أجمع المؤتمرون في ملتقى «تكامل الحضارات الأول» المنعقد في الكويت، على ضرورة أن يسعى العالمان الإسلامي والمسيحي إلى تقوية العلاقات وحوار الحضارات والديانات بين الجانبين، والعمل على القضاء على التفرقة العنصرية والظلم والفساد والطغيان. وشددوا على ضرورة الإصغاء إلى نداءات الحاضر بعيداً عن الأوهام والأحكام المسبقة.انطلقت مساء امس في فندق شيراتون الكويت، فعاليات ملتقى تكامل الحضارات الاول الذي تستضيفه دولة الكويت تحت رعاية وزير شؤون الديوان الاميري الشيخ ناصر صباح الاحمد الجابر الصباح، الذي أناب عنه وكيل الديوان الاميري ابراهيم محمد الشطي، لحضور الملتقى.وبدأ الحفل بعزف السلام الوطني، تبعه تلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم، بعد ذلك القى ممثل وزير شؤون الديوان الاميري كلمته، التي اشار فيها الى ترحيب وزير شؤون الديوان الاميري الشيخ ناصر صباح الاحمد بالحضور المشاركين في الملتقى.وهنأ كل المسيحيين بمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة، لافتا الى ان «منطقتنا هذه منطقة حضارات وديانات يؤثر بعضها ببعض»، مشيرا الى بقايا الكنيسة التي تم العثور عليها في جزيرة فيلكا وبقايا الكنيسة في جزيرة عكاز بمنطقة الشويخ.وقال «اننا نعيش فى بلد آمن سُداه المحبة ولحمته الاخاء بفضل القيادة الحكيمة لسمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد وسمو ولي عهده الامين وسمو رئيس مجلس الوزراء».وذكر ان «جميع الاديان السماوية هدفها الانسان واسعاد الانسان والمحبة والسلام وتوفير الحياة الكريمة للانسان اينما كان».ومن جانبه، اثنى مدير الملتقى ونائب امين عام تجمع الرسالة الانسانية الوطني حمد طاهر بوحمد في كلمته على عقد هذا الملتقى، قائلا انه «خطوة ايجابية في الاتجاه الصحيح وهو غاية ما تصبو اليه الشعوب والافراد المؤمنة في هذا الزمن وفي ظل هذه الظروف العصيبة».واستطرد قائلا «ومن الضرورة بمكان ان يكون هذا الحوار الذي نحن بصدده اليوم هادفا، لانه حوار ديني ثقافي عقائدي شامل يهدف الى التعاون بين الديانتين السماويتين من اجل السلام والعدالة والقيم الاخلاقية والاجتماعية والثقافية». اما راعي الملتقى وزير التجارة والصناعة والنائب السابق صلاح عبدالرضا خورشيد، فقد اكد في كلمته ان «هذا المحفل المبارك له أهمية بالغة تتعلق بسعادة الانسان في الدارين».وأضاف ان المشاركين في الملتقى من «علماء أجلاء ومثقفين أفاضل من كبرى الديانتين السماويتين المسيحية والاسلامية من ذوي المرجعية والتخصص العقائدي، سيتناولون مختلف المحاور الخاصة بالمنتدى، لما فيه من منافع لمجتمعاتنا نحو السلام وتكامل الحضارات من خلال الاستثمار الأرشد في انسانية الانسان محور الأوطان والحضارات».بعد ذلك، ألقى أمين عام حركة التوافق الاسلامية ورئيس مكتب الدراسات الاستراتيجية زهير عبدالهادي المحميد كلمته، ولخصها بأربع توصيات لتكون القواعد الأساس التي تبنى عليها ثقافة تكامل الحضارات، وهي «اعتبار الاجتهادات الفقهية اجتهادات بشرية قابلة للخطأ والصواب في اطار الخصوصية، وفتح الباب أمام التكامل الحضاري للانسانية التي تشترك بوحدة المبدأ والمنتهى». أما الثانية فهي «تفعيل الأسس والقيم الانسانية المشتركة بين الحضارات اعمالا لمشاركة الناس عقولهم والانطلاق