بينه وبين الكاميرا علاقة حب ومتانة صداقة. أدواره غزيرة وناجحة بل متالقة على امتداد مشواره الفني الطويل في السينما والتلفزيون والمسرح. أما صوته ففي ذاته ميزة لدى مشاهديه في فيلم «عمارة يعقوبيان». يحيى الفخراني النجم وبطل «ليالي الحلمية»، «سكة الهلالي»، «عباس الأبيض» وسواها الكثير من الأعمال التلفزيونية، يخوض تجربة جديدة في المسلسل التلفزيوني «يتربى في عزو» الذي يصور حالياً بالتعاون مع الكاتب يوسف معاطي للمرة الثالثة على التوالي.

ماذا عن دورك في «يتربى في عزو»؟

Ad

أقدم فيه دور «حمادة عزو»، رجل في الستين من العمر يمتلك محلاً لألعاب الأطفال. رغم تقدّمه في العمر فهو مدلل، يتمتع بحياة رفاهية أمضاها على هواه من دون عناء، ولأنه من بيت عز يتزوج غير امرأة. ينجب أطفالاً لا يعنى بتربيتهم. تهمّه متعته الشخصية فيسعى وراءها بطرق مختلفة. لا يتحمل أي مسؤولية معتبراً نفسه متصابياً يعيش مراهقة متأخرة. في لحظة من اللحظات تتغير حياته وتنقلب رأساً على عقب فيعود إلى رشده إذ تتدخل عالمة ذرة (نهال عنبر) في حياته.

تتميز أعمالك في معظمها بالمسحة السياسية. ماذا تطرح في هذا المسلسل؟

هذا صحيح. غالباً ما أهتم في أعمالي بقضية ذات بعد سياسي فضلاً عن القضايا الاجتماعية الشاغلة بال الناس. يناقش المسلسل قضية التسليح النووي وتخصيب اليورانيوم. قضية مهمة تشغل بال الكثيرين سوف نتناولها بشكل حيادي فيكون للمشاهد دور في تأييد إنشاء مفاعل نووي في مصر وليس العكس.

لمَ تركيزك على البعد السياسي في أعمالك الفنية؟

إنها قضايا عامة تهم الجميع نتناولها في قالب اجتماعي درامي. نناقش إلى جانبها قضايا أخرى مثل التحولات الفكرية والسلوكية لدى الناس والأسباب. لا أقصد التدخل في السياسة أو إقحام نفسي فيها فأنا لا أريد تنصيب نفسي بطلاً سياسياً ولكنني أهتم بعملي الفني. كل عمل أقدمه هو «سياسة» لأنني أطرح من خلاله قضايا سياسية.

أنت فنان، هل تحب السياسة؟

عملي كفنان يوجب عليّ أن أحب السياسة رغماً عني. أنا فنان مثقف، يجب أن أحب السياسة لا أن أحترفها. لا يجوز على الإطلاق أن أكون عضواً في حزب سياسي لأنني سأجد ما يعجبني وما لا يعجبني. من ينتمي إلى حزب عليه الإلتزام بكل أهدافه. الأمتع في حياتي فناناً وإنساناً أن أكون حراً في تفكيري. أقول في وضوح وصراحة ما يعجبني وما لا يعجبني.

ألا بدّ للفنان من أن يكون مثقفاً سياسياً كي تنجح أعماله؟

لا علاقة للثقافة أو التعليم في ذلك. لا بد من أن يشعر الفنان بالناس وبنبض الشارع وأن يشاركهم الآلام والأحلام.

تعاملت مع يوسف معاطي في عملين سابقين، «عباس الأبيض» و«سكة الهلالي»، ما سر حرصك على التعامل معه؟

لأنه كاتب موهوب ومتجدد الأفكار. وجدت نفسي فناناً معه. نواجه حالياً أزمة كُتاَّب السيناريو. يبحث الفنان دائماً عن كاتب جيد لذا أنا متمسك بيوسف معاطي.

هل أن عملك معه للمرة الثالثة محاولة للحفاظ على نجاحاتك السابقة معه أيضاً؟

بالتأكيد، لا شك في أن تجاربي السابقة معه جعلتني أحاول استثمار هذا النجاح مرات أخرى. يضع يوسف معاطي يده على قلب المجتمع ويعرف جيداً نبض الشارع.

لماذا فضلت العمل مع المخرج مجدي أبو عميرة الذي لم تقدم معه سوى عمل واحد؟

لا أفضل التعامل مع مخرج واحد كي لا تكون أعمالي متشابهة. أنا سعيد عامة بالتعاون مع مجدي أبوعميرة لكونه مخرجاً موهوباً له وجهة نظر ثاقبة في ما يقدمه، ولدي ثقة في أن هذا المسلسل سيحقق نجاحاً كبيراً لأنه من إخراجه.

متى يتوقف طموحك الفني؟!

قد يحدث ذلك في حال فقدت القدرة على المواصلة، ولو كنت لا أتمنى حدوثه.

هل ترى أن الزمن سلخ منك أدواراً كنت تتمنى تجسيدها؟

بلى، أخذ مني بعض الأدوار التي كنت أتمنى تجسيدها مثل شخصية شاب أو خريج جديد. من ناحية أخرى اتجهت إلى مناطق أعمق استفدت منها كثيراً. أحمد الله على ذلك لشعوري الدائم بأنني محظوظ.

تعرض منذ فترة مسرحية «الملك لير»، ألا نصوص أخرى تقدمها؟

رغم الأزمة الطاحنة التي يشهدها المسرح الحالي في مصر يحقق «الملك لير» نجاحاً كبيراً يجبرني على استمرار عرض العمل. لم أكن أتوقع أن يستمر لأكثر من يوم واحد. فإذا به لسنوات. هذا دليل نجاح. لماذا أسدل الستار عليه؟ من ناحية أخرى ما من إفلاس في النصوص المسرحية. أحضّر عملاً مسرحيّاً جديداً على غرار «الملك لير» لكنني أتكتم عن تفاصيله الآن.

لم تبدأ حتى الآن تصوير فيلم «محمد علي»، ماذا عنه؟

كان مفترضاً البدء في التصوير لكن ثمة مشكلة تتعلّق بالإنتاج. كنت طوال الفترة السابقة منشغلاً بأعمالي التلفزيونية وبالتالي لم أجتمع بمسؤولي الإنتاج للمناقشة. في الفترة المقبلة سيتم ذلك. في حال عدم جديتهم سأبحث عن شركة إنتاج أخرى لإخراج هذا العمل فيبصر النور.

أنت متحمّس لتجسيد هذه الشخصية تحديداً، لماذا؟

هذه الشخصية مهمة، من واجبي تقديمها الى أجيالنا من غير التفكير في النجاح الجماهيري. أفعل ما عليّ وما أشعر به. لو تمعّنا عميقاً في حسابات السوق لن نقدم على أي عمل جيد.

هل ثمة ضمانات وضعتها ليبصر العمل النور بصورة لائقة؟

اشترطت أن يتولاه مخرج قوي يملك فكراً عميقاً في الأعمال التاريخية. وجدت هذه الصفة في المخرج السوري حاتم علي الذي قدم الكثير من الأعمال السورية التاريخية.