اختتم وفد حركة حماس اجتماعاته في القاهرة أمس مع المسؤولين المصريين برئاسة رئيس الاستخبارات العامة الوزير عمر سليمان، بالاتفاق على عقد اجتماع رفيع المستوى للفصائل الفلسطينية في مصر بعد منتصف الشهر الجاري لبحث كل الموضوعات المطروحة على الساحة الفلسطينية الداخلية والتهدئة الشاملة مع إسرائيل والحصار وغيرها من القضايا.

Ad

قال جمال أبو هاشم القيادي فى حركة حماس وعضو الوفد لمباحثات القاهرة في تصريح لـ «الجريدة» إن الوزير عمر سليمان سيواصل الاتصالات بباقي الفصائل لعقد هذا الاجتماع في حين تحتفظ مصر بحق تحديد أطرافه ومستوياته، فقد يكون ثلاثيا بين «فتح» و«حماس» والقيادات في مصر، أو خماسيا بين «فتح» و «حماس» و «الجهاد» و «الجبهتين الشعبية والديمقراطية»، أو يكون جامعاً لكل الفصائل الـ 15.

واكد أبو هاشم إن الاجتماعات بين المسؤولين المصريين برئاسة الوزير عمر سليمان ووفد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس برئاسة موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، أسفرت عن نتائج مثمرة وإيجابية للغاية وناقشت كل الموضوعات المختلف حولها بين «حماس» و «فتح»، مؤكدا أنه تم التوافق على جميع النقاط المطروحة على طاولة الاجتماع.

وأوضح أنه تم التوافق على تنفيذ كل ما يلزم لوقف الاقتتال الفلسطيني وتثبيت وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين، وكذلك الاستعداد لتحقيق التهدئة الشاملة «غير المجانية» مع إسرائيل، كما تم بحث آليات وأسس ضمان حماية وحدة الشعب الفلسطيني، وعدم العودة مرة أخرى إلى مربع الاقتتال الداخلي، وتابع أن اللقاء تناول ضرورة إنهاء حالة التأزم بين حركتي فتح وحماس.

وقال إن الإخوة فى مصر طلبوا من حماس ورقة حول موقفها ورؤيتها من المبادئ والآليات والإجراءات العملية لتثبيت التوافق الفلسطيني وسنرسلها لهم وكذلك ستفعل فتح، مشيرا إلى أن لجنة المتابعة الفلسطينية العليا قدمت أيضا ورقة عمل «للأخوة المصريين» فيما يمكن لهذه الأوراق أن تكون أساسا للمناقشة بين الفصائل في الاجتماعات القادمة حول موضوع التهدئة والوضع الداخلي الفلسطيني.

وقال إن الحكومة المصرية أكدت على عمق العلاقة مع الشعب الفلسطيني، وعلى أن الاستراتيجية المصرية قائمة على أساس الشراكة معه، وليس تأييدا أو تحالفا مع طرف ضد آخر.

وأوضح أن الوزير سليمان وعد بالعمل على تسهيل حركة الفلسطينيين على معبر رفح الحدودي، بإزالة المعيقات التي يتعرض لها الفلسطينيون.

من جانبه قال الدكتور خليل الحية رئيس كتلة «حماس» في المجلس التشريعي وعضو وفدها المشارك في لقاءات القاهرة أن وفد «حماس» عرض على الجانب المصري «الصورة الحقيقية لما حدث في الأسابيع القليلة الماضية»، مقدما الأدلة والوثائق التي تدعم وجهة نظره.

وقال الحية في تصريح لـ «الجريدة» إن أهمية لقاءات القاهرة تأتي كونها تستكمل ما تم الاتفاق عليه في «اتفاق مكة» وليست بديلاً عنه، مشيراً إلى أن اتفاق مكة تضمن أربعة بنود لم ينجز منها إلا ما يتعلق بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية ووقف الاقتتال الداخلي، وحتى هذا البند تم نقضه وعادت الأحداث المؤسفة في قطاع غزة بسبب أصحاب الأجندات الخاصة والمرتبطين بجهات خارجية.

وتابع أن ملفين آخرين تم الاتفاق عليهما في مكة ولم ينجز منهما شيء هما «منظمة التحرير الفلسطينية» و «الشراكة السياسية» وهنا تأتي أهمية اجتماعات القاهرة لتفعيل هذين الملفين.

يأتي ذلك فيما يكتمل اليوم وصول وفد حركة الجهاد الإسلامي إلى القاهرة بعدما وصل أمس عضو المكتب السياسي للحركة خالد البطش، ومن المنتظر أن تستقبل القاهرة وفدي الجبهتين الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين خلال هذا الأسبوع، في إطار الدعوة التي وجهتها مصر الى الفصائل الفلسطينية الخمسة.

الى ذلك قال قيادي في حركة حماس «قلنا اثناء المناقشات مع المسؤولين المصريين انه ليست لدينا مشكلة مع حركة فتح وانما مع تيار انقلابي معين داخلها يسعى الى تفجير الموقف ويعمل على تنفيذ اجندة خارجية»، في اشارة ضمنية الى القيادي في فتح محمد دحلان، لكنه رفض تسمية أحد، مؤكدا ان هذا التيار الانقلابي استغل مقتل بهاء ابو جراد (قائد ميداني في كتائب الاقصى المنبثقة عن حركة فتح) لتفجير الموقف.

من جهته اتهم محمد دحلان مستشار الامن القومي الفلسطيني في تصريحات نشرتها صحيفة روز اليوسف الحكومية المصرية امس حماس بانها السبب وراء اندلاع الاقتتال الفلسطيني، مؤكدا انها «بادرت بقتل» بهاء ابو جراد.