لطالما تربعت شركة أبل على عرش مشغلي الموسيقى المحمولة حاصدة حصة الأسد من المبيعات بواسطة عائلة iPod المتنوعة التي أصبح أسمها على كل لسان. وقد حاول كثيراً من المصنعين إطاحتها والحصول على بعض شهرتها من دون جدوى. ففي كل مرة كانت أبل تثبت منزلتها أكثر فأكثر وها هي من جديد تبتكر الـiPod Nano وتقدم إلينا جيلاً ثالثاً من مشغل الموسيقى هذا.

Ad

عندما كشفت عن الإصدار الثاني من مشغل iPod Nano اعتقد الجميع أنه منتج متكامل لا مجال لتحديثه وتسهيل التعامل معه أو تجميله أكثر. الا إن شركة أبل أثبتت خطأ هذه النظرية من خلال الجيل الثالث من هذا المشغل.

وفق مبدأ اصنعه جميلًا واجعله سهل الاستعمال قدمت «أبل» إلينا منتجًا أجمل وأسهل استخداما من سابقه بطول 69.8 مم وعرض 52.3 مم وعمق 6.5 مم ووزن لا يتعدى 49.2 غرام.

أصبح الـNano أقصر وأعرض ويتميز بقالب منمق وزوايا مدورة ما يسهل حمله ووضعه بأكثر الجيوب ضيقًا. وهو متواجد في الأسواق بواجهة أمامية من الألومينيوم الباهت المطلي بست ألوان مختلفة: الأسود أو الأحمر أو الفضي أو الأخضر الفاتح أو الأزرق الفاتح أو الزهري.

أما واجهة الـNano الخلفية فهي من المعدن الغير قابل للصدأ. وفي ما يخص الواجهة السفلى فتحتوي على منفذ للتوصل والشحن خاص بـ«أبل» ومنفذ لوصل سماعات ألأذن ومفتاح مخصص لتعطيل بقية المفاتيح ما يمنع تفعيلها عن غير قصد.

أما محط الأنظار ونقطة الارتكاز في الجيل الثالث من

الـiPod Nano والتي تفرقه عن سابقه من الجيل السابق فهي شاشته الملونة الكريستالية الشديدة الوضوح التي تعتمد على تقنية الـTFT والمضاءة خلفيًا والبالغ حجمها بوصتين تحتل النصف العلوي للواجهة الأمامية بأكمله.

تتوافر لشاشة العرض هذه دقـة إظهار عالية قدرها (320×240) بكسل بجودة 204 بكسل لكل إنش تتميز بدرجة سطوع Contrast أكثر بخمس وستين بالمئة من سابقاتها ما يجعلها أدق وأوضح شاشة عرض زود بها مشغل من «أبل» حتى يومنا هذا.

في النصف السفلي لهذه الواجهة يوجد دولاب التحكم اللمسي بنظام التشغيل الذي اشتهرت به الشركة المصنعة عموماً ومشغلي أي-بود للموسيقى خصوصاً نظرًا لسهولة استعماله وتجاوبه السريع مع متطلبات المستخدم.وقد حاول مصنعون كثر تقليد فاعليته بشتى الوسائل من دون جدوى.

يبلغ قطر هذا الدولاب إنش واحد ما يجعله أصغر 0.25 إنش من المتواجد في ذلك السابق.

يتوافر الـiPod Nano بموديلين: الأول يحتوي على ذاكرة صلبة سعة 4 غيغابايت قادر على استيعاب ما مقداره 1000 أغنية وفق نمط AAC وجودة 128 Kbps أو 3500 صورة تقريبًا أما الثاني فيحتوي على ذاكرة صلبة سعة 8 غيغابايت وقادر على استيعاب ما مقداره 2000 أغنية وفق نمط AAC وجودة 128 Kbps أو 7000 صورة تقريبا.ً كما يمكن استعماله أيضاً كذاكرة تخزين صلبة لنقل الملفات المختلفة.

نظام التشغيل

لم تتوقف التحسينات في الجيل الثالث من الـiPod Nano على الشكل الخارجي فحسب بل تعدت ذلك لتشمل نظام التشغيل برمته فحجم الشاشة الأكبر من المتوافر للجيل السابق سمح بتجزئة هذا النظام عامودياً إلى نصفين متوازيين حيث تتواجد قوائم التحكم في النصف الشمالي.

أما النصف اليمين المعاكس فيظهر صورًا متوافقة مع الخاصيات المختارة على سبيل المثال إذا اخترت أغنية معينة في القسم الشمالي ستظهر في الجهة اليمنى صورة الألبوم التي تنتمي إليه وتتحرك بشكل عشوائي جميل.

كما زودت «أبل» مشغلها هذا بتقنية الـCover Flow لتصفح الأغاني بشكل فريد ثلاثي الأبعاد وفق الألبومات التي تنتمي إليها. وقد ظهرت هذه الخاصية بداية في هاتف

الـiPhone ثم مشغل الموسيقى

الـiPod Touch حيث كانت تتصفح الأغاني بواسطة اللمس وها هي الآن تجد طريقها نحو الـiPod Nano التي يمكنك الاستفادة من خصائصها بواسطة دولاب التحكم بدل اللمس ما يسلب بعضًا من بريقها. إلا أنها على رغم ذلك تبقى خاصية فاعلة وجميلة لتصفح الأغاني.

