مواجهات دموية و إقبال ضعيف على الاقتراع وانسحابات بالجملة للمرشحين على خلفية اتهامات للسلطات بالتزوير، واعتقالات في صفوف المعارضة، هي ابرز الملامح التي ميزت انتخابات التجديد النصفي لاعضاء مجلس الشورى المصري التي يتجه الحزب الوطني الحاكم إلى اكتساحها.

قتل شخص وأصيب أربعة في اشتباك بإطلاق النار بين انصار مرشح للحزب الوطني الديموقراطي (الحاكم) ومؤيدي مرشح مستقل امام مكتب اقتراع في بلدة الحسينية بالشرقية (في دلتا النيل) اثناء عمليات الاقتراع (احد مجلسي البرلمان المصري) التي انتهت مساء أمس.

واكد الاخوان المسلمون، قوة المعارضة الرئيسية في مصر التي تشغل 20 % من مقاعد مجلس الشعب، ان عمليات تزوير تمت ضد مرشحيهم واعلنوا عن توقيف عشرات من انصارهم مؤكدين في بيان رسمي أن "صناديق مليئة باوراق الاقتراع ادخلت في مكتب اقتراع في عزبة البرج بمدينة دمياط". وقاطع الإخوان عمليات الاقتراع في الدائرة الخامسة بمحافظة البحيرة، بسبب اعتقال مرشحهم محمد شعبان عيسي

Ad

من جهته قال نائب المرشد العام للاخوان محمد حبيب "ما حدث اليوم جريمة بحق الشعب المصري".

وعنن الموقوفين قال حبيب "ليس هناك احصاء محدد بعدد اعضاء وانصار الاخوان الذين القت قوات الامن القبض عليهم اليوم الا انه يتجاوز بكثير الرقم الذي اعلن في الصباح وهو 75 شخصا".

وكان مصدر امني اكد انه "القي القبض على 64 من انصار الاخوان المسلمين في مدينة الفيوم، جنوب القاهرة، وعلى 11 اخرين في السويس ودمياط والدقهلية (دلتا النيل)".

وتشارك جماعة الاخوان المحظورة رسميا بـ19 مرشحا في الانتخابات تقدموا كـ "مستقلين" وكان اعضاؤها تعرضوا لملاحقات امنية قبل الانتخابات اوصلت عدد الموقوفين منهم خلال الشهور الستة الاخيرة الى أكثر من الف وفق مصدر امني.

واكدت المنظمة المصرية لحقوق الانسان، التي اوفدت مراقبين الى 15 محافظة، في بيان اصدرته مساء أمس "ضعف الاقبال الجماهيري على صناديق" الاقتراع. واشارت الى انتهاكات عدة شهدتها عمليات الاقتراع من بينها "اعمال العنف والبلطجة واغلاق اللجان امام الناخبين" خصوصا في الدوائر التي يخوض الانتخابات فيها مرشحون للاخوان المسلمين و"منع مراقبي منظمات المجتمع المدني من دخول مكاتب الاقتراع".

وقال طارق زغلول وهو مراقب من المنظمة المصرية لحقوق الانسان ان "اجهزة الامن اغلقت كل مكاتب الاقتراع في الدوائر التي ترشح فيها اعضاء من الاخوان المسلمين ومنع المراقبون من الدخول بحجة انهم بحاجة الى تصاريح خاصة".

من جهته قرر حزب الوفد الليبرالي والحزب الناصري مقاطعة هذه الانتخابات التي يشارك فيها حزب التجمع (يسار) بثلاثة مرشحين.

وستجرى دورة الاعادة لهذه الانتخابات في 18 يونيو الجاري