اشتعل مبكراً الصراع بين أركان الكنيسة القبطية في مصر على خلافة البابا شنودة الثالث الذي تدهورت فجأة حاله الصحية، وتقرر سفره اليوم إلى الولايات المتحدة لتلقّي العلاج. ويعاني شنودة (86 عاماً) فشلا كلويا ومتاعب بالعمود الفقري؛ دفعت الأطباء إلى التوصية بسرعة نقله إلى مركز طبي في كليفلاند. وتتابع الدوائر الحكومية بقلق الأوضاع الصحية لشنودة؛ إذ انه رغم توتر العلاقات خلال الأشهر الأخيرة بين البابا وسلطات الدولة، بسبب استيائه من طريقة معالجة الأجهزة الأمنية ملف الأقباط، فإن غياب أي بديل قوي يحظى بثقة الحكومة وضعها في موقف حرج. وعلمت «الجريدة» أن الصراع بين عدد من كبار الأساقفة بدأ أمس حول أسماء الوفد المرافق للبابا في رحلته العلاجية، بالنظر إلى عدم وجود أي ترتيبات واضحة، يمكن اتخاذها في حال خلوّ كرسي بابا الإسكندرية الذي يجلس عليه شنودة منذ عام 1971، حيث طغت شخصيته الكاريزمية على كل أعضاء مجمع الأساقفة، بطريقة لم تسمح بوجود «رجل ثانٍ» يحظى بالإجماع داخل الكنيسة. وتتوقع مصادر قبطية أن يلمح البابا شنودة -بطريقة أو بأخرى- خلال رحلته للولايات المتحدة إلى اسم الشخص الذي يفضل هو أن يخلفه، وسط منافسة ضارية بين كل من الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس، والأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي، والأنبا موسى أسقف الشباب، والأنبا بيسنتي أسقف حلوان، والأنبا يؤانس سكرتير البابا شنودة. وينتمي كل هؤلاء الأساقفة إلى مدرسة البابا شنودة نفسها، التي تفضل قيادة الكنيسة القبطية بطريقة تحافظ على التوازن بين ضرورة الإبقاء على الصلات الودية بالدولة وإرضاء الاتجاهات الراديكالية بين الأقباط، خصوصا في المهجر الذين يطالبون بمواقف أكثر حسماً، والضغط لتحقيق مكاسب سياسية للأقباط. وعبَّر البابا شنودة أخيرا عن استيائه من طريقة تعامل أجهزة الأمن مع مطالب الأقباط، ووجّه رسالة بهذا المعنى إلى الرئيس حسني مبارك، بل ذهب في إحدى عظاته الأسبوعية إلى حد تشبيه الفترة الراهنة بـ«عصر الشهداء» الذي يطلق في التاريخ القبطي على زمن اضطهاد الإمبراطورية الرومانية لمسيحيي مصر. والمعروف أن شنودة دخل في أكثر من صراع مع الرئيس السابق أنور السادات، بسبب رفضه الاعتراف بإسرائيل وتحريمه سفر الأقباط إلى القدس، لكنه احتفظ بعلاقة ودِّية مع الرئيس مبارك، الذي أعاده إلى موقعه الديني الذي كان السادات قد عزله منه.
دوليات
تدهور صحة البابا شنودة يشعل الصراع على خلافته
01-07-2007