أعرب رئيس مجلس الأمة وعدد من النواب عن استيائهم من عدم اكتمال النصاب لعقد الجلسة الخاصة التي كانت مقررة لمناقشة قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة. وأشاروا الى أن غياب النواب عن الجلسة يعكس عدم اهتمام بعض النواب والوزراء بهذه الفئة التي هي في أمسّ الحاجة الى الرعاية والدعم، لا سيما أن ثمة قوانين تهم المعاقين وأولياء أمورهم كان من المنتظر إقرارها في الجلسة، محملين في الوقت ذاته الحكومة بوزرائها مسؤولية عدم انعقاد الجلسة.

من جهته، أبدى رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي أسفه لعدم اكتمال النصاب الذي حال دون انعقاد الجلسة الخاصة أمس المقررة لمناقشة قضايا وهموم المعاقين، مؤكدا ان هذه القضية ستكون في أولى أولويات المجلس في الجلسة المقبلة.

Ad

وقال الخرافي، في تصريح للصحافيين عقب رفع الجلسة: «لقد كنا نأمل أن تنعقد هذه الجلسة لإنهاء القوانين الخاصة بالمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة»، مشيرا الى أن المعاقين هم أناس أعزاء علينا ولهم مكانتهم في المجتمع.

وأكد أن قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة ستعطى أولوية في الجلسة المقبلة، وستخصص للانتهاء من كل القوانين المتعلقة بهذه الفئة. وأضاف أن الجلسة المقبلة ستعقد بعد اسبوعين، ومن المقرر أن يكون أول بنودها لمناقشة قوانين ذوي الاحتاجيات الخاصة، مشيرا الى ان عدم انعقاد هذه الجلسة لا يعني بأي حال من الأحوال أن ليس هناك اهتمام في ما يتعلق بأبنائنا وبناتنا من ذوي الاحتياجات الخاصة وأعدهم بأننا في الاجتماع المقبل سنستطيع الانتهاء من القوانين المتعلقة بهذه الشريحة العزيزة علينا.

محاسبة النواب والوزراء

وأعرب النائب علي الراشد عن أسفه لفقدان النصاب وعدم انعقاد جلسة برلمانية مهمة تناقش فيها قضية انسانية هي قضية المعاقين، مضيفا أنه كان يجب على الجميع سواء من المجلس أو الحكومة حضور مثل هذه الجلسات وإكمال النصاب لما لها من أهمية انسانية من الدرجة الأولى.

وقال الراشد أنه يجب محاسبة كل نائب ووزير لم يملك عذر عدم الحضور، ونقدر من لديه عذر، ومن لم يحضر دون عذر فعليه مسؤولية كبيرة، متمنيا عدم تكرار الأمر مرة أخرى.

شريحة مهمة

وأبدى النائب حسين الحريتي أسفه لعدم انعقاد الجلسة الخاصة لمناقشة هموم ومشاكل ذوي الاحتياجات الخاصة بسبب عدم اكتمال النصاب.

وقال الحريتي إن النصاب لم يكتمل على الرغم من أن النواب الذين أبدوا حماسهم لعقد هذه الجلسة لم يحضروا، مشيرا الى أننا نشعر بخيبة أمل خصوصا اننا كنا سنناقش قضية مهمة تتعلق بشريحة لها اهميتها ونحن مطالبون بتحقيق كل ما يخدمهم.

جلسة عادية

وقال النائب سعدون حماد إن النواب كانوا يأملون خلال عقد جلسة خاصة لمناقشة أوضاع فئة المعاقين لكن للأسف عدم اكتمال النصاب حال دون عقد هذه الجلسة المهمة.

وبين حماد أن فقدان النصاب لا تتحمله الحكومة لوحدها بل يشاركها بعض النواب الذين لم يحضروا، مطالبا الجميع بالحرص على الاهتمام بهذه الفئة، مشيرا الى أن لجنة المعاقين البرلمانية اعدت التقاربر وكذلك المهتمين وأولياء امور المعاقين استعدوا لهذه الجلسة.

استراحة الوزراء

وحمل النائب د. علي العمير الحكومة وبعض أعضاء مجلس الأمة فقدان الجلسة الخاصة للنصاب، مشيرا الى أن بعض أعضاء الحكومة عند وقت حساب النصاب كانوا جالسين في استراحة الوزراء وكذلك بعض ممن وقعوا على طلب عقد الجلسة لم يحضروا.

واعرب العمير عن أسفه لما حصل في جلسة الأمس وعدم تمكن المجلس من عقدها، على الرغم من تحمس النواب والحكومة لعقدها في الفترة الماضية.

تقاعس النواب

وأكد النائب عادل الصرعاوي أن عدم اكتمال النصاب للجلسة المخصصة لمناقشة قضية ذوي الاحتياجات الخاصة هو تكريس لتقاعس أعضاء السلطة التشريعية قبل الحكومة في التعامل مع هذه القضية، مشيرا الى ان النصاب حال دون تقديمه وعدد من النواب مجموعة من التصورات والخطط التي من شأنها ان تذلل العقبات التي تواجه هذه الشريحة في المجتمع.

