أثار تهديد الجامعة الأميركية بالتفجير القوائم الطلابية من شتى كليات الكويت، واستهجنت محاولة التعدي على الطلبة أو تهديدهم، لافتين إلى أن التهديد دليل قاطع على حجج أعداء التعليم المشترك الواهية.

Ad

عادت القوائم الطلابية من مختلف الجامعات مرة أخرى لتؤكد موقفها الرافض لقانون منع الاختلاط، بل واستهجنت التداعيات «البوليسية» لأعداء التعليم المشترك وعبروا لـ«الجريدة» عن استيائهم من التطور الخطير والأساليب المريبة التي استخدمها الرافضون لاقتراح النائب علي الراشد.

ورفضت القوائم بشدة تهديد الطلبة في الجامعة الأميركية بتفجير مبنى الجامعة أمس الأول، لمجرد أنهم أعلنوا رفضهم لقانون منع الاختلاط بصوت عال، وضموا صوتهم إلى صوت الحكومة الطلابية وطلبة الجامعة الأميركية، ورفضوا قانون منع الاختلاط لمساوئ تطبيقه، وأساساته الواهية والبعيدة عن الواقع الكويتي.

حققوا في الموضوع

من جهته، استنكر المنسق العام لقائمة الوسط الديموقراطي بجامعة الكويت محمد الزيدان ما حدث من تهديد ارهابي لطلبة الجامعة الأميركية في الكويت بتفجير مبنى الكلية بعد الاستبيان الذي اقامه طلبة الكلية بشأن موضوع الغاء قانون منع التعليم المشترك الذي اسفر عن تأييد 85% من طلبة الكلية بإلغاء هذا القانون مطالبا الجهات المعنية بفتح باب التحقيق حول هذا الموضوع ومعرفة ملابسات القضية واسبابها.

واكد الزيدان ان طلبة الجامعة الأميركية لهم حرية الاختيار لانهم هم اصحاب الشأن مبينا ان هذه الاعمال الارهابية دخيلة على المجتمع الكويتي وتعد اعتداء على حرية الرأي، مشيرا الى ان هذا التهديد هو نتاج للتيارات الدينية التي اعتادت على تهميش والغاء الرأي الآخر وتشويش حرية التعبير لدى اجيال المستقبل.

دليل على موت الحجة

 

من جانبه، قال المنسق العام للقائمة المستقلة في جامعة الخليج عبد الوهاب الرحماني «عندما تضيق النفوس بالرأي الآخر وتنغلق الرؤى على رأي واحد تموت الحجة ويفنى العذر ولا يبقى سوى لغة العنف والتهديد لتحقيق الغايات والأهداف ان هذه الأساليب لن تنجح في مجتمع جبل على الحرية والديموقراطية والتسامح والخير».

وأضاف الرحماني ان القائمة تستنكر ما تتعرض له جامعاتنا وكلياتنا من تهديدات و أساليب مستوردة متخلفة ومرفوضة لا تمت إلى الدين الحنيف بصلة ولا إلى التقاليد و الأعراف التي اعتاد عليها مجتمعنا الكويتي ولا إلى المفاهيم العالمية الحديثة والعلاقات الإنسانية الرفيعة، وانما تنم عن أفق ضيق، وحجة ضعيفة ودليل بين على عدم القدرة على المناقشة والحوار والإقناع، بل وعن تخلف فكري واضح ونزوع فطري إلى استخدام القوة والعنف، مؤكدا أن هذا التهديد لن يزيد مجتمع الطلبة بكل اتجاهاتهم وميولهم إلا إصرارا وتصميما على انتهاج الحوار والشفافية والانفتاح أسلوبا ومنهجا للحياة ودافعا إلى المزيد من العمل الجماعي والمنهجي الجاد لنشر الوسطية والتسامح المستمد من ديننا العظيم ومن تراث مجتمعنا المستنير والمترابط.

