هذه المرة لن يراهن هيثم أحمد زكي على ذكرى ابيه ولا على اسمه وتاريخه المحفورين في القلوب ولن يستجدي تعاطف جمهور. إنه هيثم أحمد زكي الذي يراهن هذه المرة على موهبته فحسب، وعلى إرادة قوية لا تعترف بالمستحيل. فالوعد الذي شهدته «الغرفة 403» في مستشفى دار الفؤاد حيث كان والده النجم الراحل راقداً في سرير المرض، جعله يجتهد بل يتمرد على تجربته الأولى «حليم» من أجل تجربته الخاصة في فيلم «البلياتشو» بطولته الأولى.في هذا الحديث يرصد هيثم ملامح التجربة الأهم في حياته وان لم يخف بعض لحظات القلق والشعور بالخوف من الأيام المقبلة. كانت بدايتك في «حليم» الذي تعرّض له النقّاد كثيراً. ماذا عن مشاريعك المستقبلية؟خشيت أن ينتقل الانطباع الأول إلى العمل الثاني ويستمر. رغم اجتهادي في هذا العمل، إلا انني لم اكن راضياً عن أشياء كثيرة، خاصة الدعاية الظالمة. لكني فكرت وأردت ان اثبت وجودي بهدوء. كان مقرراً أن ابدأ الرحلة بفيلم «تحت الحزام» او «الضرب تحت الحزام» لكنه لم يجهز بعد. ثم أتى فيلم «البلياتشو» فتحمست له كثيراً ووجدت نفسي فيه. إنه فرصة لإظهار موهبتي.كيف؟سيناريو «البلياتشو» الذي كتبه محمد الفقي وعماد البهات متميز لناحية المساحة الانسانية والحركة والإثارة. عندما قرأته تحمست له بشدة, لذا وافقت على الفور خاصة أني تمنيت منذ زمن بعيد أن أتقمص الشخصية التي اقدمها. يأخذك الفيلم إلى دنيا أخرى من التشويق في ظل احلام واحباطات يمر فيها علي لاعب «الترابيز» في السيرك. باختصار يساعد الفيلم على إظهار قدراتي ما يؤكد أنني لم أدخل الفن من بوابة الواسطة.لم تكن فكرة السيرك بمثابة خلفية للشخوص.السيرك في الفيلم ليس إلا صورة مصغرة عن الحياة بكل ما فيها من صراعات على جميع الجبهات وبرؤية مختلفة عما قدم من قبل في السينما المصرية, كما أن الحوادث مزيج من أنماط مختلفة ستكون مفاجئة للجمهور. اذَنْ البداية جادة. ألم تخشَ السوق وإيرادات الشباك التي لا تعترف الآن بالأعمال الجادة؟السوق في حاجة إلى كل الأنواع إذ لكلّ جمهور ذوقه الخاص. للفيلم الجاد جمهوره وهو الذي يبقى. تعلمت، كابن أحمد زكي، ان تكون لأفلامي رسالة ومغزى إن في اطار الأكشن أو الكوميديا وليس شرطا ان تكون الرسالة مباشرة، المهم أن تكون جادة ومقدمة بشكل جيد يحترم عقل المشاهد ووجدانه أي أن تكون المشاعر والاحاسيس والمواقف غير مصطنعة أو مفتعلة.هل تخطط في أي اتجاه تسير مستقبلا أم تنتظر رد فعل الجمهور أولاً على بطولتك الاولى.لا يمكن ان أحدد مجالاً بعينه. تعلمت من ابي ان المبدع لا يتقيد بدور واحد فهذا فخ كبير، علي تقديم ما أتفاعل معه وأتحمس له وتجربة كل الأدوار من حيث طريقة تقديمها ومدى جديتها.ما ملامح الشبه بينك وبين علي لاعب الترابيز في السيرك؟ليس الشبه الى حد التطابق. تتميز شخصية علي بإنكار الذات وأعجبتني شهامته رغم الخطر الذي يتعرض له في كل لحظة وحبه للناس أيضاً ورغبته في اسعادهم وتخفيف آلامهم. أشعر بأنني أشبهه في هذه الصفات كلّها.في ظل المنافسة الكبيرة بين النجوم على الساحة، كيف تعمل لبقائك وشهرتك؟أحرص على الجودة في عملي والاجتهاد ومحاولة تحقيق المعادلة الصعبة بين السينما الجادة والتجارية، تماما مثلما كان يفعل أبي. معظم افلامه جادة وتجارية في الوقت نفسه، أما المنافسة فسأسعى لإثبات ذاتي بعيداً عن اسم ابي من خلال الظهور في اعمال يحترمها الجمهور ويقدرها.هل مازال مشروع فيلم «تحت الحزام» قائما؟بلى، لكن هناك بعض التعديلات في السيناريو يجريها الآن مؤلفه عباس ابو الحسن وان شاء الله سوف أصوّره بعد عرض البلياتشو والاطمئنان عليه.«تحت الحزام» انتاج شركة كبرى اعلنت رعايتها لك ثم فجأة تركتها لتعمل مع شركة اخرى منافسة في فيلم آخر هو «البلياتشو». ماذا وراء الكواليس؟لا شيء وراء الكواليس، كان لدى «الشركة العربية» سيناريو «البلياتشو» وعرض عليَّ فوافقت كما انني لا أنتمي لـ»جود نيوز» بعقد احتكار فهم يتمنون لي الخير والنجاح وان شاء الله سأقدم معهم «تحت الحزام».هل ثمة مشاريع جديدة اخرى غير «تحت الحزام»؟بلى ثمة اكثر من مشروع: فيلم أكشن مشترك مع صديق عمري محمد عادل إمام، كتبه بلال فضل، وفيلم كوميدي اجتماعي آخر مع احمد الفيشاوي.لماذا تصر على ان تكون البدايات اكشن؟لأنني احب هذا اللون وأشعر من خلاله بأنني اقدم ما أحلم به.
توابل - مزاج
هيثم أحمد زكي: تعلمت من أبي ألا أتقيد بدور
18-08-2007