وضع حريق مستشفى الجهراء الحكومة في موضع صعب، لاسيما بعد الهجوم النيابي الكبير على وزيرة الصحة ومطالبتها بالاستقالة، الأمر الذي أوصل الوزيرة إلى وضع استقالتها أمس تحت تصرف سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، ويأتي تسابق الأحداث في وقت سيقدم فيه النواب الإسلاميون اليوم استجواب الوزيرة المبارك إلى رئيس مجلس الأمة بالنيابة محمد البصيري.

Ad

ستكون الحكومة اليوم امام اجتماع حاسم واختبار صعب من خلال جلسة مجلس الوزراء التي ستكون ماراثونية وصعبة وحساسة بسبب القضايا الكثيرة التي فرضت نفسها على الساحة المحلية.

اذ انه وبعد قضية المساس بالذات الاميرية واعتقال الزميلين بشار الصايغ وجاسم القامس، التي كانت اولى القضايا التي ستناقش اليوم، فرض حريق مستشفى الجهراء المروع، الذي اندلع امس الاول وتسبب في مصرع واصابة عدد من الابرياء، نفسه بعجالة على طاولة مجلس الوزراء بسبب التداعيات الكبيرة التي حققها في خضم الهجوم النيابي على وزيرة الصحة د. معصومة المبارك.

واوضحت مصادر مطلعة لـ«الجريدة» ان القضية بالنسبة للوزيرة المبارك وصلت الى طريق مسدود، خصوصا مع الاستجواب الذي سيقدم اليوم اليها من قبل النواب الاسلاميين، لافتة الى ان حريق المستشفى ربما يكون الفرصة الذهبية التي ينتظرها النواب الاسلاميون لتقديم استجوابهم.

وبالعودة الى جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد اليوم أشارت مصادر وزارية الى ان وزيرة الصحة د.معصومة المبارك، التي قطعت اجازتها، ستكون حاضرة اجتماع الحكومة اليوم لمناقشة اسباب الحادث، وقصور عملية الاخلاء والانقاذ، مضيفة ان القضية ليست فقط مستشفى الجهراء، بل اصبح الامر يتعلق بخطة الحكومة في مواجهة الطوارئ التي اثبتت فشلها الذريع منذ اول اختبار عن طريق حريق الجهراء.

ولفتت المصادر الى ان الوزيرة المبارك التقت سمو رئيس مجلس الوزراء امس الجمعة، ووضعت استقالتها  تحت تصرفه، لكن الاخير فضل التريث لحين استطلاع الامور من خلال جلسة مجلس الوزراء التي ستكون الدكتورة المبارك حاضرة خلالها بسبب حساسية الاوضاع.

واضافت ان رئيس مجلس الوزراء سيشكل لجنة وزارية في الحادث الاليم، كما انه سيطلب من الوزراء المعنيين خطط الطوارئ في كل وزارة من اجل تقييم خطة الطوارئ العامة للدولة، واعادة النظر فيها بهدف تفعيلها.

واكدت المصادر ان رئيس الحكومة الشيخ ناصر المحمد مستاء تماما من الاوضاع التي آلت اليها قضية حريق الجهراء والتي كشفت عن الوجه الحقيقي للاستعدادات الحكومية لمواجهة الكوارث والازمات، اذ تبين عدم وجود ملامح واضحة لهذه الخطة، وانها فقط موجودة على الاوراق وليس الواقع، وهذا ما حدث فعلا في خطة طوارئ الجهراء، لافتة الى ان الشيخ ناصر المحمد قال هذا الحديث للوزيرة المبارك بعد الحادثة.

واشارت المصادر الى ان مجلس الوزراء سيناقش اليوم قضية استجواب الوزيرة معصومة المبارك وامكان استقالتها من عدمه، مبينة ان الوضع يتجه في حالة استقالة معصومة المبارك الى إحداث تغييرات جديدة في التشكيل الحكومي ربما ستكون جذرية، خاصة بعد فراغ حقيبتين وزاريتين على خلفية استجواب واستقالة وزير النفط السابق الشيخ علي الجراح، ووزير المواصلات والدولة لشؤون مجلس الامة شريدة المعوشرجي لتتأزم الامور عند وزيرة الصحة د.معصومة المبارك التي من المحتمل ان يبت في موضوع استقالتها اليوم خلال جلسة مجلس الوزراء.

وعلى صعيد مستشفى الجهراء اوضحت المصادر ان التحقيقات الاولية بينت ان اخطاء تصميمية وهندسية في مبنى المستشفى تسببت في عرقلة عمل وسائل الامن والسلامة والاطفاء في المستشفى، خاصة في ما يتعلق بمطافئ الحريق المعلقة بالاسقف، التي لم تعمل اثناء الحريق، فضلا عن عدم عمل اجهزة الانذار الموضوعة التي احترقت بالكامل في المبنى.

وقالت المصادر ان الشيخ ناصر المحمد طلب من وزيرة الصحة اعادة تقييم وتجربة جميع ادوات ووسائل السلامة في كل المستشفيات الحكومية والتأكد من عملها وصلاحيتها، حتى لايتكرر ما حدث امس الاول في مستشفى اخر.

وعلى صعيد النشر الالكتروني وما حدث في قضية المساس بالذات الاميرية، قالت المصادر الحكومية ان الحكومة ستبحث اليوم وضع ضوابط جديدة على النشر الالكتروني، من اجل الحد من ذلك الامر، مشيرة الى ان الحكومة تتجه الى تشكيل لجنة من قبل وزارة المواصلات والاعلام والجهات المعنية لتشكيل لجنة لدراسة وضع الضوابط.