ترمز الأحجار الكريمة منذ الزمن القديم إلى السلطة والجاه والنفوذ. إستحوذت على اهتمام الملوك وكبار القادة في الدولة فحرصوا على التزين بها مدّعين أنها تجلب الشر والأحزان كي لا يقبل عامة الشعب عليها. لكن سرعان ما كشف الأمر وأقبلت عامة الشعب على اقتنائها فازدهرت بعد ذلك تجارة الحلي والمجوهرات وأصبح الألماس والياقوت والزمرد وغيرها من أهم الأحجار الكريمة وأغلاها.

Ad

الأحجار عبارة عن معادن ناتجة عن ترسبات عضوية في باطن الأرض من الماء والحيوانات وأصماغ الأشجار والحشرات مكوّنة بذلك الحجر. تقاس ندرة تلك الأحجار بعمقها فكلما كانت أعمق أصبحت أكثر ندرة.

في الطبيعة نحو ثلاثة آلاف نوع من الأحجار الكريمة ، لكن لا تتعدى الأنواع المعروفة منها خمسين نوعاً، أما المتداول فلا يزيد على خمسة عشر نوعاً تقريباً يحرص على الهواة جمعها معظم الأحيان، علماً أن بعضهم يجهل قيمة الحجر الذي قد يكون من أندر الأنواع. يختلف شكل الحجر في الطبيعة عن الذي نراه في الحلي والجواهر. فبعد الصقل والحك يتلف 30% من حجمه الأصلي ويصبح بعد ذلك في الصورة المتعارف عليها. يقاس قيمة الحجر وسعره بالقيراط خلافاً للذهب والبلاتين والفضة.

مواطن الأحجار الكريمة

تعتبر أستراليا البلد الأول في تصدير الألماس تليها روسيا والبرازيل. يعد الألماس الأفريقي الأكثر جودة نظراً إلى الخبرة في تصنيع الألماس وصقله. كلما تمّ الصقل على أيدي الخبراء والفنانين كلما أعطى ذلك جمالاً للحجر. يصعب على عامة الناس التمييز بين الحجر الأصلي والحجر المزيف. عادةً ما تكون الأحجار النقية عرضة للشك في أمرها وقد تكون مصنعة غالباً. تحتل الدول المتقدمة تكنولوجياً مثل اليابان وماليزيا وغيرها المرتبة الأولى في قائمة الدول المصنعة للأحجار المقلدة لذا بات صعباً التمييز بينها. نذكر مثلاً « الزركون» وهو من عائلة الألماس. بعد صقل الألماس يجمع المتبقي من عملية الصقل ويغطى به الزجاج ويباع على انه ألماس من الدرجة الثالثة.

الأبراج والأحجار

يعتقد كثر بتفاعل الأحجار الكريمة مع الإنسان وفي حاجة أي شخص إلى حجر يناسبه، لذا يحرصون على وضعها حول أعناقهم أو في معصمهم حتى لو لم تلائمهم لأنها مباركة بحسب فهمهم ولا يقتصر إختيارها على تفاعلها مع أجسامهم. مثلاً برج الحمل يناسبه الألماس والزمرد، الأسد: الياقوت والكهرمان، العقرب: الياقوت الأزرق، الجوزاء: العقيق، العذراء والقوس: الفيروز، إلخ... تلحق بالأحجار الكثير من الشائعات والمعتقدات. على سبيل المثال، يقال أن العقيق الهندي يجلب الحسد والأحزان والهموم. يقتنع بعض الناس بهذا الاعتقاد خلافاً للبعض الآخر الذي يعدّه خرافات وأساطير خيالية. من غير المستحب إجمالاً وضع العقيق الهندي رغم روعته وجماله.

أسطورة العقيق اليماني

يفضل كثر الياقوت «الروبي» والزمرد والعقيق فهي في اعتقاد البعض مباركة ومفيدة للأبدان. حيكت حول العقيق اليماني الأساطير, وشاع انه يحمي صاحبه ولا يستطيع وضعه من لم يكن أهلا لحمله وإذا ارتداه شخص غير مؤهل لحمله يختفي منه الحجر مع الوقت لأساب مجهولة. يقال إننا لو وجّهنا العقيق اليماني نحو الضوء يمكن أن نرى من خلاله صورة رجل يصلي وهي طبيعية غير اصطناعية. كما أن الفيروز يبعد العين والحسد. إنها في الواقع عادة سائدة بين الناس لكن لا دليل على أن وضع أحجار الفيروز يبعد العين والحسد بل هي مجرد عادات قديمة توارثتها الأجيال. بغض النظر عن تلك الشائعات, تعد الأحجار الكريمة جيدة ومباركة وعلينا البحث عمّا يناسبنا كي نتزين به.

الأحجار ودلالاتها

شعار الحب هو اللون الأحمر. مثلاً الياقوت دليل الحب لحمرته واللؤلؤ السلام والفيروز الصفاء، أما الزمرد فنستطيع استخدامه في جميع الحالات ويعدّ الألماس الملك. تجدر الإشارة إلى أن الأحجار بطبيعتها لا تتلف فهي صلبة لا تُكسر ولا تُخدش بسهولة. للمحافظة عليها يمكن وضعها في مكان أمين ويقال ان حملها على الدوام جيد للمحافظة عليها.