أن تكثر من شراء الحاجيّات ليس بمشكلة ولكن أن تتسوق باستمرار إلى حين إفراغك محفظتك من النقود هنا تكمن «المصيبة». إدمان التسوق مرضٌ كغيره من الأمراض. مدمنو التسوق يجدون فيه السبيل الوحيد للشعور بالرضى. يغمرهم الفرح خلال تسوقهم ولكنهم بعد ذلك يشعرون بالسوء تماما كمدمني الكحول والمقامرة. قد يجسّد إدمان التسوّق حالة اليأس أو الوحدة أو الغضب التي يشعر بها الكثيرون أثناء العطل. الواقع أنّ التسوّق لا يخفّف من هذه العوارض ولا يؤمّن الحبّ الزائد حلاً للمشكلة أو يزيد الثقة بالنفس، بل على العكس يزيد من وطأة المشاكل اليوميّة وخاصة ما ينتج عن المشاكل الاقتصادية التي عادة ما يغرق فيها المدمن. وظيفة إضافية يشعر مدمنو التسوّق عامة بحاجة إلى شراء حاجيات جديدة. يشترون أموراً لا يحتاجون إليها كالأحذية وأغراض المطبخ والثياب. لا ينحصر نشاطهم في فترة معيّنة من السنة بل يشترون كل شيء على مدار الوقت وغالباً ما تجتاحهم عقدة الذنب في المساء.تملك النساء المدمنات التسوّق كمّاً هائلاً من الثياب الجديدة التي لم ينزع ثمنها عنها. يقصدن المحالّ التجارية لشراء غرض أو اثنين ويعدن بأكياس من المشتريات المتنوّعة. عادة ما يترافق الإدمان والنسيان فلا يتذكّر المدمن أنّه قام بشراء حاجيّاته. أمّا لو احتجّ الأهل أو الأقارب على هذه العادة فإنه يعمد إلى إخفاء ما اشترى. ينفي وقوعه في هذه المشكلة باحثاً عن عمل إضافي لتغطية المصاريف.مرض جديدوبحسب الأطبّاء النفسيّين يبلغ عدد المصابين بإدمان التسوّق في أميركا نحو 100 مليون مدمن. تدرس الرابطة الاميريكية للطب النفسي احتمال تشخيص إدمان التسوّق كمرض جديد، خاصّة أنّ بعض الأطبّاء يعمدون إلى وصف الأدوية لحلّ هذه المشكلة.كثيرون يسيئون تحديد السبب الحقيقي لمشكلة إدمان التسوّق معتبرين أنّ الأمر يعود إلى الراتب الذي يتقاضاه صاحب العلاقة. أمّا المشكلة في وجهها الصحيح فتنبثق من عوامل مستقلة عن الذات كالوظيفة والمدير والشريك. تتاتّى أيضاً من أوجه أخرى كالدائنين والأسعار ممّا يجعل الواقع مرفوضاً ومثله الحلّ.مشاكل نفسيةيصبح المشتري سجين نزواته فيفقد السيطرة على عمليات شرائه. رغم أنّ إنفاق المال هو العارض الأساسي فالمشكلة متجذّرة أكثر في الأعماق. ينتاب الشاري أولاً شعور بالفراغ أو بعدم احترام الذات. عندئذ يشعر بحاجة إلى اقتناء أيّ غرض يظهره أكثر أهمية أو نجاحاً. يهرع إلى إنفاق ماله لينال تقدير المقرّبين. ما إن يشعر بالاكتفاء حتى تصل الفواتير فتخلق فراغاً داخلياً، مولّدة الدورة ذاتها من جديد. طالما أنه لم يدرك واقع المشكلة أي كونها تنبع من الداخل فلن يتوصّل أبداً إلى حلّها. يشخّص السبب الرئيسي للإصابة بإدمان التسوّق على أنه الشعور بالفراغ وعدم احترام النفس. ما إن يدرك المدمن وجهة تغيير نظرته إلى ذاته حتى يجد الحلّ الجذري لمشكلة إدمانه.نصائح تقي من إدمان التسوّق:- ادفعي سعر الحاجيات مباشرة.- ضعي لائحة بالمشتريات الضروريّة واحترميها.- لا تستعيني كثيراً ببطاقات الائتمان بل تستعين بواحدة فحسب للطوارئ.- اشغلي نفسك بالمشي أو الركض عندما تشعرين بالحاجة إلى التسوّق.- تجنّبي مشاهدة قنوات التسوّق.- ادفعي سعر الحاجيات مباشرة.- ضعي لائحة بالمشتريات الضروريّة واحترميها.- لا تستعيني كثيراً ببطاقات الائتمان بل تستعين بواحدة فحسب للطوارئ.- اشغلي نفسك بالمشي أو الركض عندما تشعرين بالحاجة إلى التسوّق.- تجنّبي مشاهدة قنوات التسوّق.
توابل - Style
حين يصبح التسوّق إدماناً...
12-06-2007