وقال الصرعاوي عقب رفع جلسة إن ما حصل هو مأساة في تعامل المجلس مع قضاياه، وخصوصا القضية الرئيسة المدرجة على جدول الأعمال والمتعلقة بذوي الاحتياجات الخاصة.

واشار الصرعاوي الى أن هناك عددا من الآمال المعقودة من قبل ذوي الاحتياجات الخاصة وأسرهم على هذه الجلسة إلا أن المجلس لم يتعاط بشكل سليم مع هذه القضية.

ثقل شعبي وإنساني

وأكد النائب عبدالله عكاش أنه من المحزن فعلا عدم اكتمال النصاب لجلسة بهذا الثقل الشعبي والانساني والاسلامي، وهي جلسة تضم في اجندتها قضيتين في غاية الأهمية الأولى خاصة بالمعاقين وما تعانيه هذه الشريحة من قضايا وهموم واحتياجات، والقضية الثانية هي قضية العرب والمسلمين الأولى في فلسطين.

وشدد عكاش على أنه من المعيب ان يستمر الصمت الاسلامي والعربي أمام مشاهد الانتهاكات الاسرائيلية المتكررة في غزة، مشيرا الى أن عدم اكتمال النصاب لهذه الجلسة «عيب» آخر يضاف الى قائمة القصور العربي أمام أهم القضايا.

وخلص عكاش الى أن عدم اكتمال النصاب مسألة مخجلة حينما يتعلق الأمر بذوي الاحتياجات الخاصة وما يزيد الجرح ايلاما أنها جلسة كان من المفترض أن تعكس تعاطفنا ودعمنا المعنوي والمادي لإخواننا في غزة.

جلسة حوارية

من جانبه، أعرب رئيس لجنة شؤون المعاقين البرلمانية النائب مسلم البراك عن أسفه لعدم انعقاد الجلسة الخاصة بالمعاقين، مشدداً إلى أهمية مناقشة قضايا ذوي الاحتياجات الخاصة والاستماع إليهم وإلى معاناتهم، داعياً النواب الذين لم يحضروا الجلسة إلى الاعتذار من المعاقين لعدم حضورهم.

وأضاف البراك: «كنت أتوقع ألا يقل الحضور عن خمسين نائباً ووزيراً على الأقل لنعبر عن اهتمامنا وحرصنا على هذه الفئة المهمة والعزيزة على قلوبنا والتي تستحق أن تنال رعاية كاملة»، لافتاً إلى أنه لا يدرك معاناة المعاق سوى من عايش وكابد آلام الإعاقة وأولياء أمورهم.

أسف واعتذار

بدوره، عبر النائب حسن جوهر عن أسفه واعتذاره الشديدين لعدم اكتمال النصاب للجلسة والتي كانت من المفترض أن تكون فرصة للاستجابة للنداء الإنساني وواجب المواطنة وحقوق إخواننا المعاقين بتخصيص جلسة على الأقل لمناقشة قضاياهم والخروج بجملة من الإنجازات العملية والميدانية لرفع المعاناة عن هذه الشريحة المهمة من المجتمع.

الجلسة الحلم

وأعرب النائب جمال العمر عن أسفه الشديد لإضاعة النواب لجلسة مناقشة قضايا المعاقين، مبيناً أن في ذلك سابقة خطيرة تؤكد غياب الالتزام بقضايا المجتمع الإنسانية، التي أصبحت في ذيل قائمة اهتمامات النواب الذين جاؤوا من رحم الشعب ويفترض بهم تلمس قضاياه وهمومه، مبديا اعتذاره للمعاقين الذين ينتظرون هذه الجلسة منذ وقت طويل.

مسؤولية مشتركة

وأكد النائب جابر المحيلبي أن عدم اكتمال النصاب مسؤولية مشتركة بين الحكومة والمجلس. وقال ان من المعيب ان نهمل مناقشة احتياجات ذوي الاحتياجات الخاصة، لاننا مطالبون جميعا بحل قضاياهم.

من جهته، اعرب النائب احمد باقر عن الاسف لعدم عقد الجلسة كونها تتضمن ثلاث قضايا مهمة هي المعاقين والاوضاع في غزة وموضوع احالة رئيس واعضاء نقابة العاملين في الهيئة العامة للاستثمار.

وقال باقر ان الجلسة لو كانت مخصصة لمناقشة استجواب او أزمة سياسية لوجدنا الحضور مكتملا منذ الصباح الباكر، مشيرا الى ان هذه الجلسة الاولى التي يتم فيها فقد النصاب بعد التعديل على اللائحة الداخلية للمجلس.

واعلن باقر انه سيستعجل القانون الخاص بالفحص الطبي قبل الزواج والذي من شأنه القضاء على الكثير من الاعاقات الموجودة.