ثلاثة محاضرين تحدثوا باسهاب في الجلسة النقاشية التي تاهت في العناوين الفضفاضة من دون تحديد محور رئيسي كي يكون الكلام متخصصاً في جزئية محددة المعالم، لذا ضاعت الجلسة هباء.

Ad

حضر الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدر الرفاعي الجلسة النقاشية   «الفرجة المسرحية والمتلقي» في قاعة مسرح كيفان، مع مجموعة من المسرحيين ومحرري الصفحات الفنية.

استهلت مديرة ادارة المسرح كاملة العياد الكلمات بالقول أن المجلس الوطني يعنى بالتلاقح الفكري الدائم، مشيرة إلى المسرح الإغريقي أول الداعين إلى اشراك الجمهور في الفعل المسرحي. تلاها المؤلف المسرحي سليمان الحزامي قائلاً : «إن الفرجة هي تقديم السهل الممتنع. القضية شائكة فأي عمل يقوم على الفرجة ليس ثابت الأساس. نحن في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين وتنوعت الفرجة في أشكالها وأطرها ويتعامل المتلقي معها بحذر».

أضاف: «قد يكون هناك عمل لكنه لا يصل إلى الفرجة. إن أدوات العرض المسرحي من ممثل ونص وسينوغرافيا ومؤثرات وديكور تدخل في الفرجة. بالتالي يحاسب المتلقي من يقف خلفها وفق مفهوم يختلف من شخص الى آخر بحسب ثقافته ومعرفته المسرحية. أحيانا تحمل العبارة شيئاً من الفرجة للتفاعل معها. ارتبط المتفرج العربي بالأعمال الاستعراضية والكوميدية والمدغدغة للعواطف والرقص. حتى عناوين نصوص المسرحيات فيها شيء من الفرجة الجاذبة مثل «حزمني يا» و«الواد سيد الشغَّال»... وأشار الحزامي إلى توظيف الفرجة في عالمنا العربي في العقود الأخيرة فكان مسرح الطفل الضحية فالمستوى أقل أو أكثر وقد يفهمه الطفل أو لا يفهمه، والعرض يقوم على الابهار أكثر من الاشهار. مشيداً ببوادر مسرحية تحمل عناصر الفرجة مثل عرض عبد العزيز الحداد وسليمان البسام. وتمنى الحزامي من الرفاعي أن تتوسع الندوة لتعقد في مهرجان القرين الثقافي أو مهرجان الكويت المسرحي المقبلين، لأن الفرجة ليست قضية سهلة بل شائكة.

عنوان فضفاض

انتقل الحديث إلى الفنان دخيل الدخيل الذي أبدى ملاحظته حول عنوان الجلسة قائلاً انه فضفاض. أما العلاقة بين الفرجة والمتلقي فهي أزلية منذ نشأة المسرح لدى اليونانيين القدامى. وتابع قائلاً: «لو شاهدنا عروضاً  لا بد من أن تكون هناك فرجة مسرحية. هذا التعميم سيضعنا أمام اشكالية كبرى، فالمتلقي في الكويت مختلف عنه في دولة أخرى، فما يقدم على خشبة المسرح في بعض البلدان، ومنها الكويت، لا ينتسب إلى المسرح بشكله الصحيح جملة وتفصيلاً. هناك جرعات سامة تفرض على المتلقي. نحن لا نستطيع أن نستغني عن النص والممثل والمتلقي فلا وجود للحركة المسرحية  إذا غاب عنها المتلقي وهذه الخاصية لا توجد في الفنون الأخرى».

المحاضر الثالث، الدكتور نادر القنة، قال: «إن القضية ليست حضوراً في الصالة بل منهج نقدي. ظهرت ثقافة المتفرج والمستقبل ليس عادياً. المتفرج أوسع ثقافة من المشتغلين في العرض نفسه، فتكسر الرؤية الأحادية. إن نظرية التلقي ليست حديثة بل قديمة اشتغل عليها النقاد العرب في أفقها الضيق».

وهاجم القنة رواد المسرح  العربي أمثال مارون النقّاش وأبو خليل القباني ويعقوب صنّوع لأنهم أغلقوا الباب على أنواع مسرحية أخرى، فاعتقدنا أن ما قدموه هو المسرح، معتبراً انها علاقة من طرف واحد. وتطرق القنة إلى النموذجية في مسألة التلقي في الكويت، مستشهداً بالصانع الأول محمد النشمي، وأحد تلاميذه صقر الرشود إذ تلقى عنه الفرجة المسرحية، وقدم الرشود «علي جناح التبريزي وتابعه قفه» من دون انغلاقية, ما حدا مؤلف النص ألفرد فرج الى القول أن قراءة الرشود أكثر وعياً وثراء، فقد صنع فرجة قابلة للتعددية. وقدم شايع الشايع عبر مسرحية «أنت لست جارا» شكلاً واعياً للفرجة المسرحية، وهو من مدرسة صقر الرشود ولم يغلق النص على احتمالية واحدة. اشتغل 6 أشهر بروفات وكان يفتح النص ويجدد في العرض المسرحي، رغم أن لدى الرشود ثراء في الجماليات والأزياء والديكور والسينوغرافيا. يرتكز على رؤية فكرية.