أكد مصدر مسؤول أن وزير الإعلام عبدالله المحيلبي وضع بعض الوكلاء المساعدين في الوزارة أمام خيارين، إمّا تحمّل مسؤولياتهم من خلال القيام بواجباتهم كما يجب، وإمّا تقديم استقالاتهم وترك مناصبهم لمن هو قادر على العمل، مشيراً إلى أن الوزير يعتزم فتح ملفات الوزارة ومحاربة الفساد المستشري في بعض قطاعاتها المهمة والحساسة. كشف مصدر مسؤول أن وزير الإعلام عبدالله المحيلبي كلف مكتبه قبيل سفره حصر أسماء الذين يعملون في وزارة الإعلام وفي الوقت نفسه يعملون في محطات فضائية أخرى، مؤكدا أن قائمة الأسماء التي قام مكتب الوزير بجمعها تضم العشرات ومن ضمنها مسؤولون في قطاعي التلفزيون والهندسة.أمام خيارينوأوضح المصدر لـ «الجريدة» أن الوزير المحيلبي أبدى، خلال اجتماعه مع بعض الوكلاء المساعدين في الوزارة، امتعاضا شديدا من الفساد المستشري في قطاعاتهم ومن سوء إدارتهم وعدم قدرتهم على التعامل مع الأوضاع بالشكل المناسب، مؤكدا أن الوزير وضع بعض الوكلاء المساعدين أمام خيارين، إمّا القيام بواجبهم وتحمّل مسؤولياتهم وأن يكونوا عونا له على محاربة الفساد، وإمّا الاستقالة من مناصبهم وتركها لمن يستطيع مساندته في حربة ضد «مافيا» الفساد في وزارة الإعلام. وذكر المصدر أن الوزير المحيلبي يعتزم اتخاذ إجراء حاسم بشأن الفئة التي غلّبت مصالحها الشخصية على المصلحة العامة، مؤكدا أن إصرار المحيلبي على القضاء بشكل جذري على «مافيا» الإعلام التي استغلت مناصبها، مع ضعف الرقابة في الوزارة، لعقد صفقات غير مشروعة مع العديد من المحطات الفضائية المحلية والعربية.وأشار المصدر الى أن التعميم الذي اصدرته وزارة الإعلام الاسبوع الماضي، بشأن منع العاملين في وزارة الإعلام من العمل في المحطات الفضائية واستئجار معدات الوزارة، غير جاد، لأن أسماء المسؤولين والفنيين الذين يعملون في تلفزيون الكويت وفي الوقت نفسه يعملون في محطات أخرى معروفون لدى متخذ القرار في وزارة الإعلام منذ سنوات، كما أن أسماءهم تظهر على البرامج في الفضائيات، ومع ذلك لم يتخذ أي قرار بحقهم، بل العكس قدمت لهم بعض تسهيلات الإدارية والفنية!وأكد المصدر أن بعض الشباب الكويتيين من مخرجين ومعدين وفنيين فضلوا التوجه إلى المحطات الخاصة للعمل فيها بعد أن ضاقوا ذرعا بسيطرة القياديين في التلفزيون والهندسة على معظم البرامج، لدرجة أن أحد القياديين في التلفزيون يقوم بإخراج أكثر من خمسة برامج في كل دورة، لافتا الى أنهم تقدموا بشكاوى عدة للوكيل المساعد لقطاع التلفزيون خالد النصرالله لكنه لم يتخذ قرارا بشأن هذه الشكاوى.سرقة التلفزيونوكشفت المصادر أن بعض المسؤولين في الإعلام لم يكتفوا بالعمل في المحطات الفضائية واستخدام كاميرات وأجهزة الوزارة في أعمالهم الخاصة فقط، بل عمدوا إلى «سرقة» مكتبة التلفزيون ومكتبة الإذاعة ومكتبة الأخبار جهارا نهارا، مؤكدا أن هذه السرقة لا تحتاج إلى دليل وإنما يكفي الجلوس أمام التلفزيون والتنقل بين المحطات الفضائية المحلية والعربية والغنائية لتكتشف أكبر وأوضح عملية سرقة تمت في مؤسسة حكومية على الإطلاق، ومع ذلك لم يكلف المسؤولون في وزارة الإعلام أنفسهم عمل أي تحقيق لمعرفة كيف ذهبت المواد الخاصة بتلفزيون الكويت إلى هذه المحطات!كما كشف المصدر أن محطات فضائية قامت بشراء هذه المواد بعد أن تم نسخها في أجهزة وأشرطة الوزارة بآلاف الدنانير التي لم تذهب طبعا إلى خزينة الدولة، مؤكدا أن بعض المسؤولين في الإعلام يقومون بتهريب 3500 شريط أسبوعيا من وزارة الإعلام لنسخها في إحدى أكبر شركات الإنتاج والتسجيل في الكويت ثم يعيدها إلى الوزارة ويأخذ غيرها وهكذا، ويكون المقابل مبلغا نقديا أو منصبا رفيعا في المحطة الفضائية المستفيدة!وقال المصدر إن من الأمور الغريبة والمريبة في تلفزيون الكويت تكليف متقاعد للإشراف على قناة إثراء، بينما يملك تلفزيون الكويت كفاءات مؤهلة لشغل هذا المنصب، مؤكدا أن قطاع التلفزيون من القطاعات المهمة التي تحتاج فعلا إلى وقفة جادة من الوزير المحيلبي لمحاربة الفساد والشللية التي يعانيها منذ سنوات طوال!
محليات
المحيلبي للوكلاء المساعدين: تحملوا مسؤولياتكم أو استقيلوا ليحل مكانكم من يساندني في محاربة مافيا الإعلام سرقة مكتبة تلفزيون الكويت تمت نهاراً جهاراً ولم يُحاسَب أحد!
25-08-2007