أكد مدير مكتب الشؤون الإسرائيلية-الفلسطينية في الخارجية الأميركية توماس غولدبرغر أن هنالك دورا كبيرا تلعبه الدول الخليجية في تعزيز عملية السلام في فلسطين، وذلك من خلال تقديم الدعم المادي إلى الشعب الفلسطيني، الذي يحتاج إلى سيولة نقدية سنوية، وما يقارب 100 مليون دولار ثمنا للأجور والكهرباء والماء وغيرها من الخدمات الأخرى.

وأضاف غولدبرغر في مؤتمر صحافي عبر الستلايت في مقر السفارة الأميركية أن الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني قطعا اليوم شوطا كبيرا في مسار التسويات السلمية والمفاوضات الثنائية بينهما، ولاسيما بعد انعقاد مؤتمر أنابوليس للسلام أواخر الشهر المنصرم بحضور 50 وزيرا للخارجية من مختلف الحكومات والدول العربية والأجنبية.

Ad

ووصف مؤتمر أنابوليس الذي استضافته بلاده بـ«نقطة انطلاق مهمة في اتجاه بناء الدولة الفلسطينية وتحقيق السلام الدائم بين فلسطين واسرائيل»، مشددا على ان الوقت قد حان كي تسارع جميع الدول المعنية في جميع أنحاء العالم إلى تعزيز جهودها لدعم هذا التوجه بشتى الوسائل.

وبين أن مؤتمر أنابوليس عزز 3 قنوات للسلام، وتتمثل الأولى في إعلان القيادات الفلسطينية والإسرائيلية أنها متشاركة في تحقيق بناء دولتين تعيشان بسلام جنبا إلى جنب، والثانية أن كل من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت اتفقا على إجراء المباحثات الحثيثة نحو تحقيق السلام في أراضيهما وذلك خلال عام 2008 ، والأخيرة الدعم المقدم من المجتمع الدولي لتعزيز السلام ولاسيما من الدول العربية .

وأضاف غولدبرغر أنه «إذا أردنا تحقيق بناء دولتين فلسطينية وإسرائيلية تعيشان بسلام جنبا إلى جنب، فإن هنالك الكثير لإنجازه خلال العام المقبل لتطبيق ذلك ورؤيته على أرض الواقع».

وفي معرض رده على أسئلة الصحافيين خلال المؤتمر، أشار غولدبرغر إلى أن المؤتمر الدولي للمانحين الذي سيعقد في باريس 17 الجاري من شأنه أن يسهم في تقديم دعم مادي ملموس لجهود التنمية الاقتصادية في الأراضي الفلسطينية، وتوفير الموارد اللازمة لبرنامج السلطة الفلسطينية لبناء المؤسسات الحكومية والتحضير لإنشاء دولة.

وعن مدى صحة وجود أجندة غير معلنة تضمنها مؤتمر أنابوليس تتمثل في دعم السنة الأخيرة لرئاسة بوش وتعزيز موقفه ضد إيران قال «الرئيس بوش باستطاعته تحقيق الشهرة من خلال عدة مواضيع أخرى غير تلك المتعلقة بالصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، لكن نرى أن تفاعله إيجابي وما فعله تجاه هذا الموضوع يعبر عن رغبته الصادقة في المساعدة في إحلال السلام». الجميع يدرك الخطر الذي تشكله إيران في المنطقة ودولة الكويت أدرى بذلك من غيرها، والمؤتمر في أنابوليس كان من أجل السلام بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، وتقديم الدعم إلى قوى الاعتدال ضد قوى التطرف، وإثبات أن السلام هو الطريق الذي يجب سلكه وليس العنف».

جدير بالذكر ان مؤتمر باريس الذي من المتوقع عقده في 17 ديسمبر الجاري في العاصمة الفرنسية بهدف تمويل اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، هو الوجه الاقتصادي لمؤتمر انابوليس، إذ تعهد الاسرائيليون والفلسطينيون بالتفاوض تمهيدا لاقامة دولة فلسطينية قبل نهاية عام 2008. ويطمح مؤتمر باريس، الذي يتوقع وصول ما بين 80 و90 وفدا للمشاركة فيه، الى حشد المساعدة الدولية على مدى ثلاثة اعوام على قاعدة برنامج انمائي 2008-2010 وضعته السلطة الفلسطينية.