وزارة الصحة تؤكد خطورة حقن المضاد الحيوي عن طريق الوريد، لما لها من آثار سلبية خطرة على صحة المريض، إذا كان يعاني حساسية من هذا النوع من الادوية. وان المضاد الحيوي لا يستطيع التمييز بين أشكال البكتيريا الضارة والنافعة الموجودة في جسم الإنسان.

كثيرا ما يردد الاطباء كلمة مضاد حيوي عند زيارة مريض مصاب بالزكام او بنزلة برد لدرجة جعلت بعض المرضى يطالبون الطبيب المعالج بوصفة لمضاد مركز، اعتقادا منهم ان لهذا المضاد قدرة سريعة على الفتك بالفيروسات من دون تفكير بما سيتركه هذا الدواء من آثار مستقبلية.

Ad

ويقوم بعض الأطباء بوصف المضادات الحيوية لعلاج حالات قد لا يستدعي الامر صرف مضاد، الا ان الاسوأ من ذلك لجوء المريض الى الصيدلية مباشرة لشراء الدواء الذي يعتقد انه الاسرع لشفائه من دون وصفة معتمدة من طبيب مختص.

وفي هذا، السياق أكد رئيس مجالس اقسام امراض الباطنية بوزارة الصحة د.غسان بيدس ضرورة اجراء اختبار قبل حقن ابرة المضاد الحيوي عن طريق الوريد؛ لما لها من آثار سلبية خطرة على صحة المريض اذا كان يعاني حساسية من هذا النوع من الادوية.

واوضح بيدس في تصريح لـ(كونا) ان المضاد الحيوي مركب كيميائي يتناوله الانسان للقضاء على الميكروبات المضرة الا انه لا يستطيع التمييز بين أشكال البكتيريا الضارة والنافعة الموجودة اصلا في جسمه، مشيرا الى أن دراسات صادرة عن منظمة الصحة العالمية بينت ان هناك عددا من الاشخاص لاقوا حتفهم نتيجة قيامهم بتناول مضادات خاطئة، من دون الرجوع الى طبيب معالج، اضافة الى ان بعض المضادات تؤدي الى الاضرار بحاسة السمع عند الافراط في تناولها من دون وصفة طبية.

وقال ان الادوية والمضادات الجديدة التي وفرتها وزارة الصحة مضاعفاتها قليلة جدا، مقارنة مع المضادات التي كانت تستخدم في السابق، مؤكدا ان هذا النوع من الادوية لا يعطى الا عند الحاجة الماسة للمريض وتحت اشراف طبي متخصص.

ويعتبر البنسلين المستخلص من «العفن» أول مضاد حيوي تم اكتشافه بواسطة العالم الكسندر فلمينغ عام 1929، بل اشهرها ومنذ ذلك الوقت اصبح البنسلين منقذا لحياة الانسان من بعض الامراض وظل يدافع عنه في معركته ضد الميكروبات والجراثيم المتسللة الى جسمه.

يذكر ان بعض المضادات الحيوية تسبب ارهاقا وحكة وآلاما في الجهاز العصبي ونوبات من الصرع وأمراضا نفسية وشللا في الوجه، وهناك مضادات تسبب ضعف الدم والحرارة والتهاب الغدد اللمفاوية وبعضها يسبب اعاقة في نمو الأطفال.

ويواجه الأطباء نتيجة لذلك تحديا يتمثل في ظهور أنواع جديدة متطورة من البكتيريا المقاومة لهذه المضادات الحيوية ما نتج عنه ابتكار انواع جديدة من المضادات الحيوية لمقاومة البكتيريا لهذه الادوية.

يذكر ان أول اختبار للمضادات الحيوية على الانسان كان عام 1941 حيث ساهم في انقاذ حياة آلاف الجنود الجرحى في المعارك الدائرة خلال الحرب العالمية الثانية.

(كونا)