ارتبطت مشكلة شح مواقف سيارات طلبة جامعة الكويت بأزمة الازدحام المروري منذ بدايات الجامعة، ويعاني موقع كيفان ازدحاماً يومياً في المداخل والمخارج المؤدية إلى الكلية، لذا يضطر الطلبة إلى استخدام مواقف البيوت السكنية المحاذية للشوارع الرئيسية والموازية لسور الجامعة، الأمر الذي يضيّق الشوارع على الطلبة وأهالي المنطقة، ناهيك عن المشاجرات التي تنشب بين أصحاب البيوت والطلبة، فضلاً عن مشاكل الازدحام الطبيعية، وتؤدي أزمة الازدحام والمرور في النهاية إلى تأخر الطلبة عن محاضراتهم وتعطل مسيرتهم الدراسية. أُنشئت جامعة الكويت في اكتوبر عام 1966، أي بعد الاستقلال بخمسة أعوام، وكانت الجامعة صغيرة تحتوى على كليات العلوم والآداب والتربية والبنات، وتضم 480 طالبا وطالبة و31 عضو هيئة تدريس، أما في الوقت الحالي فجامعة الكويت تشغل خمسة مواقع رئيسية هي: كيفان والخالدية والعديلية والشويخ والجابرية، بالإضافة إلى موقعين فرعيين أحدهما في الفنطاس وهو مركز لعلوم الابحار «تحت الانشاء»، وآخر في حولي ويتبع مركز خدمة المجتمع والتعليم المستمر.وبحسب القانون الذي أقره مجلس الأمة المعني بانشاء المدينة الجامعية في منطقة الشدادية، الذي تلتزم الحكومة بانجازه قبل انتهاء عام 2014، نستطيع أن نسلم بأن ادارة الانشاءات والصيانة في الجامعة لن تفكر في ابرام أي عقد بناء وسينحصر عملها على الترميمات والصيانة الدورية، وآخر عقد أبرم لعملية انشائية في الجامعة كان لبناء مواقف «parking1» في الحرم الجامعي بالشويخ.يعتبر موقع كيفان الذي انشئ عام 1966 من أكثر مواقع الجامعة ازدحاما، وتبلغ مساحته 170 ألف متر مربع، ويقع بين طريق المطار وشارع الاسكندرية الموازي له، وكذلك طريق السويس، ويجمع كليات التربية والشريعة والآداب، بالإضافة إلى سكن الطالبات.الطلبةتضم كلية الآداب 1678 طالبة و847 طالبا، بينما تضم كلية التربية 3103 طالبات و321 طالبا، أما كلية الشريعة والدراسات الاسلامية فيصل عدد طلابها إلى 707 وطالباتها إلى 655، وبهذا يكون مجمل أعداد الطلبة المستفيدين من مواقف سيارات موقع كيفان هو 7311 طالبا وطالبة (وفقا لآخر احصائية بأعداد الطلبة للفصل الدراسي 2007/2008)، فضلا عن استخدام طلبة الكليات الأخرى ممن ألزمتهم الخطة الدراسية في التسجيل بمقررات إلزامية، كمقرري «تاريخ الحضارة العربية الاسلامية» و«جماليات الأدب» بالإضافة إلى مقرر «التواصل اللغوي» ومقرر «الاختيار الحر»، الذي يحدد الجدول الدراسي موقع كيفان مكانا لتدريس هذه المقررات.الموظفونيمثل الموظفون شريحة لا يُستهان بها من مستخدمي مواقف السيارات، ويستغل معظمهم الموقع مع بداية ساعات الصباح الأولى وحتى الظهيرة، ومنهم من يتجاوز فترة الاستخدام إلى ما بعد الظهيرة كالمعيدين، وتضم كلية الآداب 80 موظفا، بينما تضم كلية التربية 137 موظفا، و33 موظفا في كلية الشريعة والدراسات الاسلامية، بإجمالي 250 موظفا وموظفة لموقع كيفان ككل، يستغل معظمهم سياراتهم الشخصية ويستخدمون المواقف كحال البقية.أعضاء هيئة التدريسيحتضن موقع كيفان 325 عضو هيئة تدريس موزعين على كليات الموقع الثلاث، ويبلغ عدد أعضاء هيئة التدريس في كلية الآداب 145 عضوا، و107 أعضاء هيئة تدريس في كلية التربية، و73 عضوا آخرين في كلية الشريعة والدراسات الاسلامية، وبذلك يكون مجمل مستغلي مواقف موقع كيفان من طلبة وموظفين وأعضاء هيئة تدريس 7886 شخصا.المواقف والبواباتيستغل طلبة موقع كيفان المواقف الخارجية «المكشوفة»، التي تشترك فيها وزارتا المواصلات والأشغال، بالاضافة إلى البيوت السكنية على امتداد شارعي السويس والاسكندرية والمصلين في المسجد المقابل لكلية الآداب، فضلا عن استغلال مرتادي نادي الكويت الرياضي الذي يحتوي في منشآته على مطعم ومركز تصوير.