انتشرت في السنوات الأخيرة ظاهرة إغماء الفتيات المراهقات في حفلات المطربين وخاصة الشباب منهم. ظاهرة تتكرر كثيراً في حفلات مشاهير الغناء في الغرب نتيجة هوس جيل الشباب والمراهقين بالمطربين والمطربات، حتى ان متعهدي الحفلات هناك يحرصون على استنفار سيارات إسعاف في الحفلات الكبرى لإسعاف حالات الإغماء أثناء تقديم المطرب فقرته الغنائية.

Ad

هذه الظاهرة بلغت ذروتها في مصر مع حفلات المغني الشاب تامر حسني، خاصة تلك التي أقامها عقب خروجه من السجن حيث أمضى عقوبة في قضية تزوير، وربما لارتباط تامر بتقديم الأغاني الرومانسية التي يعشقها المراهقون من الجنسين.

يبدو أن ظاهرة إغماء الفتيات هذه امتداد طبيعي لأخرى شهدتها الحفلات الغنائية التي أقامها مغنّون ذوو شعبية واسعة خلال السنوات الأخيرة. وغالباً ما يكون الهدف من ورائها لفت نظر المغنّي أثناء غنائه على خشبة المسرح. من هذه المواقف اقتراب الفتاة من المسرح لمصافحة المغني أو إلقاء باقات الورد عليه أو أي شكل من أشكال الهدايا الشبابية.

الطريف أن إحدى الفتيات والتي لا تفوّت حفلة للمطرب العراقي كاظم الساهر ابتكرت طريقة جديدة خاصة بها لتلفت نظره حيث تحجز لنفسها مقعداً قرب خشبة المسرح رافعة لافتة عريضة من القماش مكتوب عليها «بحبك يا كاظم» هاتفة له بهذه العبارة مع نهاية كل أغنية يقدمها. ظهرت هذه الفتاة في حفلات كاظم أكثر من عشر مرات في الأعوام الخمسة الأخيرة والغريب أن كاظم كان يكتفي بابتسامة رقيقة يشوبها الخجل!

فتاة أخرى من معجبات الفنان عمرو دياب تتبعه في كل حفلاته تقريباً. تصر على كتابة «خطابات غرامية» له وتقذفه بها أثناء غنائه على خشبة المسرح. آخر حفلة حضرتها له كانت الصيف الفائت في العجمي في الإسكندرية. يبدو أن عمرو لم يكترث بخطابات هذه المعجبة وكان يتسلمها منها ويعطيها لأحد أفراد فرقته الذي كان يضعها بدوره على الأرض إلى جانب الهدايا التي يتلقاها عمرو من الجمهور الأمر الذي دفع الفتاة الى ادعاء الإغماء.

في أحد اللقاءات المفتوحة مع الفنان محمد منير أقيم قبل عامين في معرض القاهرة الدولي للكتاب بهدف التحدث عن مشواره الفني وأثناء استعداده لمغادرة القاعة اقتربت منه فتاة عشرونية أصرت على تقبيله ولم يحرّره منها سوى أفراد الأمن المتواجدون في المكان. تظاهرت بالإغماء في حين كان منير غادر القاعة في حالة ذهول شديد مما حدث.

تثير ظاهرة إغماء الفتيات الدهشة لأنها تتكرر باستمرار مع مغنين شباب لا يتمتعون بشعبية كبيرة لدى الجمهور، ما يشير إلى أن هذه الحالات مفتعلة وغير حقيقية وأن منتجي ألبومات هؤلاء المغنين لم يجدوا وسيلة للترويج لهم إلا من خلال هذه الحيلة.