الارتفاع الكبير في تكاليف الزواج دفع جمعية «النجاة» الخيرية (لجنة زكاة العثمان) إلى تخصيص مكتب يهتم بتزويج كل كويتي او كويتية يبحثان عن الاستقرار العائلي. أطلق على المكتب إسم « لجنة الزواج} وباشر عمله قبل اثني عشر عاماً، الى جانب تنظيمه الزواج الجماعي داخل الكويت. يرى كثر ان الزواج الجماعي ينم عن الادراك والوعي داخل المجتمع وعن المشاركة الخيرية لتحقيق احلام اكبر عدد ممكن من الشبان في الزواج ضمن تكلفة معقولة. الأسباب التي انطلقت منها «لجنة الزواج» والأهداف التي تحققت لمئات المتزوجين عن طريقها تحدّث عنها مدير لجنة زكاة العثمان أحمد باقر العثمان.

Ad

ما الشروط الواجب توافرها للمتقدمين بطلب الزواج؟

هناك نموذج طلب لدى لجنة الزواج وهي فرع من لجنة زكاة العثمان يتمّ من خلاله استقبال الطلبات للراغبين في الزواج. نحصل عن طريق تعبئة النموذج على المعلومات الكافية التي تفيد الطرف الآخر، إلى جانب جلب صورتين شخصيتين وصورة عن البطاقة المدنية وشهادة راتب الرجل. بعد تقديم الطلبات في القسم النسائي للنساء وقسم الرجال للرجال يعمد الاختصاصيون والاختصاصيات إلى البحث عن الشخص المناسب لصاحب الطلب ثم يتم إخبار الطرفين بذلك. بعد ذلك ينطلق الطرفان في إجراءات الخطبة وفق التقاليد المعروفة. بذلك يقتصر دور اللجنة على الوصل بين الطرفين.

هل البيانات الواردة في النموذج كافية لمعرفة هوية المقبل على الزواج أو شخصيته؟

تُظهر هذه البيانات الموثقة بالأوراق الرسمية الامور كلها بشفافية وصدق، إلى جانب اظهار الصفات التي يتمناها المقبل على الزواج لشريك الحياة سواء كان رجلاً غير متزوج أو مطلقاً أو أرملاً. ينطبق هذا الامر كذلك على المرأة التي ترغب في الاستقرار العائلي. لن تكون جميع الاوراق التي تصلنا للعرض لأننا حريصون تماماً على السرية التامة كذلك الأمر بالنسبة إلى الصورة أو الأوراق، إلا بموافقة صاحب العلاقة .

هل جاءت فكرة المشروع لأسباب معينة؟

شغلتنا الفكرة منذ سنين بسبب الإحصائيات المذهلة عن عدد العوانس في الكويت، إذ بلغ عددهن 40 ألف عانس وهذا مؤشر خطير ينبغي أن يكون أول اهتمامات العمل الخيري في الكويت.

وكيف بدأتم الخطوة الأولى لتنفيذ الفكرة؟

أجرينا إتصالات بأهل الرأي والخبرة والاختصاص في مجال شؤون الأسرة أسفرت عن لقاءات معهم ووضعنا أمامنا المحاذير والعقبات. كان الجانب الأهم عندما التقينا الدكتور احمد المزيني (من أصحاب الرأي والمشورة في موضوع الزواج) ومحمد رشيد العويد (مدير تحرير مجلة «النور» ومتخصص في شؤون الاسرة) الذي استرشدنا بآرائه وأشرف المرزوق (مدير تحرير مجلة «الفرحة» الاسرية) والقاضي جاسم المطوع (رئيس لجنة مصابيح الهدى) الذي استمعنا إلى توجيهاته بشأن الأسرة والزواج. كذلك أخذنا بتوجيهات مكتب الانماء الاجتماعي وتناقشنا مع الدكتور بشير الرشيدي والدكتور فهد الناصر. بعد ذلك أعددنا نموذجاً لطالبي الزواج من الرجال والنساء يحوي جميع البيانات والمعلومات المتصلة بالمتقدم، كما أعد لنا مكتب الإنماء الاجتماعي في الديوان الأميري نموذج مخالصة أو براءة ذمة بحيث يخلي مسؤولية اللجنة عما يقع من خلاف بين الزوجين بعد الزواج. دور اللجنة هو التوصيل والتوفيق بين الطرفين. أما مسؤولية البحث والتحري عن الطرف الآخر فتقع على الزوجين .