ويضم موقع كيفان 11 بوابة رئيسية وفرعية، ويستغل الطلبة 9 منها للدخول بعد ركن السيارة خارج أسوار المبنى، باستثناء بوابة رقم (5) وهي الوحيدة التي يسمح لهم بدخولها واستخدامها كمواقف مخصصة للطلبة، ويصل الازدحام في بوابة (5) التي تحتوي على 250 موقفا فقط، إلى حد خيالي وغير معقول من طلبة كليتي الآداب والتربية.أما أعضاء هيئة التدريس والموظفون فتوفر لهم الادارة الجامعية مواقف داخلية مخصصه لهم، يدخلونها عن طريق البوابة (2)، مشتركين مع طلبة ذوي الاحتياجات الخاصة من كلية الآداب الراكنين في المواقف ذاتها، كما يستخدم موظفو وأعضاء هيئة التدريس في كلية التربية البوابة (7) للدخول والخروج من الكلية، أما أعضاء هيئة التدريس والموظفون في كلية الشريعة والدراسات الاسلامية، فيستغلون البوابة (8) لدخول سياراتهم وخروجها من وإلى المواقف.وتعتبر البوابات (6 و9 و10) بوابات فرعية خاصة بكليتي الشريعة والتربية، بالاضافة إلى البوابة (3) التي يمنع الدخول من خلالها في الثالثة عصرا، كما تعتبر البوابة (1) بوابة مخصصه لطالبات سكن كيفان، بينما خصصت البوابة رقم (11) أيضا لحافلات «باصات» نقل الطلبة بين المواقع الجامعية وإلى منازلهم، ولا يتوافر للطلبة سوى المواقف الخارجية التي تبلغ 1321 موقفا فقط.الادارة الجامعية تتجاهل بُعد المواقف الخارجية «غير المظللة» عن محاضرات الطلبة، ما يجبرهم على البحث عن مواقف قريبة للبوابات وبشتّى الطرق، ومنهم من يركن سيارته في «ممنوع الوقوف»، والبعض يركنها يوميا فوق «الرصيف»، وكأن الادارة الجامعية لا تعلم أن توفير باصات نقل للطلبة من وإلى المواقف حل أشبه بالجذري لجزء كبير من المشكلة، وكما هو معمول في كليات العلوم الاجتماعية والعلوم الادارية والهندسة.وقد انتشرت ظاهرة سلبية في مواقف كيفان من بعض الطلبة المنزعجين من حرارة الجو في الصيف، والهاربين من برودة الطقس ومطره في الشتاء، الذين لا يجدون حلا في الحصول على موقف قريب من بوابات الموقع، سوى الوقوف في استدارة الشارع المقابل للبوابة (2)، الأمر الذي يعرقل المرور ويمنع أعضاء هيئة التدريس وموظفي الموقع، بالاضافة إلى ذوي الاحتياجات الخاصة، من الوصول بالسرعة «الطبيعية» إلى البوابة والدخول إلى المواقف الخاصة لهم، ولا يملك رجال الأمن «الموجودون بشكل مزاجي» إلا مخالفة الطلبة، ما يثقل كاهلهم المادي في ظل غياب الرادع المباشر كالنصيحة الشفوية أو «الكوابح» ان لزم الأمر.ولم تكتف ِالادارة الجامعية بإهمالها لحاجة الطلبة إلى مواقف خاصة بهم، بل تطورت النظرة الدونية لأولويات الطلبة وأهمية تخصيص مواقف لسياراتهم، إلى توقيع عقد انشائي يغلق مواقف البوابة (5)، ليتم استغلالها بناء على العقد لمبنى جديد متعدد الأغراض والاستخدامات في كلية التربية، فهل يعقل أن تُغلق المواقف الداخلية الوحيدة للطلبة وتستغل كمبنى متعدد الأغراض والاستخدامات من دون اللجوء إلى حل فعلي لازدحام الموقع؟... مع قلة أعداد المواقف التي لا تتجاوز 1321 موقفا، وهي شحيحة مقارنة بأعداد الطلبة التي فاقت 7311 طالبا. حل أزمة مواقف موقع كيفان الجامعي واضحة أسبابها وسهلة الدراسة، ويمكن حلها بشكل جذري، ويتمثل احد حلولها في توفير باصات مكيّفة لنقل الطلبة الذين يركنون سياراتهم بعيدا عن بوابات الكلية، وبدلا من ابرام عقود تلغي المواقف الداخلية يمكن ابرام أخرى لتظليل المواقف الخارجية وممراتها، وعلى الادارة الجامعية التنسيق مع وزارة الداخلية لـ «تجنيد» رجلي أمن - لا أكثر - يقومان بمنع الطلبة من ركن سياراتهم في «الاستدارات»، وليس مخالفتهم، لأن المخالفة ليست مجدية لطالب اعتاد تكفل ذويه بمبالغ مخالفاته، بالاضافة إلى دراسة تحليلية تتعرف على أوقات الذروة التي تحتاج إلى تعامل خاص مع شح المواقف والازدحام المروري، ومحاولة التوفيق ما بين الجهات المقاربة لموقع كيفان في استخدام كل طرف لمواقف الآخر.
محليات - أكاديميا
مواقف كيفان : سوء تخطيط وإهمال مشترك بين الجامعة والأشغال والمواصلات الإدارة الجامعية تنوي استبدال المواقف الداخلية الوحيدة بمبنى متعدد الأغراض!
23-12-2007