ولد فاقد السمع نتيجة إصابته بالتصاق ما بين الطبلة والأذن الوسطى. بعد 18 عملية جراحية استردّ سمعه. إنّه الشاب المصري وائل زيدان الحاصل على شهادة في الحقوق، ومؤسس ورئيس أول فريق كشافة مصري للمعاقين ذهنياً. «الجريدة» التقت زيدان لتتعرف الى ملامح هذا الفريق.كيف شكّلت الفريق ولماذا وقع اختيارك على المعاقين ذهنياً بالتحديد؟وقع اختياري على فئة المعاقين ذهنياً لأنني وجدتهم لا يحصلون على حقوقهم مع انهم يتمتعون بطاقات بدنية يمكن استغلالها، وقد تمثل الكشافة تعويضاً عمّا فقدوه بسبب إعاقتهم. لم أعبأ كثيراً بما يقال حول صعوبة تعلم المعاقين ذهنياً لقواعد الكشافة وحركاتها. آمنت بأنهم بشر وبأنه من حقهم علينا تعليمهم ما يفيدهم حتى لو استغرق ذلك وقتاً طويلاً ومجهوداً كبيراً. مع بداية عام 2000 بدأت مشواري مع تأسيس الفريق واتصلت بالجمعيات المختصة بشؤون المعاقين لتسهيل مهمتي. وبعد شهور من المعاناة وبالتنسيق مع جمعية الرعاية المتكاملة وجمعية الحب والعطاء والاتحاد المصري للكشافة عام نجحت في تسجيل فريقي تحت مسمى فريق فتيان الكشافة من المعاقين ذهنياً، وهو يضم أربعة مراحل عمرية: الأشبال (من 7 إلى 11 سنة)، مرحلة الكشاف (من 12 إلى 14 سنة)، ومرحلة الكشاف المتقدّم (من 15 إلى 17 سنة). أما المرحلة الأخيرة فهي مرحلة الجوال (من 18 إلى 22 سنة).ما هي أهم المواقف والذكريات التي لن تنساها مع فريقك؟لي ذكريات جميلة، فمن شدة حرصي على متابعة مشاركات الفريق في الأنشطة الكشفية العربية لقبني مسؤولو الكشافة بـ«العريس»، ولهذا اللقب أسبابه حيث كان من المقرر أن يبدأ المهرجان العربي الأول لشارات الهوايات لذوى الاحتياجات الخاصة في 18 سبتمبر 2005 في المخيم الدولي في مدينة بور سعيد المصرية، وكنت قد دربت فريقي على مهارات المشاركة في المهرجان، وكان موعد زفافي تحدّد في نهاية المهرجان في 21 ايلول (سبتمبر) من العام نفسه فحجزنا قاعة الأفراح وأعلننا موعد الزفاف، وحدث أن تأجل افتتاح المهرجان أربعة أيام، فلم أجد حيلة أمامي سوى إنهاء حفلة الزفاف واصطحاب عروستي إلى المخيم الدولي في بور سعيد في الليلة نفسها لنشارك أعضاء الفريق فاعليات المهرجان وعندما علم القائمون على المهرجان بما فعلته لقبوني بـ «العريس».ماذا عن التحية الكشفية التي تقومون بأدائها وهل المعاقون ذهنياً قادرون على استيعاب مثل هذه الأمور؟تؤدى التحية الكشفية برفع اليد اليمني بثلاثة أصابع (البنصر – الوسطي – السبابة) وهدفها التذكير بالوعد الكشفي ذي الثلاث نقاط، القيام بالواجب نحو الله ثم الوطن، مساعدة الناس، والعمل بقانون الكشافة. وضع الإبهام فوق الخنصر دليل على رعاية الكبير للصغير واحترام الصغير للكبير. وإشارة إلى حلقة التعاون ورباط الأخوة الكشفية. أما اداء تحية الكشاف، في حالة حمل العصا، بإمساك العصا بيده اليمنى بينما يطوي ذراعه اليسرى لتتقاطع مع جسمه أفقياً حتى تلامس يده اليسرى العصا. قد يظن البعض أنّ المعاقين ذهنياً غير قادرين على استيعاب مثل هذه الأمور، وتلك نظرة سلبية لأنّ هؤلاء المعاقين لا ذنب لهم، إلا أنّ القدر وضعهم في هذه الظروف الصحية والعقلية ما يلقي على عاتق المجتمع مسؤولية الاهتمام بهم. وهذا ما حاولت القيام به من خلال تدريبهم على الكشافة فإعاقة هؤلاء الذهنية لن تمنعهم من الاندماج بالمجتمع وخدمته. هل من الممكن أن تعرفنا بأنواع النيران الكشفية؟ثمة أنواع للنيران الكشفية،منها النار الهرمية وتكون على شكل هرم ونستخدمها في الطهي السريع ولكن وهو سريعة الالتهام للحطب، والنار النجمية على شكل نجمة البحر وتستخدم في الطهي والحراسة الليلية،لأنها قليلة الالتهام للحطب ومدتها تطول،والنار الخندقية وهي على شكل خندق مستطيل يكون على شكل حفرة متدرجة من أعلى إلى أسفل ويتم وضع بعض الحديد من الأعلى أو الوتد من المنطقة المحفورة بشكل أعمق ومن ميزاتها الطهي الجيد والقدرة على حفظ الطعام دافئاً مدة أطول، ونار الصياد وهي على شكل الحامل الثنائي ومن مميزاتها الطهي الجيد والنار المتقطعة التي تكون على شكل أهرام لكن على أطوال مختلفة وهي سريعة لالتهام الحطب وتستخدم للطهي السريع. هل تواجهك مشاكل في التعامل مع الفريق؟بالرغم من كونهم معاقين ذهنياً، يتمتع هؤلاء بثقة في النفس والاعتماد على الذات ومهارة فائقة، فهم قادرون على استدعاء الإسعاف أو النجدة أو المطافئ عند مشاهدة ما يستدعي ذلك في حياتهم العامة. واكتسب بعضهم مهارات القيادة والعمل الجماعي ومعظمهم يمارس هواياتٍ فردية ومهارات بدنية مفيدة وتعلّم من الكشافة التفكير بطريقة صحيحة لحل المشكلات وممارسة الأنشطة وقد كرّم اللواء طيار أحمد عبد اللطيف رئيس الاتحاد الكشفي المصري أعضاء الفريق على أدائهم كذلك حصل هؤلاء على تكريم كثير من القيادات السياسية والتنفيذية المصرية والعربية.
توابل - علاقات
مؤسّس أول فريق كشافة مصري لذوي الاحتياجات الخاصة وائل زيدان: الأعمال الكشفية تعزّز ثقة المعاقين بأنفسهم
13-02-2008