشلت في كل شيء
26-12-2007