تصدّر مدير شركة New Line روبرت شاين الأخبار العدوانية المتصاعدة حديثاً في وجه المخرج بيتر جاكسون بسبب أرباح The Lord of the Rings. في The Last Mimzy يستعيد شايف دوره مخرجاً للمرة الاولى منذ أكثر من عقد ونصف العقد، مقتبساً فيلمه عن قصة لويس باغيت القصيرة التي نشرت في 1943 ووضعت في إطار فيلم للعائلة. فيلم لعله يسلي الأولاد إنما قد يحيّر الراشدين بتناقضاته.

Ad

عمّ يتحدّث فيلم The Last Mimzy ؟ هل هو حكاية تحذيريّة من الكارثة المهددة للبيئة؟ أم هو انتقاد للتطفل الحكومي على حياة المدنيين العاديّين؟ أم حكاية بطل خارق؟ هل هو الكتاب الأول حول العقيدة الروحية الجديدة؟ أو هو جواب العام 2007 على فيلم E.T؟ يمكن أن يشمل الفيلم كلّ تلك الأمور بل أكثر، لكن يلاحظ اختلاف بين القيام بأمر ما والقيام بالأمر الممكن. ينطلق فيلم The Last Mimzy بسرعة كبيرة قافزا من حبكة إلى أخرى فيفقد الكثير من تطوّر الشخوص والجوّ العام للفيلم. يبدو سريعاً وناقصاً ولا تأتي نهايته بنتيجة مرضية. يدفعنا في اتجاه ساحر ومثير للاهتمام سرعان ما تتغيّر وجهته فيضطرنا إلى التأقلم مع منحى القصة المستجّد.

ترتكز القصة الرئيسيّة على تلميذي مدرسة في المرحلة الإبتدائيّة من سياتل هما نواه إبن العشر (كريس أونيل) وأخته الصغيرة إيمّا (ريانون لاي ورين). يكتشفان خلال تمضية عطلتهما صندوقاً أسود غامضاً على شاطئ البحر يحوي أغراضاً غريبة من بينها أرنبة محشوّة تبدو عاديّة اسمها ميمزي. يتواصل الأرنب بصورة تخاطريّة مع إيمّا. يخفي الولدان تلك الأغراض في غرفتهما لكن كلما طالت فترة بقائها في المكان نفسه يزداد نواه وإيمّا ذكاءً. رغم أن والدي الطفلين (تيموثي هوتين وجويلي ريشاردسون) يجهلان تماماً ما يدور من تغيّرات في حياة ولديهما، يتنبّه أستاذ نواه في مادة العلوم (راين ويلسون) للأمر إذ يقوم هو وحبيبته الهيبيّة نعومي (كاثرين هان) بزيارة السيدة وايلدر في منزلها لإطلاعها على تميّز ولديها. في تلك الأثناء يقوم مسؤول في الأمن الوطني (مايكل كلارك دانكن) بتضييق الخناق على كلّ من إيمّا ونواه بسبب غارة جويّة ضخمة. عندئذٍ تفقد الأرنبة ميمزي قوتها لحاجتها إلى أن ترسل إلى المستقبل الفاني من حيث أتت.

سرعة فيلم The Last Mimzy أوقعته في فخ الملل. نكتشف في جزء منه القدرات الفائقة للولدين لكن فجأة يتبخّر هذا الإكتشاف، خاصة صوب النهاية. يسعى الفيلم إلى اظهار شخصية مايكل كلارك دانكان لكنه لا يمنح الوقت الكافي في السيناريو. لا يخفي الفيلم في فصوله الأخيرة أوجه الشبه التي تربطه بفيلم E.T. للمخرج ستيفن سبيلبرغ إنتاج عام 1982، كما يحوي لمحات من قصة فيلم Zathura. اما الرسالة البيئية فسرعان ما تتبخر في الهواء.

يؤدي الولدان دوريهما جيداً، بخاصة ريانون لاي ورين، علماً انه دورها الرئيسي الأول في مسيرتها الفنية المتواضعة. كما يؤدي الممثل كريس أونيل دوره بنجاح. وإذ يركز فيلم The Last Mimzy على البطلين اليافعين فمن المهم أن يحافظ على صدقيتهما وهذا ما يفعله إذ يبدو الوالدان لطيفين على عكس الراشدين الذين لا يثيرون الاهتمام. تيموثي هاتون وجويلي ريشاردسون فهما أيضاً مملان كأن 75 % من دور مايكل كلارك دانكن اقتطعت من الفيلم عند التوليف. كلما اقترب الفيلم إلى نهايته كنت أحاول أن أتخيّل لمَ تم اشراك هذا الممثل في الفيلم؟

مثل أفلام المغامرات العائليّة يعتبَر The Last Mimzy جزءاً من فيلم آخر هو Bridge to Terabithia. تمنح عناصر العلم الخيالي والخرافة والتأثيرات الخاصة فيلم The Last Mimzy بريقاً جميلاً. لكن من شأن ذلك أن يؤثر في نفوس الأولاد أكثر من الراشدين. يتوقع أن يظهر الاولاد إعجابهم بالوتيرة السريعة رغم بعض هفوات القصّة والتغيّرات غير المتقنة إخراجياً. اما الراشدون فليس فيلماً مسلياً لهم بل فرصة لمشاهدة فيلم بصحبة الأولاد.