بدأ القلق ينتاب جماهير برشلونة، التي أصبح فريقها مهددا بفقدان بريقه الذي لمع خلال الموسمين الماضيين، ويبدو أن ريكارد مدرب برشلونة لم يعد قادرا على السيطرة على لاعبيه المتخاذلين، ولذلك بدأت الصحف تهاجم الفريق بنجومه والمدرب الهولندي ريكارد الذي أصبح كرسيه مهددا منذ اللحظة. قبل بداية الموسم الحالي توقع الكثيرون أن يستعيد برشلونة جزءا كبيرا من هيبته التي فقدها في نهاية الموسم عندما أفلت منه لقب الدوري الاسباني لكرة القدم في اللحظات الاخيرة من الموسم وذهب إلى منافسه العنيد ريال مدريدوصبت معظم التوقعات والتكهنات في مصلحة برشلونة الذي أضاف إلى صفوفه قبل بداية الموسم الحالي عددا من العناصر البارزة في مقدمتها المهاجم الفرنسي الدولي تييري هنري ليكون سلاحا هجوميا جديدا في الفريق إلى جانب الكاميروني صامويل إيتو والبرازيلي رونالدينيو والارجنتيني ليونيل ميسي.كما ضم الى صفوفه الارجنتينيين المدافع غابرييل ميليتو والمهاجم ماكسيميليانو لوبيز والمدافع الفرنسي إيريك أبيدال ولاعب خط الوسط الإيفواري يايا توريهلكن على عكس المتوقع وقبل وصول قطار مسابقة الدوري الاسباني إلى منتصف الموسم أصبح السؤال الذي يشغل بال الجميع ويقلق جماهير إقليم كاتالونيا معقل فريق برشلونة هو «هل يتحول برشلونة إلى «غالاكتيكوس» جديد ؟».وتخشى جماهير برشلونة أن يتحول فريقها إلى «غالاكتيكوس» جديد في إشارة إلى فريق النجوم الذي كونه منافسهم العتيد مع نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحالي.وعبر عدة أسابيع ماضية تحولت نبرة التفاؤل والانتصارات التي كانت تسيطر على مشجعي برشلونة قبل بداية الموسم إلى نبرة تشاؤم من السقوط المدوي لفريقهم مثلما حدث سابقا لفريق ريال مدريد بسبب سياسة جلب أبرز النجوم العالميين إلى صفوف الفريق الذي أطلق عليه لقب «غالاكتيكوس».وبدأ فلورنتينو بيريز الرئيس الاسبق لريال مدريد تطبيق هذه السياسة بداية من عام 2000 وحتى رحيله من رئاسة النادي بالاستقالة في عام 2006وكان البرتغالي لويس فيغو من النجوم الذين تعاقد معهم بيريز حيث خطفه من ناديه السابق برشلونة ليكون بداية عصر الـ«غالاكتيكوس» في ريال مدريد وتبعه كل من الفرنسي زين الدين زيدان والبرازيلي رونالدو والانكليزي ديفيد بيكهام.لفظ الـ «غالاكتيكوس»ولفظ «غالاكتيكوس» يعني اللاعبين الذين يتميزون بمهارات عديدة ورائعة والذين يلهبون حماس المشجعين ويجتذبونهم بفضل هذه المهارات والشخصية التي يظهرونها داخل الملعب وكذلك الانجازات التي يحققونها.ولكن قبل حلول عام 2004 ومع تفوق برشلونة بفريقه الجديد آنذاك والذي اتسم بالشباب والحيوية والعمل الجاد تحول معنى مصطلح «غالاكتيكوس» إلى أنه النجوم الذين يحصلون على رواتب باهظة والذين زادت أوزانهم بشكل كبير وقلت إنجازاتهم إلى أدنى درجة.وتحول اللاعبون أصحاب المهارات الخارقة إلى نجوم مدللين نالوا كل شيء من كرة القدم ورفضوا تعلم أي شيء من أي مدرب جديد.واستغلت وسائل الاعلام الاسبانية ولا سيما الاعلام الكاتالوني مصطلح «غالاكتيكوس» للسخرية من فريق بيريز الكبير السن والذي لم يفز باي لقب منذ عام 2003 وحتى عام 2006 مما دفع بيريز نفسه إلى الاستقالة من رئاسة النادي في فبراير 2006.