بعد نجاحها في المسلسل الدرامي الطبي Grey’s Anatomy وأدائها اللافت في فيلم Knocked Up العام الماضي، يكشف فيلم كاثرين هيغل الأخير أداءها القوي والمتقن وسحرها الطبيعي، إلا أنها تقع في مصيدة سيناريو ألين بروش ماك كينا الذي يفتقر الى الخيال والحبكة لدرجة أنه يقع في كثير من الأحيان في فخ الملل.

Ad

منذ أن كانت في الثامنة من العمر، كانت جاين (كاثرين هيغل) مولعة بكل ما يتعلق بالأعراس وبالتخطيط لها بما فيها طقوس الزواج المختلفة وقدسيّة اليوم المميز للعروس والعريس وهي وصيفة في أكثر من 27 زفافاً. لكن ما لم تحظ به هو زفاف لها، فهي تختبىء وراء قصص حب الآخرين كي لا تضطر إلى الاعتراف بالحب الذي تكنه منذ وقت طويل لمديرها جورج (أدوار بورنز). عندما تعود شقيقتها الصغرى عارضة الأزياء تيس (مالين أكيرمان) إلى نيويورك في زيارة قصيرة، تذهل جاين حين تكتشف أن تيس وجورج بدآ يتواعدان. فيما تحاول أن تبدو سعيدة عندما يعلنان للعائلة خبر ارتباطهما، تتعاون مع الصحافي كيفين (جايمس ماردسين) الذي يعد قصة حول زفاف شقيقتها. لكن ما لا تعرفه جاين هو أن كيفين يكتب قصة عن حياتها الخاصة بدلاً من قصة عن كونها وصيفة زفاف دائمة...

جاذبية مفقودة

سبق أن شاهدنا عشرات الأفلام المماثلة لهذا الفيلم الكوميدي الرومنسي، إلا أن العنصر الوحيد والأساسي الذي من المفروض أن يكون موجوداً والمتمثل بالجاذبية بين الممثلين فهو مفقود في معظم الأحيان، لذلك يفشل 27Dresses الذي أخرجته آن فليتشر في خلق شيء جديد في هذا النوع من الأفلام، ولا يشكل كل من كاثرين هيغل وجايمس ماردسين (الذي حصل على دور البطولة فيه بعدما كانت معظم أدواره ثانوية) ثنائيا ناجحا، بالإضافة إلى أن الفيلم مضجر ومملّ.

لا نلقي اللوم على الممثلين بل على طريقة كتابة الشخصيات. تبدو جاين مهووسة بالأعراس ومعظم تصرفاتها فوضوي بحيث يشكك المشاهد بصحة حالتها النفسية وكذلك طريقة تصرفها مع كيفين. باختصار، هو كاذب، في ما يخص كتابة قصة حول جاين، ومبغض عندما يمزق صفحات من يومياتها من دون إذنها ولا يحتمل في بعض المشاهد مثلا عندما يدخل إلى شقتها ويبدأ بالتفتيش في خزانتها. على الرغم من هذه السيئات يجب علينا أن نشجعهما لكي يكونا معا! وهو أمر غير ممكن، فعندما تكتشف جاين بأنه كان يكذب عليها يأمل المشاهد أن تنظر في الإتجاه الآخر وألا تنظر وراءها أبدا.

يعتمد الفيلم كلياً على سيناريو قديم لكنه يحتوي على مشاهد مسليّة جداً، مثلا عندما يغني الثنائي جاين وكيفين مع الزبائن أغنية Bennie and the Jets للمغني ألتون جون وهما لا يعرفان كلماتها أو عندما نرى مشاعر جاين الحقيقية تجاه كيفن، كذلك يبدو جورج مسلياً وقاسياً ويؤدي ذلك لاحقا إلى مصالحة الشقيقتين.

أداء ناجح

كاثرين هيغل مناسبة جداً للأدوار الرومانسية مع أنها بعيدة جداً عن سحر جوليا روبرتس أو ميغ راين ولكنها محبوبة. أما جايمس ماردسين فهو أقل ارتياحا بدور كيفين الساخر والطيب في الوقت نفسه ويساعده جماله الصبياني على ذلك. أمّا الممثلة مالين أكيرمان في دور تيس، التي تقع في غرام جورج وتتأخر لتكتشف الألم الذي تسببه لجاين بسبب قصة غرامها معه، فتفاجىء المشاهدين باستمراريتها في إبراز مهاراتها الكوميدية وسحرها. كان من الممكن أن تكون تيس مسيئة وسطحية ولكن أكرمان استطاعت أن تبرز الروحانية في شخصيتها. اما في دور صديقة جاين المفضلة، كايسي، فتشع الممثلة جودي غرير كالعادة. هنا يمكن طرح السؤال التالي: ألم تؤدي غرير طوال مسيرتها الفنية ادواراً جيدة تجعلها تستحق الدور الرئيس؟ من المؤسف أن نرى ممثلة بموهبتها تنال دائما الدور الثانوي. أخيرا يؤدي إدوارد بيرنز دوره بطريقة جيدة كالعادة.

27Dresses فيلم سخيف للمشاهدين الذين يحبون الأفلام الرومنسية العميقة، مضجر وأحداثه متوقعة ولا تأتي بأي جديد. قصة الحب فيه غير مجدية تُشعر المشاهد بأنه يضيِّع وقته.