دار المهن الطبية وصفت وزيرة الصحة المستقيلة بالشجاعة التي تحملت مسؤولياتها السياسية. وحذرت من انعكاسات التصعيد النيابي المستمر في قضايا وزارة الصحة قبل اعطاء فرصة للوزير لمعالجتها مع التأكيد على الدور الرقابي لأعضاء مجلس الأمة.

Ad

أكدت جمعيات الأطباء البشريين والأسنان والصيدلة، في مؤتمر مشترك لها امس الاول في دار المهن الطبية، ان التغيير المتكرر لوزراء الصحة أدى الى عدم وجود سياسة واضحة، ما تسبب بتأثيرات عكسية في إقرار المشاريع والقضايا المصيرية المتعلقة بالرعايا الصحية وتعطّل عجلة التنمية في القطاع الصحي.

وأشادت الجمعيات الثلاث بالدور الواضح والملموس لوكيل وزارة الصحة د.عيسى الخليفة وبعض الوكلاء المساعدين لتلمس احتياجات وتلبية مطالب الأطباء البشريين والأسنان والصيادلة من اقرار الكوادر الطبية والفنية والمادية ومد جسور التعاون بين الإدارة العليا والاطباء، وأعربوا عن آمالهم بالارتقاء بمسيرة النهضة الصحية ورسم ملامح دقيقة للقادم الجديد الى وزارة الصحة.

من جهته، قال نائب رئيس الجمعية الطبية د.أحمد الفضلي ان حادث حريق الجهراء يمكن ان يتكرر في ظل وجود مستشفيات متهالكة وقديمة بنيت في الستينيات وتعاني من قصور في اجراءات الامن والسلامة ولاتزال تخدم حتى الآن ،مبينا ان البلد بحاجة الى 6 مستشفيات جديدة على الاقل من اجل استيعاب التزايد السكاني، فهناك حاليا 4500 سرير، بينما نحن بحاجة الى 10500 سرير.

وأضاف الفضلي: «نرغب بأن يكون هناك تعاون مستمر بين وزارة الصحة والجمعيات الطبية المهنية ونريد أن نعمل بعيدا عن الشخصانية لإعادة الثقة الى الجسم الطبي»، مؤكدا ان الخدمات الصحية ليست سيئة بدلالة تقدم مستوى الكويت من الترتيب الـ 40 الى الــ 33 عالميا في المجال الصحي. وتابع: «وصلنا الى عدم وجود ثقة بالطبيب الكويتي ونريد اعادة هذه الثقة».

ورفض الفضلي الكلام عن اقالة الوكيل د.عيسى الخليفة كمبدأ، قائلا: «لا نستطيع ان نبخس حق هذا الرجل، فمن يحقق آمال وطموحات الأطباء نحن معه، ولقد استخدم سياسة الباب المفتوح، لكن ليكن معلوما انه اذا شذ عن خطه الاصلاحي فسوف نقول له انت لا تصلح للمكان». وأكد ان «الجمعية الطبية غير قابلة للمساومة أو البيع وانها ستقف ضد المخطئ فمبادئها واهدافها ثابته».

وطالب الفضلي بأن يكون الوزير القادم من ابناء المهنة حتى يكون اقرب لتلمس القضايا الصحية، ويعطى فرصة سانحة لتحقيق نقلة صحية، منتقدا قيام بعض النواب بمحاسبة النوايا لوزراء الصحة والتوغل في الشخصانية.

وقال ان «العلاج بالخارج آفة لا بد منها»، مبينا ان هناك نظرتين لهذه القضية، اولهما ايجابية من ناحية ان الدولة تتحمل ابناءها في اي مكان ولا تتخلى عنهم، أما الثانية وهي سلبية حيث ان العلاج بالخارج استغل في السابق لغرض السياحة بسبب دخول اطراف غير اصيلة في لجان وزارة الصحة.

أمّا الأمين العام للجمعية الطبية الكوتية د.ناصر الكندري، فقال ان «حادث حريق الجهراء يجب ان يكون جرس انذار مبكر للمسؤولين من اجل العمل على تفادي وقوع مثل تلك الحوادث المأسوية ورفع مستوى الامن والسلامة في مستشفياتنا»، معزيا اهالي الضحايا الذين فقدوا بسبب الحادث.

واكد الكندري ضرورة ألا يبخس حق المسؤولين في وزارة الصحة بالحديث عن السلبيات في حريق الجهراء وانما يجب ذكر الايجابيات ومنها على سبيل المثال المجهود الكبير للعاملين في الوزارة لإعادة العمل في الاجنحة المحترقة خلال اقل من 48 ساعة وهذا انجاز كبير جدا، مطالبا بإشراك الجمعية الطبية في رسم الخطط والسياسات الخاصة في الوزارة،قائلا: «اذا كان على رأس الهرم في وزارة الصحة طبيب منها يتحلى بالكفاءة والمسؤولية ويحمل خططا وآلية محدده للتعامل مع المشاكل الحالية والمستقبلية فستكون جميع الامور الاخرى ايجابية وسنجنب وزارة الصحة مواجهة جديدة تؤدي الى تراجعها».

وأشار الكندري الى ان «الجمعية الطبية ليس لديها اي اجندة في الخفاء وانها لا تحسب على اي تيار أو حزب، فهي منتخبة من قبل الشريحة الأكبر في وزارة الصحة وهم الاطباء».

من جهته، أكد رئيس جمعية أطباء الاسنان د.إبراهيم اسماعيل أن وزيرة الصحة د. معصومة المبارك لم تمنح الفرصة الكافية لتنفيذ خططها الاصلاحية، مشيرا الى ان الوزارة تعاني من خلل اداري نتيجة سرعة تغيير الوزراء خلال السنوات الثلاث الماضية.

وشدد اسماعيل على ضرورة ان تكون جمعية اطباء الاسنان صاحبة رأي في القضايا التي تخص اعضاءها، مشيرا الى ان رواتب اطباء الاسنان في دول الخليج وصلت الى ضعف راتب طبيب الاسنان الكويتي.

بدوره، قال عضو جمعية اطباء الأسنان د.علي جمال ان «استقالة وزيرة الصحة رفعت الحرج عن الجمعيات المهنية الطبية لتقول كلمتها بحق د. المبارك حتى لا تحسب محاباة وتزلفا»، مشيرا إلى أن الوزيرة قدمت نوعا من التعامل الراقي والمهنية العالية التي تستحق عليها كل الشكر.

وأضاف ان استقالتها تعد اضافة جديدة تعكس تحملها لمسؤوليتها السياسية، مطالبا الرجال من بعض المسؤولين بأن يحذوا حذوها.

وقال: «نعلم ان هناك الكثير من الهموم والمشاكل الصحية وهي نتيجة تراكمات كبيرة، لكن يجب الا يكون مكتب وزير الصحة مكتبا لتخليص المعاملات أو مكتب سفريات، فقد طويت صفحة جديدة في وزارة الصحة ونتمنى ان يمسك بزمام الصحة وزير يضع الجمعيات الطبية في اطار القرار، فدار المهن الطبية وجمعياتها لها حق اصيل في تكوين مستقبل البلاد الصحي».