مشغل أفلام  وموسيقى متطور

ومن الخاصيات الإضافية التي حصل عليها الـNano في جيله الثالث قدرته على لعب الأفلام ومقاطع الفيديو وهو متوافق مع طرق MPEG4 وH.264 لضغط الأفلام وفق أنماط MOV أو MP4 أو M4V القياسية بدقة قصوى تبلغ 640×480 بكسل وجودة ثلاثين إطار بالثانية.

يمكنك شراء ما يستسيغك من أفلام أو حتى برامجك المفضلة من مخازن iTune الافتراضية على شبكة الإنترنت الخاصة بـ«أبل» وتحميلها إلى جهاز الكمبيوتر ومن ثم نقلها إلى مشغل الموسيقى هذا بواسطة برنامج iTune. كما يمكن الاستفادة من هذا البرنامج وتحويل أفلامك الخاصة إلى نمط متوافق ونقلها إلى Nano.

أما في ما يخص القدرة على لعب الموسيقى فلم يحصل إي تغيرات جذرية وما زال هذا المشغل كسابقه يوفر صوتاً نقياً خالياً من الشوائب سلبيته الوحيدة في هذا المجال سماعات الأذنين القياسية المتواضعة.فمتى استبدلتها بأخرى أفضل جودة ستستمتع أكثر بمقدرات هذا الجهاز الموسيقية. وهو يدعم أنماط AAC،Protected AAC،MP3، MP3 VBR، Audible formats (1,2and 3) ، Apple Lossless، AIFF، وWAV كما يتوافر لهذا المشغل معادل صوت يوفر الانتقاء بين خيارات عدة مسبقة.

يمكن أيضًا تحميل الأغاني بالطريقة نفسها المتوافرة للأفلام أو حتى اختيار وشراء الكتب الصوتية Audio Book من مكتبة أبل الواسعة والاستمتاع بقصصك المفضلة عبر سماعها على الـNano

حافظة صور رقمية

بالإمكان نقل الصور الرقمية من الكمبيوتر وتخزينها على الـiPod Nano بسهولة ومن ثم عرضها على شاشته الواضحة.

تظهر صورك المحملة على شكل مصغرات متراصفة جنبًا إلى جنب يمكن اختيار ما يحلو منها بواسطة دولاب التحكم والنقر في وسطه لتكبيرها.

كما يمكن أيضًا إنشاء عرض شرائح Slide Show من صور عدة مختلفة متزامن مع الموسيقى المختارة وهو متوافق مع أنماط JPEG, BMP, GIF, TIF, PSD القياسية للصور.

خصائص إضافية

من أبرز الخصائص الإضافية الجديدة التي وفرتها شركة أبل

للـiPod Nano في جيله الثالث القدرة على تحميل الألعاب الإلكترونية وتحديث تلك المتواجدة فيه بعد شرائها عبر الإنترنت. وهو مزود قياسيًا بثلاث من هذه الألعاب: Solitaire وiQuiz وVortex الا أن مخازن iTune تحوي كثيراً من هذه الألعاب الإلكترونية الممكن اقتناءها والمصممة خصيصاً ليتمكن المستخدم من اللعب بسهولة بواسطة الدولاب اللمسي المتوفر.

بطارية

يحتوي الـiPod Nano على بطارية Lithium-ion قابلة للشحن تؤمن أربع وعشرين ساعة من لعب الموسيقى أو خمس ساعات من لعب الأفلام أو عرض الصور المتواصل وذلك من دون إعادة شحنها ما يوفر لمشغل الموسيقى هذا استقلالية كبيرة ستلاقي استحسان المستخدمين. ويمكن إعادة شحنها خلال ثلاث ساعات فحسب.

سلبياته

أسوة بجميع الأجهزة الالكترونية يحتوي الجيل الثالث من الـiPod Nano على كثير من السلبيات أهمها: عدم وجود راديو FM مدمج أو ميكروفون لتسجيل الصوت الخارجي أو حتى فتحة مخصصة لاستقبال شرائح الذاكرة كما هي الحال ببعض منافسيه.

من المؤسف أيضاً عدم تدعيم هذا الجهاز للقدرة على التحكم بمعادل الصوت وفق متطلباتك بل يوفر الانتقاء بين خيارات مبرمجه مسبقًا فحسب.

كما أن مشغل الموسيقى هذا يعتمد بكل شيء على برنامج iTune فالامتدادات التي يدعمها هذا البرنامج فحسب يتوافق معها الـiPod Nano ما يعطي شركة أبل حصيرية معينة غير محببة على أنواع الملتيميديا التي باستطاعتك لعبها.

تساؤلات

ثمة كثير من التحديثات الخارجية والداخلية الكفيلة بالحفاظ على هيمنة هذا الجهاز على فئته. فهل يوفق بسباقه للحفاظ على الصدارة ومستوى المبيعات القياسي الذي حققته الأجيال السابقة من هذا المشغل أم تطيح به المنافسة الشرسة وتسلب منه بريقه ورواجه الغير مسبوق؟