سليم الترك مخرج لبناني لمع اسمه في عالم إخراج الفيديو كليب. رغم براعته في التصوير، قرر التخلي. كي لا يكرر نفسه وربما ليستريح من مزاجية الفنانين كما شعرنا خلال محادثته. يرى أن السينما باتت تجارة والهجمة عليها ما هي إلا السعي وراء الكسب المادي. في رأيه يمكن لأي كان إخراج فيديو كليب. لذا اتجه إلى الأفلام القصيرة وأولها الفيلم الذي أطلقه في 16 أيار/مايو الفائت كتحية لوالده الذي استشهد في التاريخ نفسه. يعمل راهناً في مجال الإعلانات. في هذا الحوار تحدثنا عن كل المواضيع تفصيلياً ولم ننسَ أن نسأله عن دور شهر رمضان الكريم في حياته. ماذا تحضر من أعمال جديدة؟أعمل راهناً في مجال الإعلانات والأفلام الوثاثقية. كيف تفسر الهجمة على السينما اللبنانية في هذه المرحلة؟أعتقد أن الإنتاجات المشتركة هي السبب. حتى في مصر يعملون أكثر بسبب كثرة المنتجين. باتت السينما تجارة. حتى رجال الأعمال يستثمرون أموالهم في إنتاج الافلام السينمائية لعلمهم بما تدرّ عليهم من أموال.هل ترى تقدماً في السينما اللبنانية والعربية؟كلا، التقنيات السينمائية متوافرة من مئات السنين أما وصولها حديثاً فلا يعني أننا نتطور. أصبح الإنتاج أضخم لكن الافلام تافهة. لم اقدّر يوماً فيلماً عربياً. يمكنهم التقدم في حال فكروا في العمل بطريقة فنية غير تجارية كما هي الحال راهناً. ليس بهدف البيع فحسب. الجميع يفكر بالمادة ويعمل على هذا الأساس بدءاً من المخرج حتى الممثل. ليتركوا موضوع المال للمنتج.من يلفتك من المخرجين؟مارتن سكورسيزي.ما رأيك في فيلم المخرجة نادين لبكي «سكر بنات»؟إنه من أكثر الأفلام اللبنانية احترافاً. وضعت جهداً جباراً في هذا الفيلم تطلب منها ثلاثة أعوام لإنجازه. بغض النظر إن كنت أحب هذا النوع من الأعمال أم لا فأنا أثني على تفانيها وحبها لعملها البعيد عن هاجس المال. الى أي حد ترى أن على المخرج الذي يعمل في مجال الفيديو كليب الانتقال في مرحلة ما الى اخراج الافلام؟يمكن لأيّ كان تصوير فيديو كليب لكنه لن يستطيع إخراج فيلم. يمكن لأي مصوّر إنجاز الكليبات التي تصور في لبنان إذ لا تحتاج إلى مخرج. ليس ذلك للتقليل من قيمتهم. ثمة مديرو تصوير وفنيون في امكانهم إخراج الكليب بطريقة جميلة. ألا ترى أن شهرة المغني صاحب الفيديو كليب يؤدي دوراً في طمس دور المخرج؟ثمة مخرجون ألغوا فنانين. لكن المشاهد لا يهمه مخرج الكليب. الإعلام هو الذي يوجه الأنظار إلى المخرج.فيلم «16 ـ 5» فيلم قصير أطلقته في التاريخ نفسه الذي قتل فيه والدك في حادث اغتيال المفتي حسن خالد. ما كانت ردود الفعل عليه؟أي عمل يمدح وينتقد. في هذا الفيلم أحببت تسليط الضوء على الحالة السياسية في لبنان. منذ نحو 18 عاماً لم يتغير شيء في البلد. فقدنا نحو 1605 من المدنيين لا علاقة لهم عدا أن المصادفة وضعتهم في ساحة الجريمة فذهبوا ضحية التصفيات السياسية. والدي قتل في 16/5 في إنفجار سيارة الشيخ مفتي حسن خالد. اردت إطلاق هذا الفيلم في التاريخ نفسه تحية له. رغم أنني لم آت على ذكره في الفيلم.ما الموضوع الذي تتمنى تناوله في فيلمك المقبل؟لا أستطيع فصل أفلامي. حين أخرج فيلماً أتناول من خلاله المواضيع الإجتماعية والسياسية كلها ولا تخلو من بعض الطرائف.تخرج راهناً الإعلانات. هل العامل المادي هو السبب الذي دفعك إلى ذلك؟بصراحة، بلى. المادة هي السبب الوحيد لقيامي بتصوير الإعلانات. إنها تجارة كالذي يفتح مطعماً نهاراً ويكتب الشعر ليلاً. الإعلانات هي المطعم بالنسبة إليّ وأفلامي هي الشعر.هل سنرى كليباً من توقيعك مستقبلاً؟لن أصور كليباً إلا إذا كانت الأغنية خارقة. صوّرت كمّاً من الكليبات ولا أريد تكرار نفسي.هل ستخوض تجربة إخراج المسلسلات؟أحب العمل بإتقان. يمكن تصوير مسلسل من ثلاثين حلقة في شهر واحد. أما الإعلان الذي لا يتعدى الدقيقتين فيستهلك أياماً. حتى الفيلم قد يستغرق أعواماً لإنجازه.هل حققت طموحاتك مخرجاً؟تعلمت كثيراً لكنني لم أحقق طموحاتي بعد. الفيلم كان نقطة فارقة في مسيرتي وأيّ شيء احلم به.من يلفتك من الفنانين؟بالطبع السيدة فيروز. إنها خارقة زمنها. تغني بمحبة وتواضع. اما من الفنانين الجدد فأفضل وائل كفوري وفضل شاكر رغم أنهما بدأا يملّان من عملهما.ما معنى شهر رمضان في حياتك؟شهر رمضان بالنسبة إليّ كسائر أشهر السنة إذ لا يتغير سلوكي ولا يتزعزع إيماني. أعيشه بكل إيمان ومحبة. لا أغيّر مسار حياتي في هذا الشهر. ما يستجد معي في هذا الشهر هو تجمع العائلة. كما تقل أعمالي لكنها لا تنقطع. ماذا عن الأجواء الرمضانية المستحدثة؟ هل انت من مؤيديها؟لا تمتّ هذه الأجواء إلى رمضان بصلة. إنها تجارة بعيدة عن القيم ولا ينبغي ربطها بهذا الشهر الفضيل. هل تتابع الأعمال الفنية التي تعرض على الشاشات خلال هذا الشهر؟في الحقيقة لا وقت لديّ لمتابعة أيّ أعمال إلاّ إن كان ثمة عمل خارق أحاول مشاهدته لكنني لا اتقصد متابعة أي عمل.
توابل - مزاج
المخرج سليم الترك: لم أقدّر يوماً فيلماً عربياً
07-10-2007