هل يقتصر مشروعكم على الجنسية الكويتية؟

بلى، نشترط الجنسية الكويتية بسبب العنوسة الكبيرة الحاصلة اليوم في الكويت.

ماذا عن الأشخاص الذين من فئة غير محددي الجنسية (البدون)؟

يشملهم الموضوع بالتأكيد ولنا مساهمات كثيرة أسفرت عن استقرار وزواج كثيرين منهم.

هل تتكفل اللجنة متابعة حياتهم بعد الزواج؟

نتكفل بالزواج فحسب. لم نسمع منذ إثني عشرعاماً إلى اليوم أي شكوى أو مشكلة عن زوجين التقيا عن طريق اللجنة وهذه نعمة من الله تعالى. نوصي المتزوجين بأن يكونوا على اتصال دائم بنا. لدى إتمام زواجهم نقيم لهم حفلاً بسيطاً ونقدم إليهم هدية رمزية مثل أشرطة القرآن والكتيبات الخاصة بالزواج والأشرطة المتصلة بالحياة الأسرية ونرشدهم إلى أهمية الزواج كونه من سنن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بها وحث عليها.

ماذا عن الرجال المتزوجين الذين يتقدمون إلى اللجنة؟

نرفض إستقبال طلبات الرجال المتزوجين. جربنا سابقا هذا الأمر وكان المردود سلبياً فتوقفنا بناءً على نصيحة كبار العلماء. ليس في ذلك مخالفة شرعية لاننا نتخصص بعمل معين تبعاً لإمكاناتنا وقدراتنا.

هل تحددون أعماراً معينة للمتقدمين؟

نستقبل جميع الأعمار.

ما وجه الإختلاف بين لجنة الزواج والخطابة ؟

قد تبالغ الخطابة في كثير من الأمور، خاصة ما يتعلق منها بوصف الفتاة، كما تخفي الكثير من العيوب التي يتصف بها طالب الزواج او طالبة الزواج، بينما تحرص اللجنة على ان تكون أمينة ودقيقة في بيان صفات كل من الرجل والمرأة. قد يكون بين أهداف الخطابة الحصول على المال.

كيف وجدتم تقبل المجتمع الكويتي لهذه الفكرة، أقصد الحرج الذي يبديه بعضهم في تزويج بناتهم عن طريق اللجنة؟

حتى الآن وجدنا القبول والرضا والتشجيع. لا تخالف رسالة اللجنة عبر جمع رأسين بالحلال الإسلام في شيء، بل تسعى الى توفير فرصة حقيقية لإنشاء أسرة مسلمة مستقرة سعيدة .

ما هي العقبات التي تواجهكم؟

العقبات في غالبها مادية. كلّفنا هذا المشروع بناء خمسة مكاتب مختلفة: مكتب للمرأة الباحثة عن الزواج ومكتب انتظار النساء ومكتب للرجل الباحث الى جانبه ومكتب انتظار الرجال ومكتب لالتقاء بين الرجل والمرأة بعد موافقتهما المبدئية على القبول ببعضهما وذلك ليتقابل الرجل والمرأة وفقا للسنّة. كذلك يكلفنا المشروع دفع رواتب الموظفين والموظفات العاملين لدينا.

هل لك أن تحدثنا قليلاً عن فكرة الزفاف الجماعي؟

الجميع يعلم أن تكاليف الزواج مرتفعة جداً ما يؤدي الى نتائج سلبية منها زيادة عدد العوانس في المجتمع. لا شك في ان الزفاف الجماعي يخفف كثيراً من الأعباء وبالتالي يقدم عليه الشباب ويحقق الهدف المنشود.

كيف كان الزفاف الجماعي الأول في الكويت؟

حين باشرنا بالإعداد للزفاف الجماعي الأول توجهنا الى اصحاب الفنادق فوجدنا ترحيبا من السيد عبد الزراق الصانع الذي وضع فندق ريجنسي بالاس بتصرف اللجنة وقدم لنا صالتين كبيرتين تتسع الأولى لألف مدعو والثانية للطعام. ما شجعنا أكثر انتشار هذه الفكرة في معظم الدول العربية إذ سبقنا في هذا المجال كل من مصر والمغرب والاردن والسعودية والامارات. أقيم أول حفل زواج جماعي بتاريخ 4- 12 – 1999 وبلغ عدد المعاريس فيه 62 شابا وفتاة.