The Bourne Ultimatum هو الأفضل بين عدد كبير من الأفلام ذات الأجزاء الثلاثة هذا العام. إنه الأخير في هذه السلسلة المقتبسة عن رواية روبرت لودلوم. أفضل من الجزء الثّاني إنما ليس أفضل من الأول. The Bourne Ultimatum يرتكز أولاً و أخيراً على الحركة المنبثقة عن تحركات الكاميرا غير الثابتة، لكن في المقابل لا يتمتّع بالعمق العاطفي الّذي كان موجودًا في The Bourne Identity . ففي الجزء الجديد يبتعد كتّاب السيناريو قليلاً عن رواية لودلوم محتفظين بالعنوان وبعض الشخوص. (مثل الشبه بين فيلم جايمس بوند والعديد من كتب أيان فليمينغ).

Ad

تطوّر الحوادث في الفيلم سريع جدًّا. للوهلة الأولى تبدو المؤامرة معقّدة جدًّا إلاّ أنّها في الحقيقة بسيطة للغاية. يشكّل جايسون بورن (مات دامون) من جديد خطرًا على وكالة الاستخبارات المركزيّة عبر مسعاه المستمر لاكتشاف هويّته الحقيقيّة. لذا يقرّر قسم العمليّات بقيادة نوا ﭬوزين (داﭬيد ستراتارن) التّخلّص منه. كذلك يتآمر ضدّه مدير الوكالة إزرا كرامر (سكوت غلان) إنما لبورن حلفاؤه أيضًا إذ قررت العميلتان باميلا لاندي (جوان ألان) ونيكي بارسونز (جوليا ستايلز) تعريض مهنتهما وحياتهما للخطر من أجل مساعدة جايسون بورن كي يبلغ شاطىء الامان.

يجول The Bourne Ultimatum الكرة الارضية من موسكو إلى باريس ولندن ومدريد وطنجة مرورا بنيويورك. في هذه المحطات، بورن في حركة دائمة فأحيانًا يكون الصيّاد وأحيانًا أخرى الطّريدة (في معظم الأحيان كلاهما معاً). قد يقول البعض أنّ الفيلم مُتعب قليلاً إلاّ أنّ الحركة رائعة والأسلوب الذي اختاره غرينغراس للتّصوير ممتع. لو أردنا مقارنة الجزء الجديد مع The Bourne Identity لرأينا أنّ من السّهل استيعاب مشاهد الحركة التي نفذها المخرج دوغ ليمان بإتقان. لكن بعد مشاهدة الجزء الجديد يبدو واضحا أن اسلوب المخرج بول غرينغراس أفضل إذ استعمل اللّقطات السّريعة والكاميرا غير المستقرّة، أي الاسلوب نفسه الذي اعتمده في فيلم United 93 والذي ترشح عنه لأوسكار أفضل مخرج. في هذا الفيلم يمضي المخرج أبعد من فيلمه المذكور. فحتّى خلال تصويره اللّقطات الثّابتة (كالمحادثة البسيطة مع اللّقطات القريبة) يبدو كأنّ المُصوّر مُصاب بالرّجفة. لكن رغم ذلك من الصّعب إنكار أنّ نظرة غرينغراس تولّد الحركة.

يتضمّن الفيلم مشهدَيْن رائعَين، الأوّل يقبض فيه عملاء الأعداء على بورن وسيمون روس مراسل من صحيفة « ذى غارديان» في محطّة واترلو اللندنية. أما المشهد الثّاني فهو مطاردة عبر طرق طنجة وسطوحها في محاولة من بورن لاعتراض شخص مهمّ يعرف الكثير عن ماضيه.

يؤدّي مات دامون من جديد دور بورن بشكل رائع. فهو غالباً بعيد عن العواطف ويحارب الأعداء على نحو يجذب المشاهدين، مع التشديد على أن بورن لا يستمتع بالقتل بيد أنه أمر يفرضه الواقع والموقف. هذه النقطة تخلق شبهاً بينه وبين جايمس بوند. في هذا الجزء تتاح أيضا لجوليا ستايلز وجوان ألان فرصة إظهار الجانب اللّطيف من شخصيتيهما القاسيتَيْن. في الماضي أدت كلّ منهما دور العدوّ لبورن، أمّا في هذا الفيلم فهما حليفتاه. كما يمكن أن يشوّش إدراج الممثل ألبرت فيني في فريق الممثّلين على ذاكرة المشاهدين بسبب الشبه بينه وبين براين كوكس الّذي شارك في الفيلمَيْن السّابقَيْن.

يتفوّق فيلم The Bourne Ultimatum في فئته ضمن أفلام الصّيف. مشاهد الحركة فيه لا تقلّ روعةً عن تلك في فيلم Live Free or Die Hard إلاّ أنّ The Bourne Ultimatum أشد حَزمًا وعمقًا. وإذا كانت المؤثّرات الخاصّة أقلّ في هذا الفيلم إلاّ أنّه مليء بالتشويق وإلاثارة أكثر من فيلم Transformers. صحيح أن هذا الجزء هو الأخيرَ في سلسلة افلام بطلها جايسون بورن إلاّ أن مجرد التفكير في أجزاء جديدة يعتمد على إيرادات هذا الفيلم على شباك التّذاكر العالمي. يبقى الباب مفتوحًا للمزيد من المغامرات.