كشفت مصادر قطرية وعربية رفيعة المستوى لـ«الجريدة» أن القمة السعودية - القطرية، التي انعقدت في جدة أمس الأول، كانت مفاجئة ولافتة مع انها جاءت لتكمل مساعي المصالحة بين العاصمتين الخليجيتين، والتي كان بدأها رئيس وزراء قطر وزير خارجيتها الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في أواخر شهر يونيو الماضي حين زار السعودية بعد توليه رئاسة الحكومة.

Ad

وذكرت المصادر لـ«الجريدة» أن الرياض كانت أفهمت رئيس وزراء قطر بأنها «لا تنافس قطر على السبق الإعلامي الذي تحرزه فضائيتها «الجزيرة»، لكنها ترفض بالمطلق ان تستغل تلك القناة الفضائية للإساءة إلى الآخرين وتصفية الحسابات السياسية، بعيدا عن الأصول المهنية في العمل الإعلامي».

وأكدت الرياض انها لن تتقدم خطوة واحدة تجاه قطر ما لم يتم بحث موضوع «الجزيرة» على أعلى المستويات، ويجر تعهد سياسي من قبل أمير دولة قطر بـ«لجم تجاوزات القناة» خلال قمة مودة وأخوة، وأنه بخلاف، ذلك فإن السعودية باقية على موقفها من قطر.

وبحسب معلومات «الجريدة» المستقاة من المصادر القطرية والعربية، فإن رئيس وزراء قطر كان طلب خلال زيارته السابقة الى الرياض، إنهاء جميع أشكال الخلاف مع السعودية، عبر تلبية مطالب الرياض كاملة بشأن ملاحظاتها على السياسة القطرية، في حين كان ولي العهد السعودي يرد بكلام هادئ على كلام حمد بن جاسم، مؤكدا أن «الرياض لا تستهدف أن تكون وصية على السياسة القطرية بقدر ما تريد من الدوحة أن تكف عن الإساءة السياسية والإعلامية إلى السعودية وإلى الدول العربية الأخرى»، وهو ما وافق عليه رئيس الوزراء القطري إلا أنه طلب من السعوديين إعطاءه فرصة لترتيب سياسات قطر بعد توليه المنصب الجديد والتشاور مع القيادة السياسية في الدوحة.

 وتقول المصادر لـ«الجريدة» إن الرياض راقبت مضمون ما تبثه «الجزيرة» منذ يونيو الماضي، حيث «لمست تراجعاً عن تعمد الإساءة والتركيز على سلبية ما يتعلق بالسعودية». إلا أنه بدا مفاجئاً لها أن يطلب ديوان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني من المسؤولين السعوديين ترتيب زيارة له للقاء خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز، وهو ما تيقن معه للرياض من أن لدى قطر جواباً متأخراً على الشروط السعودية التي بسطها ثانية العاهل السعودي لأمير قطر خلال مأدبة إفطار أمس الأول في جدة.

وكان لافتاً، بحسب مصادر «الجريدة»، أن «يستأذن الشيخ حمد الملك عبدالله في سماع وجهة نظر الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني رئيس مجلس إدارة قناة الجزيرة الذي كان في عداد الوفد القطري». وأكد الأخير انه أسيء فهمه بشأن ما قاله في إحدى الندوات الإعلامية بشأن الرياض وأنه يأتي خصيصا ليقدم الاعتذار العلني للمملكة العربية السعودية قبل أن يفاجئ الحضور بأن التركيبة القيادية لمحطة الجزيرة عدلت قبل شهور وسيتم تعديلها مرة أخرى قبل نهاية العام الحالي في إطار نهج مراجعة سياسات فضائية الجزيرة.

إلى ذلك، علمت «الجريدة» بأن خادم الحرمين الشريفين طلب من أمير قطر ألا تخرج وساطات قطر عن أهداف الإجماع الخليجي ضمن منظومة مجلس التعاون الخليجي، وكذلك عن الإجماع العربي ضمن مظلة جامعة الدول العربية خصوصا في ملفات فلسطين والعراق ولبنان. وهو ما تعهد أمير قطر رسميا بشأنه.

وفي ضوء ذلك، قررت السعودية ان تعيد تمثيلها الدبلوماسي كاملا في الدوحة والسماح لـ«الجزيرة» بإعادة فتح مكتبها في الرياض وتغطية الحدث السعودي قبل نهاية العام الحالي، على أن يتم اتخاذ تلك الخطوات من دون جلبة إعلامية.