بثوا الذعر

من جهته، أعرب رئيس اللجنة الاعلامية لقائمة مستقبل العلوم بكلية العلوم في جامعة الكويت حسين الحسن عن استيائه لما حدث لطلبة الجامعة الأميركية من تهديد من قبل بعض المتطرفين الخارجين عن الدعوة الاسلامية داعيا المسؤولين الى التصرف واتخاذ قرار بحق هؤلاء الذين قاموا به من تهديد لأرواح الطلبة وبث الذعر في قلوبهم.

وأضاف أن الاستبيان الذي اعده طلبة الجامعة الأميركية لم يكن الا مرآة تعكس الديموقراطية التي تنتهجها دولتنا وشعبنا في ابداء حرية الرأي مؤكدا ان هذا الاستبيان ما جاء الا لمواكبة المصلحة العامة بعيدا عن جميع الافكار الغريبة التي يراها البعض.

وأوضح أنه يؤيد «تطبيق التعليم المشترك لما يوافق مصلحة الطلبة جميعا فنحن كنا وما زلنا وسنكون احرارا برأينا وفكرنا من دون اي تأثير خارجي من المتطرفين».

الأسر محافظة

من جانبه، رفض امين سر القائمة المستقلة بجامعة الكويت حبيب الصفار ما قام به بعض المتطرفين الذي يتسترون وراء الدين الاسلامي الحنيف بتهديدهم لطلبة الجامعة الأميركية بالكويت بعد تأييد ما يقارب 85% من طلبة الكلية بإلغاء قانون منع الاختلاط مبينا ان الطلبة لم يخلوا بالاداب العامه للبلاد.

وأشار الصفار الى ان الأسر الكويتية محافظة ولا ترضى بالغلط ولا تقوم بفعله مناشدا المسؤولين بوزارة الداخلية باتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه هؤلاء الفئة من المتطرفين ووضع قانون يوقف تهديداتهم معربا عن اسفه لما يقوم به هؤلاء الاشخاص من تطاول وتماد يؤدي إلى إرباك مسيرة التعليم بدولة الكويت مشيرا الى ان الكويت دولة ديموقراطية تسمح بحرية الرأي وطرح كل الآراء.

حرية الرأي مكفولة

إلى ذلك، استهجن رئيس جمعية الطب المساعد بجامعة الكويت محمد الموسوي التهديد الذي قام به احد الارهابيين بتفجير مبنى الجامعة الأميركية مؤكدا ان هذا التهديد يعكس صورة غير حضارية على مجتمعنا المتلاحم لما فيه من اعتداء وهضم للرأي الآخر.

وأضاف ان طلبة الجامعة لن يقفوا مكتوفي الأيدي بعد هذا التهديد وسيستمرون في المطالبة بالغاء قانون منع الاختلاط ولن يهيبم اي موضوع مشابه لذلك مؤكدا ان كل شخص حر برأيه لما كفله الدستور له من حرية التعبير عن الرأي.

قلق وتذمر

بدوره، اكد عضو اللجنة الاستشارية لشؤون الطلبة في الكلية الأسترالية عبدالرزاق بوحجي أن الحاصل في الجامعة الأميركية لا يقبله الدين أو المنطق مشيرا إلى أن حرية الرأي والتعبير تأتي من الشريعة الإسلامية، وهل يعقل عندما يعبر الطلبة عن رأيهم في استبيان التعليم المشترك في الجامعة الأميركية يهدَّدون بالتفجير؟!

أوضح بوحجي أن من قام بهذا التهديد قد قام بتشويه صورة الدين والشريعة الإسلامية ليساهم في اقبح تجارة وهي المتاجرة في الدين، مناشدا الحكومة اتخاذ جميع الإجراءات وتطبيق العقوبة على من قام بهذا التهديد موضحا أن الطلبة وصلوا إلى مرحلة التذمر والقلق النفسي.

ومن جانبه استنكر مسؤول العلاقات الخارجية لقائمة الوسط الديموقراطي في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب ناصر المنيع التهديد الذي وجه إلى الجامعة الأميركية بالتفجير بسبب موضوع التعليم المشترك مشيرا إلى أن دولة الكويت تتمتع بحرية التعبير عن الرأين متسائلا «هل هذا ما توصولوا اليه المطالبون بفصل الاختلاط ؟ هذا هو التعصب الذي يواجهه ابناء الكويت؟».