ما عادَ بِطَوعي الكِتمانْ

سأضِجُّ وأجأرُ بالشَّكوى

Ad

وَأُخَرِّقُ سَمْعَ الجُدرانْ

مُنذُ زَمانْ..

يَغدو إخوانيِ بِسَلامٍ

وَيَعودونَ بِكُلِّ أمانْ

وَأنا مِن دُونِ الإخوانْ

ما أن أغدو.. حتّى تَبدو

تَعدو في أَثَري الغِيلانْ!

فأعودُ على رَغْمِ وقاري

ثَمِلاً.. مُشتَمِلاً بالعارِ

مُنفَرِداً.. يَصحبُني اثنانْ:

في عَيْنَيَّ الجَسَدُ العاري

وَبِسَمْعي الصّوتُ العُريانْ!

**

في الزَّمَنِ الغابِرِ قد كانْ

يَجمَعُني بِبَني الإنسانْ

مُرُّ الصَّبرِ على الحِرمانْ

وَحَلاوَةُ طَعْمِ الإيمانْ

لكنِّي في الزَّمَنِ العاثِرِ

صرِتُ مِنَ الأوّلِ للآخِرِ

لا ألقى الإنْسَ ولا الجانْ

بَلْ يَتَلقّاني الشّيطانْ

فَيُجَرِّدُني مِن أثوابي

وَيُصادِرُ أجري وَثَوابي

لِيُشغِّلَني بالمَجّانْ

مِغرَفَةً بِيَدَيْ طَبّاخٍ

أو طَبْلاً بِيَدَيْ فَنّانْ!

أو يَحبِسُني داخِلَ خَيْمَه

ما بَينَ «الشِّيشَةِ» والنَّغْمه

أستوفي أنفاسَ قِيانٍ

وأُوَفّي أنفاسَ دُخانْ!

أو يَدلِقُني في تِلفازٍ

لأُبِارِكَ رِفْعَةَ أَعجازٍ

تَرفَعُ تَرتيلَةَ ألغازٍ

تَنزِعُ عَن وَجهي رَوْنَقَهُ

وَتُسَوِّدُهُ.. بالألوانْ!

**

أصبَحتُ غَريباً عن نَفْسي

وَمريضاً في هذي الأُمَّهْ

لا أعرِفُ رِجْلي مِن رأسي

ما بَينَ التُّخمةِ والتُّخمَهْ..

بِلُحومِ النِّسوةِ والضّانْ!

وَلِذا.. فأنا بَعْدَ الآنْ

إن لَمْ يُعتِقْني الرَّحمنْ

سأعودُ وَمَعنايَ فُطورٌ

وَفُجورٌ... واسمي (مَرَضانْ)؟!

**

منْ سَيَلومُكْ.. يا رَمَضانْ؟!

(تُنشر بالاتفاق مع جريدة الراية القطرية)