ثمة أسئلة تشغل بال كل حبيبين وبخاصة في فترة الخطوبة، يسعى كل طرف من ورائها إلى معرفة مدى حب الآخر له، إلا أن عدم معرفة أسباب الحب قد يسبب مشكلة بين الطرفين ويشكك أحدهما في صدق مشاعر الآخر نحوه.

Ad

هل تحرص على أن تبوح بأسباب عشقك لحبيبك؟ أم تكتفي بكلمة «أحبك»؟

تعيش ابتسام مصطفى (25 عاماً) قصة حب مع خطيبها، الذي يردد دائماً على مسامعها، كلمات الحب والغزل.

تقول: «سألت خطيبي أكثر من مرة عن سبب حبه لي، فكانت إجاباته تقليدية. كنت أود لو أنه يتحدث عن اهتمامي الكبير به ومشاركتي له التفكير في مستقبلنا. عموماً أنا لا أجد مشكلة في هذا».

تختلف معها في الرأي نسرين عبدالحليم (30 عاماً) وتقول: «الحب ليس بالقول، بل بالفعل، ويكفي أن يهتم بي زوجي، فهناك أزواج يسمعون زوجاتهم أعذب الكلمات، لكن أفعالهم تتنافى مع أقوالهم، لذا فأنا سعيدة مع زوجي الذي أشعر معه بالأمان طوال الوقت والذي لا يبخل علي بكلمات رقيقة بين حين وآخر».

تحسين العلاقة الزوجية

أما أحمد لطفي (22 عاماً) فيوضح: «طبعا تهمني معرفة رأي خطيبتي في شخصيتي وسبب حبها لي، وأظن أن ذلك سيسعدني كثيراً وسيزيد من ثقتي بنفسي ومن تعلقي بها إلى أقصى درجة».

في السياق نفسه يقول شريف عرور (40 عاماً): «تزوجت منذ 15 عاماً، وطوال هذه الفترة كانت زوجتي تواجهني بهذا السؤال، وعندما اكتشفت مدى أهمية ذلك بالنسبة اليها، أخذت أعدّد أسباب حبي لها، وبخاصة أنها تستحق ذلك. وهذه الطريقة مفيدة جداً لكسب ثقة الزوجة أو الحبيبة وتحسين العلاقة بين الطرفين وابعاد المشاكل والخلافات».

ثقة بالنفس

وعن رأي علم النفس في هذه المسألة يقول الاختصاصي النفسي محمد الريان: «عجز الخبراء والحكماء والفلاسفة على مر التاريخ عن وضع تعريف محدد للحب وتفسير المشاعر التي تصاحب حالة العشق، ليبقى الحب حالة إنسانية فريدة من نوعها، من وقع في شراكها أسرته واستحوذت عليه وملأته سعادة وبهجة كلما اقترب من نصفه الآخر.

ويضيف الريان: «الكلمة الطيبة لا تضر بل تنفع، فلو ذكر كل منهما للآخر سبب حبه له، سينعكس ذلك عليهما وعلى حياتهما إيجاباً وسيعزز ذلك ثقة كل فرد بنفسه من ناحية وبالآخر من ناحية أخرى».

تأثير الكلام

أما الخبيرة في فن التعامل بين الأزواج د. ماجدة عامر فتؤكد أهمية قول كل طرف الأسباب التي جعلته يحب الطرف الاخر، على أن يعبّر عن ذلك بين الحين والآخر وليس بصفة زائدة عن الحد كي لا تصاب العلاقة بين المحبين بالفتور والملل من كثرة ثناء كل منهما على الآخر، وإنما يجدر بالرجل معرفة حاجة زوجته لأن تسمع منه كلمات الإطراء والحب والثناء، فهذا من شأنه أن يزيد من ثقتها بنفسها ويشبع لديها الحاجة إلى «تقدير الذات»، الأمر نفسه ينطبق على المرأة.

وتضيف د.عامر: «علماء النفس وخبراء العلاقات الزوجية أثبتوا من خلال دراسات حديثة أن الكلمة لها تأثير كبير على السلوك، وبخاصة الكلمة الأخيرة التي تترك انطباعاً لا يزول بسهولة، فمثلاً أقول لكل زوجة عندما تحادثين زوجك هاتفياً اختمي مكالمتك بالدعاء له بالتوفيق أو قولي له «أحبك جداً» فهذه الكلمة الأخيرة هي التي ستنطبع في ذهنه عنكِ، كذلك أنصح الرجل أيضاً بأن يتبع الأسلوب نفسه مع زوجته، لينعم الجميع بحياة سعيدة عنوانها الحب أولاً وأخيراً».