المياه حاجة اساسية لاستمرار الحياة. تعتمد عليها الوظائف الجسدية الحيوية في عملها وتواصلها لأن 92% من تلك الوظائف مصدرها الدماغ و70% مكونات القلب و86% الرئتان و83% الكليتان و75% عضلات الجسم و83% الدماء.

Ad

الماء مركّب كيميائي سائل وشفاف من الهيدروجين والأوكسيجين، أما رمزه الكيميائي فهو H2O. أساسي للحياة البشرية واستمرارها.

 فوائدها

 تساعد المياه في تنشيط وظائف الكليتين، تنظم درجة حرارة الجسم وتنقّي الدم من السموم كما تقوم بدور الوسيط في العمليات الكيميائية داخل الجسم. لها دورها ايضاً في الاتزان الكيميائي الداخلي مانحة الجسم الرطوبة اللازمة. تنشّط الجهاز الهضمي، ترطب المفاصل وتنقل الغذاء الى أنسجة الجسم المختلفة.

تنظف داخل الجسم. تذيب، تنقّي وتطرد السموم والمخلفات التي لا يحتاج اليها الجسم.

تناول المياه المعدنية وحمامات الأعشاب الباردة والدافئة يمنح الجسم طاقة. للثلج تأثير مخدر لالتهاب الأعصاب يقضي على الشعور بالألم.

تنشط الدورة الدموية من خلال تعرّض الجسم للمياه الباردة والساخنة بمختلف الوسائل.

المياه الباردة أو حمامات البخار تجدّد الحيوية. السوائل والحمامات الباردة السريعة تخفض الحرارة.

 المياه المعبأة

 إنه القطاع الأسرع نموّاً في السوق العالمية للمشروبات. رغم فوائد المياه المعبأة فإنها باهظة الثمن بالنسبة الى مياه الشرب المنزلية التي لا تقل جودة عنها في حالات كثيرة. كما لها انعكاسات بيئية خطيرة. ما الذي يدفع المستهلكين الى شرائها وما مقدار العبء الذي ترتبه على ذوي الدخل المحدود رغم كونها مجرد «مياه حنفية» معبأة في قوارير؟

ثمة من يفضل شرب المياه المعبأة لاسباب عديدة منها تحاشي طعم المواد الكيميائية المضافة الى مياه الحنفية، خاصة الكلور المستعمل للتنقية. يمتنع

39 % من الفرنسيين عن شرب مياه الحنفية بسبب طعمها، مقابل

7 % في الولايات المتحدة. ينشد المستهلكون أيضا السلامة سواء في البلدان النامية او تلك الصناعية.

تحصى ثلاثة أنواع رئيسية من المياه المعبأة: المعدنية الطبيعية ومياه الينابيع والمياه المكررة. تستوفي المياه المعدنية الطبيعية معايير صارمة: هي جوفية صحية ميكروبيولوجياً، محمية من أخطار التلوث، مصدرها ينبوع ذو مجرى طبيعي او مثقوب تحتوي على مستوى ثابت من المعادن، كما أنها خام لا تجوز معالجتها او إضافة أي عناصر صناعية اليها. أما مياه الينابيع المعبأة فهي ايضاً جوفية محمية من اخطار التلوث لا يجوز اخضاعها لأي معالجة ما عدا ما يرخص به، كالتهوئة. لا ضرورة لأن تكون ذات تركيب معدني ثابت. أما المياه المكررة أو المطهرة فمصدرها الأنهار أو البحيرات او الينابيع. تعالج بطرق مثل التقطير والتناضح العكسي وإزالة التأيّن. يمكن معالجتها كيميائيا لإزالة بعض العناصر.

تباع المياه المعبأة بأسعار أغلى مقارنة بمياه الحنفيات مع ان كلفة انتاج القارورة، أيّاً تكن سعتها، منخفضة نسبيا. معظم الثمن الذي يدفعه المستهلك يغطي تكاليف النقل والتسويق وأرباح الموزعين.

 المياه والرياضة

 ينصح علماء الصحّة والماء للإنسان بتناول كمية كافية يومياً من المياه العذبة الصحية لتجنب الكثير من المضاعفات الصحية. الكمية المطلوبة هي بين 8 و10 أقداح يومياً أي ما بين 2 و3 ليتر كحد ادنى من المياه. لجسم الانسان جهاز إنذار مبكر حساس إزاء فقدان المياه بنسبة معينة، يحذّره عن طريق الشعور بالعطش ويكفي فقدان 0.8 % من مياه الجسم حتى يعمل هذا الجهاز من خلال جفاف الشفتين والحلق والبلعوم ما يؤدي الى الإرهاق. والأسوأ هو حالات الإمساك وتراكم الحصى في الكليتين وتراجع كفاءة الدورة الدموية والقلب. يعاني المعمّرون اكثر من سواهم عوارض نقص المياه بسبب خفوت جهاز التحذير لديهم مع التقدم في السن، وذاك احد اسباب ضعف التركيز لديهم. ناهيك عن فقد الانسان ليتراً من الماء كل ساعة أثناء الرياضة المعتدلة وثلاثة او أربعة ليترات أثناء الرياضة الشاقّة. لا تُستهلك السوائل فحسب في الجسم أثناء الرياضة بل العديد من المعادن المهمة كالماغنيزيوم والصوديوم والبوتاسيوم والكلسيوم وهي ضرورية للانسان ويؤدي فقدانها الى ضعف في القوى وتشنجات عضلية واضطراب في النشاط العصبي. لذا فالمياه المعدنية هي الوقود للرياضيين لأنها تعادل فقدان المياه والمواد المعدنية في آن.

 تلوث المياه العذبة

المياه العذبة هي التي يستعملها الانسان بشكل مباشر للشرب، للاغتسال، للاستعمال اليومي في الطعام... أما مياه المجاري المائية فمن أكثر المصادر المتسبّبة بالتلوّث لانها من مخلفات المصانع السائلة الناتجة من الصناعات التحويلية: توليد الكهرباء، الحديد والصلب، الدهانات، المواد الغذائية، تكريرالبترول... يؤدي تلوث المياه العذبة الى انعكاسات سلبية وفورية على صحة الإنسان متسبباً بأمراض معوية منها: الكوليرا، التيفود، الدوسنتاريا على أنواعها، الالتهاب الكبدي الوبائي، الملاريا، أمراض الكبد، حالات التسمم... لا يقتصر الضرر على الإنسان فحسب بل يمتد الى مياه البحيرات والأنهار حيث تساهم الأسمدة ومخلفات الزراعة في مياه الصرف في نمو الطحالب والنباتات المختلفة وهذا يضر بالثروة السمكية. تحجب النباتات ضوء الشمس والأوكسيجين عن المياه فتتكاثر الحشرات كالبعوض والقواقع التي تجلب مرض البلهارسيا وأمراض اخرى.

أظهرت دراسات حديثة أن المياه تؤدي دوراً مهماً في تخفيف الوزن وحماية الإنسان من الأمراض وخاصة الخبيثة منها. تساهم كذلك في الوقاية من أورام سرطانية معينة مثل سرطانات الثدي والقولون والبروستات والكلى. لذا ينصح بتناول ليتر ونصف ليتر من المياه يومياً وتجنب الإكثار من المشروبات الغازية لاحتوائها على الأملاح التي تشجع الجسم على تخزين السوائل.