في خطوة تعكس الرغبة في استكمال فك الارتباط مع النظام البائد، أصدر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي امس، قرارا يقضي بحل هيئة «الكيانات المنحلة» التي تُعنى بشؤون الأجهزة الأمنية العراقية في عهد ذاك النظام، وذلك لانتهاء المدة المقررة لاتمام مهامها.

وأمهل القرار الدائرة المذكورة عشرة أيام لتنهي جميع الملفات العالقة وتحويلها الى وزارة الدولة لشؤون الحوار الوطني.

Ad

وجاء هذا القرار دعما لأجواء «المصالحة الوطنية» بين مكونات الشعب العراقي، في وقت تستعد الدائرة لاصدار آخر دفعة من قوائم المشمولين بالتقاعد من عناصر دوائر الأمن والأمن الخاص والمخابرات ودوائر ديوان الرئاسة المنحل والدوائر العسكرية.

وأكد المالكي، خلال استقباله أمس وفدا من «جبهة التوافق» العراقية برئاسة الشيخ خلف العليان، أن المصالحة الوطنية «أصبحت أمرا واقعا بين جميع مكونات الشعب العراقي»، موضحاً ان المصالحة ليست مشروعا فوقيا وعلى السياسيين من جميع الكتل ادراك حقيقة ما يجري على أرض الواقع ويسهمون بشكل جاد وفعال في تعزيز المصالحة الوطنية».

وكان المالكي أعلن، خلال مؤتمر صحافي في مدينة كربلاء امس الاول، ان القوات الامنية العراقية ستخوض معركة «حاسمة» ضد عناصر تنظيم «القاعدة» في محافظة نينوى الشمالية. وقال «هزمنا «القاعدة» ولم يبق لنا سوى محافظة نينوى التي هربوا اليها». وعن عودة النظام البائد، قال رئيس الوزراء العراقي ان من يفكر بعودة ذلك النظام يمتلك «عقلا مخروما»، مشيرا الى ان «هؤلاء يريدون ان يعيدوا المأساة ثانية». على صعيد آخر، وبعد تعرض ممثل المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني في كربلاء لمحاولة اغتيال في محافظة النجف الخميس الماضي، عملت قوات الأمن العراقية على تشديد الإجراءات الأمنية في أماكن وجود رجال الدين الشيعة في جنوب البلاد.

وأعلن قائد شرطة النجف اللواء عبد الكريم مصطفى امس، ان قوات الامن العراقية تنفذ اجراءات امنية في اقصى حالات الانذار في مناطق متفرقة من المحافظة، خصوصا حول مرقد الامام علي بن ابي طالب ومكاتب المراجع الشيعة. واشار مصطفى الى ان «هذه الاجرات جاءت على خلفية ورود معلومات استخباراتية تتحدث عن وجود مجموعات ارهابية تحاول زعزعة الأمن في المدينة وزرع الفتنة من خلال استهداف مرقد الامام علي ومكاتب المراجع في المدينة».

ميدانيا، قتلت قوة عراقية وأميركية مشتركة امس، ثلاثة مسلحين ينتمون إلى تنظيم «القاعدة» شمال شرق بعقوبة، بينما قتل مدني وأصيب آخر بانفجار عبوة ناسفة قرب المدينة. وأعلن الجيش الأميركي امس ان قواته قتلت واعتقلت خمسة ارهابيين خلال عمليات دهم في مدينة سامراء شمالي العراق. فضلا عن مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات.

وفي مدينة تكريت، كبرى مدن محافظة صلاح الدين، تمكنت القوات الأميركية امس، من اعتقال قيادي بارز في تنظيم «القاعدة» متورط في تسهيل دخول الأسلحة والمقاتلين الأجانب.

وأفادت مجلة «در شبيغل» في عددها الذي يصدر غداً الاثنين، ان الجنود الاميركيين عثروا في احد المعسكرات في العراق على لوائح مجندين اجانب في تنظيم «القاعدة» الارهابي فيها اسماء اربعة ألمان.

وذكرت المجلة ان الرجال الاربعة متحدرين من منطقة ساكس الالمانية، واعلنوا أنهم عبروا تركيا وسورية قبل التسلل الى العراق.

واشارت «در شبيغل» الى ان اثنين منهم، وهما رضوان بن يوسف (25 سنة) وزياد ب. (30 سنة)، من اصل تونسي، اختفيا الربيع الماضي من مبنى الطلبة حيث كانا يسكنان في برونسويك من دون ان يعثر لهما على اثر. وكان رضوان بن يوسف يعيش منذ 2003 في المانيا وزياد ب. منذ عشر سنوات.

على صعيد آخر، نظمت دائرة المخابرات الوطنية العراقية امس الاول، مجلس عزاء «حسيني» في مدينة الصدر شرق بغداد.

واقيم المجلس برعاية مدير جهاز المخابرات محمد عبد الله الشهواني، بحضور عشرات من وجهاء المدينة وممثلين عنها.

يذكر ان مدير جهاز المخابرات فقد ثلاثة من ابنائه على يد النظام البائد.

وكانت الاجهزة الامنية في زمن النظام البائد تمنع اقامة المراسيم في ذكرى عاشوراء، ما دفع كثيرين الى تنظيم الشعائر سرا، خوفا من الاعتقال.

( النجف، بغداد - أ ف ب، د ب أ، يو بي آي، كونا)