الفريق الشيخ صالح محمد الصباح نائب رئيس الأركان السابق هو صاحب المقولة الحكيمة «الحزم... رحمة»، فالحزم بتطبيق القانون يرسم خطوط الانضباط وحدود المحرمات ويبين بوضوح الجدية في تطبيق اللوائح والقوانين من دون هوادة أو تردد، ويبدو أن من الأمور المهمة التي نفتقدها في الكويت تطبيق حكمة الشيخ صالح لإعادة هيبة الدولة وسلطان القانون، التي وصلت فيه إلى الدرجة التي تصل فيها المراهنة على جدية الدولة في تطبيق القانون لإزالة التعديات غير القانونية على أملاك الدولة! فما بالك في مواجهة تحدي هيبة الدولة؟!الموقف الكويتي: وزير الداخلية في صباح يوم الأحد المنصرم صرح في بيان حازم وحاسم موقف الحكومة من مصرع عماد مغنية، محذراً من استفزاز مشاعر الكويتيين عند أي محاولة للثناء عليه أو تمجيده، بعد أن نُسبت إليه تهم خطيرة لجرائم ارتكبت بحق الكويت ذكر منها جريمة المحاولة الفاشلة لاغتيال الأمير الراحل الشيخ جابر طيب الله ثراه، كذلك جريمة اختطاف طائرة «الجابرية» وقتل اثنين من ركابها الكويتيين الأبرياء والعزل وإلقاء جثتهما من الطائرة، تلك الجريمة التي هزت ضمير المجتمع الدولي قاطبةً لما اتسمت به من وحشية ومعاملة غير إنسانية. ولقد كان تصريح وزير الداخلية هذا، هو المرة الأولى التي توجه فيه هذه التهم من قبل مسؤول كويتي رفيع إلى عماد مغنية على الرغم من أن اسم الأخير كان من الأسماء التي تم تداولها كمشتبه رئيسي في ارتكاب تلك الجرائم النكراء. إيران و«حزب الله»: أما إيران فكان لها موقف مخالف من اغتيال مغنية عبرة عنه بمشاركتها- على أرفع المستويات وزير الخارجية الإيراني- بمراسم العزاء والتأبين الذي أقامه «حزب الله» الموالي لها في لبنان... تنفيذاً لأمر المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية. الفئة الجانحة: وعلى الرغم من هذين الموقفين المتناقضين والمتضادين بين كل من الكويت يشاركه المجتمع الدولي الشاجب لسيرة مغنية، وموقف كل من إيران والحزب الموالي لها في لبنان- «حزب الله»- نجد فئة في الكويت تتمرد على الشرعية ولا تكترث بالتحذيرات الرسمية وتتبنى الموقف الإيراني! غير عابئة بمشاعر أهل الكويت ولا بعواقب موقفها المعادي والمتناقض مع حكومتها! وإذا ما استعرضنا مواقف هذه المجموعة الجانحة عن الإجماع الوطني وذلك من خلال تواصلها مع السفارة الإيرانية، الذي كُشف عنه النقاب قبل فترة، وصمتها عند تعرض الدبلوماسي الكويتي للاعتداء في طهران ولتصريح السفير الإيراني أخيراً الرافض للاعتذار! ومقالات بعضهم الصحفية، نجد أن سلوكها هذا يشكل في مجمله انحرافاً عن إجماع والتفاف الكويتيين حول مصلحة وطنهم وشرعيتهم، كما أن التذرع بأن مغنية لم يُتهم أو يُدان هو عذر غير مقبول من فئة تعيش بالكويت بالجسد وتتمتع بخيراته، وتعيش في إيران بالفكر والروح! وإلا فإن زمرة النظام العراقي البائد، التي لم يوجه لها أي اتهام حتى الآن، يمكن التواصل معها وفق هذا المنطق غير الوطني! إن سلوك هذه الجماعات الجانحة عن الإجماع الوطني، ينبئ بخلل فادح في احترام القانون ويفصح عن أولويات هذه الجماعة المتوافقة مع إيران و«حزب الله» اللبناني والمتعارضة مع مصلحة الكويت.كما لم تكتفِ الفئة الجانحة هذه بتحدي الحكومة ومشاعر أهل الكويت، بل تمادت بالتلميح بمحاسبة وزير الداخلية على تصريحه الواضح وتحذيره الأوضح. ولتعلم هذه الفئة أن أهل الكويت كلهم مهما اختلفوا يلتفون حول شرعيتهم وحكومتهم ولا يدينون بالولاء لسواها، وأن الدستور وُضع لحماية استقرار وأمن الكويت، وليس لاستخدامه أو توظيفه لتحقيق مصالح جهات خارجية، لذلك على الجهات المختصة بالدولة- الحكومة والمجلس- العمل على تحويل كل من شارك في هذه التجمعات إلى الجهات القضائية المختصة، وتفعيل القوانين واستحداث الجديد منها على وجه السرعة لمحاسبة من تكون أولوياته أو ولاؤه لا يتفقان مع المصلحة العليا للوطن في إطار الحرية والواجبات والحقوق التي كفلها الدستور... ومن لا يعجبه فليرحل أو يُرحّل إلى حيث تنسجم أولوياته وولاءاته... قبل أن يتمادى الجانحون فتغرق سفينة الوطن في بحر الخذلان والتواطؤ... وغياب هيبة الدولة.برقيات:جابر الخالد الصباح: منذ زمن بعيد لم يصدر من الحكومة مثل هذا التصريح الحازم والمعبر عن مشاعر الكويت الرسمية والشعبية... قواك الله.مبروك: استقلال دولة كوسوفو ... متمنين لشعبها التقدم والازدهار... وشكراً للدول كلها التي ساهمت في دعم استقلال هذه الدولة الناشئة.للعقلاء: لماذا ترفض سورية مشاركة إيران في التحقيق رغم العلاقة الحميمة بينهما؟! وكيف يُتهم الكيان الصهيوني قبل إجراء التحقيق؟!
مقالات
حكمة الشيخ صالح: الحزم... رحمة ... والفئة الجانحة!
19-02-2008