سيظل المخرج نادر جلال حالة شديدة الخصوصية بين مخرجي السينما المصرية، ليس لأنه امتداد لأسرة فنية أدّت دوراً لا يمكن تجاهله أو انكاره في صناعة السينما المصرية، لكن لما قدمه من أفلام حجزت مكانتها في ذاكرة السينما ووجدان عشاقها ما يفسر السر وراء تكريمه حديثاً ضمن فعاليات مهرجان الاسكندرية السينمائي. حول التكريم وأبرز ملامح مشواره السينمائي، وأسباب ابتعاده عن الشاشة الفضية حادثناه.ماذا عن التكريم؟ لا يمكنني إنكار سعادتي بهذا التكريم، خاصة أنه الأول في رحلتي السينمائية الطويلة التي بدأت في الستينات من القرن الفائت ورغم الجوائز التي حصلت عليها الكثير من أعمالي. التكريم وسام على صدري يثبت أنني أنجزت مهمتي على الوجه الأكمل وأن هذه الأعمال أثرت تاريخ السينما المصرية.ألم يزعجك أن التكريم تمّ عبر مهرجان يتحفظ البعض عن أدائه؟لا أنظر الى الجهة التي تكرمني، سواء كان مهرجان الإسكندرية أو أي مهرجان سينمائي آخر فالمهم وما يعنيني هو التكريم في ذاته، بغض النظر عن اسم المهرجان وإن كان ذلك لا يعني التقليل من شأن هذا المهرجان الذي أشكر إدارته على اللفتة الكريمة والتقدير لمشواري.والجمهور أين مكانته لديك؟مع كامل احترامي للمهرجانات والتظاهرات السينمائية كلها وأكبر الجوائز التي قد ينالها الفنان خلال مشواره فإن تكريم الجمهور وتقديره أهم بكثير، او بتعبير أدق له أثر عظيم على الفنان رغم أهمية التكريمات والجوائز.لِمَ ابتعدت عن السينما واتجهت الى الفيديو؟لم ابتعد عن السينما لكنها ابتعدت عن جيلي كله. كانت السينما وستظل عشقي الأول والأخير، لكن عندما تكون غير متاحة لا بد من البحث عن بدائل، إذ لا يمكنني الابتعاد عن مهنتي التي أتمنى أن أظل أمارسها حتى آخر لحظة في عمري.لكن الساحة شهدت في الآونة الاخيرة عودة بعض المخرجين الكبار مثل محمد خان، ألم يشجعك هذاعلى العودة الى السينما؟ليست المشكلة أن أعود الى السينما ، المهم أن تعود إليَّ السينما فلم أعد مطلوبا من قبل المنتجين. منذ سنوات لم تُعرض عليّ أفلام سينمائية ولو عرض عليّ أي فيلم جيد فسأرحب بالتأكيد.ما هو تقويمك لمخرجي السينما الجدد؟كل عام يظهر على الساحة السينمائية عدد كبير جداً من المخرجين وهناك من نجحوا في لفت الانظار الى موهبتهم وتأكيد مكانتهم على الساحة وواصلوا مشوار التألق. ثمّة في المقابل من اختفوا تماما بعد التجربة الأولى.ماذا عن أحمد نادر جلال؟أعتقد أن شهادتي «مجروحة» بالنسبة الى أحمد لكن بعيداً عن رأيي الشخصي الإيجابي جداً فيه، ومن دون تحيز أيضا فإن الجمهور والنقاد أشادوا بأدائه ولغته السينمائية المتميزه وسط جيله من المخرجين.ما رأيك في ما يقال من أنه تفوق عليك؟الشخص الوحيد الذي يتمنى الإنسان أن يكون أفضل منه هو ابنه، ولذا فإن أمنية حياتي أن يتفوق ليس عليَّ فحسب إنما أن يكون أفضل مخرج أيضاً.من خلال خبرتك السينمائية كيف ترى الحالة السينمائية اليوم؟رغم أن السينما انحازت في الآونة الأخيرة الى لون محدد هو الكوميديا، إلا أنها الآن بدأت تشهد تغيراً كبيراً بدخول ألوان وأنماط مختلفة، ما يبشر بالخير. يجب أن تشبع السينما جميع الأذواق وأن تخاطب جميع فئات المجتمع، لذا أنا متفائل بما تشهده السينما من تطورات على مستوى التقنية تحديداً وإن كنت أتمنى أن يواكب هذا التطور تقدم موازٍ على مستوى الورق.بمَ تفسر انتشار العنف في الأفلام السينمائية؟العنف سمة العصر والسينما مرآة لما يحدث حولنا، لذا من الطبيعي أن تتأثر السينما بما يحدث حولها وأن تحاكيه .لكن بعض ما يظهر في الأفلام بعيد تماماً عن الواقع؟البعض يبالغ، وللأسف، في تقديم ما يتمنى رؤيته في الواقع، انطلاقا من أن السينما متنفس للمشاهد الذي يسعى الى تغيير الواقع وفقا لرؤيته الخاصة، التي قد لا تكون منطقية في معظم الأحيان.* ولد نادر جلال في أسرة سينمائية عريقة. والده المخرج الراحل أحمد جلال ووالدته المنتجة الكبيرة والممثلة ماري كويني التي قدمت للسينما أروع الأفلام، من أبرزها «الناصر صلاح الدين». * تخرَّج في الدفعة الثانية للمعهد العالي للسينما وتواكب هذا مع حصوله على بكالوريوس التجارة.* استعين به ممثلاً في أفلام مهمة مثل «ابن النيل 1951» و»ضحيت غرامي 1951» و»أميرة الأحلام 1954».* له 51 فيلماً روائياً طويلاً وفيلم روائي قصير عنوانه «هاشم وروحية» (1969). توالت أعماله ومنها «بدور 1974» و»عادت للحياة 1976» و»القاضي والجلاد 1978» و»سلام يا صاحبي 1986» و»الإرهابي 1994» و»بخيت وعديلة 1995» و»هالو أمريكا 2000» .
توابل - سيما
سعيد بتكريمه في مهرجان الإسكندرية المخرج نادر جلال: لم أبتعد عن السينما لكنّها ابتعدت عن جيلي
17-09-2007