والان تحولت الدفة إلى الطرف الاخر حيث توجه وسائل الاعلام الكاتالونية نفس الانتقادات تقريبا في الوقت الحالي إلى فريقها المفضل برشلونة الذي أصيب بالتراخي وتعلم نجومه التدليل وغابوا عن منصات التتويج والانجازاتومنذ فوز الفريق بلقب دوري أبطال أوروبا في مايو 2006 لم يفز برشلونة بأي بطولة حتى الان رغم أنه كان من المنتظر أن يتسيد هذا الفريق كرة القدم الاسبانية والأوروبية خمس سنوات على الاقل.وتحولت الشهور الثمانية عشر الماضية بالنسبة لبرشلونة إلى ما يشبه الكابوس بسبب تكبر النجوم أحيانا والاصابات والارتباك والتوقعات الزائدة والعائدات الهزيلة سواء في الاداء أو النتائج.وتحمل اثنان فقط الكم الاكبر من الانتقادات التي وجهت إلى الفريق في الاونة الاخيرة أولهما هو المدرب الهولندي فرانك ريكارد المدير الفني للفريق بسبب معاملته الرقيقة مع نجوم الفريق.أما الثاني فهو البرازيلي رونالدينيو الذي أصبح النموذج الجديد والمثالي لنجوم «غالاكتيكوس» الذين يتسمون باللامبالاة.وصرخت صحيفتا «إل موندو ديبورتيفو» و«سبورت» الرياضيتان اللتان تصدران في إقليم كاتالونيا حيث طالبتا ريكارد بالتعامل «بشدة» مع نجوم فريقه الذين اشتراهم النادي بملايين هائلة.كما أجرت صحيفة «سبورت» استطلاعا للرأي على موقعها بالانترنت ليختار قراء الصحيفة السبب الذي يرونه الاقرب لحل أزمة برشلونة الحالية.وطرح موقع الصحيفة عدة حلول أولها كان تغيير المدرب أما باقي الحلول فكانت بيع أحد نجوم الفريق في يناير المقبل (في إشارة على رونالدينيو الذي يرغب ناديا ميلان الايطالي وتشيلسي الانكليزي في التعاقد معه) أو التعاقد مع لاعبين جدد في فترة الانتقالات الشتوية منتصف هذا الموسم أو التعامل بشدة مع اللاعبين الحاليين في صفوف الفريق.بداية النهاية لريكاردوتحدث خوان ماريا باتل صاحب أحد الاعمدة الصحفية في صحيفة «سبورت» عن «بداية النهاية» لريكارد.أما صحيفة «ماركا» الاسبانية الرياضية التي تصدر في العاصمة مدريد فبدا أنها تستمتع بهذه الازمة التي تخيم على فريق برشلونة إذ أشارت إلى أن الفرصة الاخيرة لريكارد ستكون مباراة فريقه مع ضيفه ريال مدريد يوم 22 ديسمبر المقبل على استاد «كامب نو» ضمن فعاليات الدوري الاسباني.وأوضحت «ماركا» أنه إذا لم يتحسن أداء برشلونة في المباريات المقبلة أمام اسبانيول وبلنسية وريال مدريد فستكون النهاية بالنسبة لريكارد قد بدأت بالفعلوأوضحت «ماركا» أن خوان لابورتا رئيس نادي برشلونة يفكر بالفعل في المدربين الذين يمكن أن يحلوا مكان ريكارد في حال رحيل الاخير.ومن الاسماء المطروحة من المدربين بالفعل كل من ماركو فان باستن وفابيو كابيلو وخافيير كليمنتي وجوزيه مورينيو.أما في ما يتعلق برونالدينيو فقد أوضحت «سبورت» أن ريكارد قد فاض به الكيل ونفد صبره مع اللاعب البرازيلي حيث يفكر في استبعاده تماما من قائمة الفريق في مباراته أمام ريكرياتيفو هويلفا يوم 25 نوفمبر الحالي.(د ب أ)
رياضة
جماهير برشلونة تنتابها كوابيس الـ غالاكتيكوس الصحف تطالب ريكارد بالمزيد من الصرامة مع النجوم
18-11-2007