منها للبناء مع احترام الاختلاف وحصر الصراع فكريا، من دون تحويله الى خلاف شخصاني أو ميداني، وكذلك تهذيب الاختلافات بين الأفراد والمجتمعات والحضارات وتطوير خطاب ثقافي شعبي ورسمي محوره ثقافة الحضارات لرفاه الانسانية»، والثالثة «الانطلاق من العلاقات الاجتماعية والثقافية والعلمية لإحياء مبدأ التعارف بين التجمعات والشعوب والحضارات، بهدف ازالة عناصر الشك في العلاقة وتعزيز الثقة بين مختلف الأطياف، ومن ثم البناء عليها نحو تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية وغيرها». والاخيرة «تعزيز آليات التواصل واستدامته بين الشعوب من خلال تنشيط دور هيئات المجتمع المدني والاستفادة من لغة العصر وتقنياته للحوار وتكامل الحضارات».وشدد أمين عام تجمع علماء المسلمين الشيعة في الكويت سماحة السيد محمد باقر الموسوي المهري في كلمته على ضرورة «أن يسعى العالمان الاسلامي والمسيحي الى تقوية العلاقات وحوار الحضارات والديانات بين الجانبين».ودعا «بابا الفاتيكان الى أن يعمل جادا جنبا الى جنب مع علماء المسلمين على ارساء دعائم الخير والسعادة والسلام والمحبة، وخلق أجواء التفاهم والود والعشق بين البشرية، والدعوة الى الله سبحانه وتعالى، ورفض ثقافة الالحاد والكفر».كما دعا «الى ضرورة عقد مؤتمرات وقمم بين الاسلام والمسيحية، لأجل القضاء على التفرقة العنصرية والظلم والفساد والطغيان». ثم ألقى خادم القدس الشريف ورئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران الدكتور عطاالله حنا، كلمة في الملتقى، وبعد ذلك ألقى مستشار رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية السابق سماحة الشيخ محمد شريعتي كلمته التي اكد فيها «أن تؤخذ مناسبة ميلاد النبي عيسى عليه السلام من قبل أتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، للتذكير بوحدة الأهداف السامية للأنبياء ومناسبة للالتقاء والحوار والالتفاف بشأن أهداف هذه المناسبة ومحاورها، لأمر مهم ولفتة جديرة بالاهتمام».وأضاف أن «الفهم الصحيح لفلسفة رسالة الأنبياء يسهل علينا كسر الحواجز والفهم الصحيح للظروف الموضوعية للصراعات البشرية، وتسهل علينا المفاهيم التي تتداول بشأن موضوع رسالة الأنبياء وأهدافها».ثم قال وزير الداخلية في الجمهورية الاسلامية الايرانية السابق سماحة السيد عبدالواحد موسوي لاري، ان «الأديان الالهية مشتركة في المصدر والهدف والأسلوب، وإن عدم ادراك هذه الحقائق قد دفع الأنصار والأتباع الى المواجهة والصراع».ودعا الى أن يكون الحوار بين الأديان استراتيجية مشتركة من أجل نبذ العنف والتطرف، وأن يعلن المتدينون الملتزمون بالأصول المشتركة للأديان رفضهم لكل أنواع العنف وطموحهم للسلام والتعايش السلمي بين الأديان، من أجل فضح الارهابيين المتشدقين بالدين».وفي ختام الحفل، قام وكيل الديوان الأميري ابراهيم محمد الشطي بتقديم الهدايا، من قبل وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح، تكريما للمشاركين في الملتقى، فيما قدم القائمون على الملتقى هدية تذكارية له.(كونا)
محليات
تكامل الحضارات الأول يدعو إلى التعاون بين الديانتين السماويتين من أجل السلام والعدالة والقيم الأخلاقية وزير الديوان الأميري: بلادنا منطقة حضارات وديانات... وأمن ومحبة وإخاء
26-12-2007