التحق قائد العمليات في الجيش اللبناني العميد الركن فرنسوا الحاج امس برفاقه الـ168، الذين سقطوا في معارك «نهر البارد». فرنسوا الحاج الذي ادار العمليات في حرب «البارد» على نحو مكن الجيش من الفوز في المعركة، رغم التضحيات الجسام، اصطادته يد الغدر امس وهو في طريقه الى مكتبه، فسقط نسرا على مذبح الوطن الذي قضى سني شبابه في الدفاع عنه.

ولد العميد الحاج في بلدة رميش- قضاء بنت جبيل جنوب لبنان. تطوع في الجيش بصفة تلميذ ضابط في المدرسة الحربية، ورقي الى رتبة ملازم، حيث تدرج في الترقية حتى رتبة عميد ركن، ورتبة لواء ركن بعد الاستشهاد.

Ad

تنقل الشهيد الحاج بين مناصب قيادية كثيرة، فعين قائدا للكتيبة 43 ثم قائدا للكتيبة 51، بعدها قائدا لفوج التدخل الثالث، ثم قائدا لفوج المغاوير. بعدها عين الحاج مديرا للاستعلام في اركان الجيش للعمليات اعتبارا ليتولى بعدها إدارة العمليات في اركان الجيش.

تابع فرنسوا الحاج دورات عدة في الداخل والخارج منها في فرنسا واميركا وايطاليا، وحاز اوسمة وتنويهات وتهاني عديدة.

وكان تعرض الحاج لمحاولة اغتيال من قبل القوات الإسرائيلية في بلدته رميش في منتصف سبعينيات القرن الماضي، في وقت ذكرت اوساط في بيروت ان مناشير كانت وزعت عشية توليه منصب قائد العمليات في الجيش تشير الى تعامله مع إسرائيل.

الحاج متزوج وله ابن وابنتان. وله ستة اشقاء وشقيقات. وتقول والدته كفى العلم انه «كرس كل حياته للجيش، وكان يأتي في عطلته الى البلدة ويمضي وقتا طويلا مع والده المزارع»، مضيفة كان سيزوج ابنه خلال عطلة أعياد نهاية السنة.

وتقول شقيقته اسبرانس الحاج (35 عاما) «كان محبا، وكل البلدة تحبه». وفي منزل والديه الواقع في وسط رميش، تقول الوالدة المحاطة بنساء ارتدين الأسود بعد وصول خبر مقتله «كان بطلا والبطل لا يموت». ويقول العميد المتقاعد الياس حنا، صديق الشهيد، ان الحاج كان «ضابطا متميزا على كل المستويات، من الناحية الشخصية والتكتيكية والاستراتيجية».

واعتبر انه «كان مرشحا لقيادة الجيش، لذلك، فهو هدف مهم»، مضيفا «كان رجلا بكل معنى الكلمة، مقاتلا وشخصا كفوءا أوصلته قدراته الى المنصب الذي هو فيه».