تعرض مؤسسة «الروح والحياة» Spirit and Life في لندن مجموعة من التحف الفنية والمخطوطات الإسلامية النادرة. يعرض هذا الإنتاج الفني أيضاً في متحف أغاخان عام 2010. قام الأغاخان شخصيّاً بهذه المبادرة وهو الزعيم الروحي للمذهب الإسماعيلي الذي يتحدر مباشرة من سلالة النبي محمد (صلعم). من المقرر أن يتحول المتحف مركزاً ثقافياً مكرّساً للحفاظ على الحضارة الإسلامية وفنونها على اختلافها الجغرافي والتاريخي وتقدم لنا هذه المؤسسة فرصة فريدة لنكوّن فكرة مبدئية عما قد يحتوي عليه المعرض الجديد.

Ad

إلى ذلك تعرض أكثر من 165 قطعة من ضمنها مخطوطات نادرة وأقمشة وأوانٍ خزفية وكتب علميّة وآلات موسيقية. يقسم المعرض قسمين: «عالم الله» The World of God المحتوي على نصوص مقدسة وأدوات عبادة دينية. و{قدرة العلي» The Power of the Sovereign الذي يتضمن أعمالاً تجسد حياة البلاط المسلم بحاشيته ووقاره ونفوذه وثرائه. أمّا الإبداعات الفنية الأكثر قدماً فعبارة عن نصوص قرآنية كتبت بالأبجدية العربية. جمعت هذه النصوص خلال عهد الخليفة الثالث عثمان الذي حكم بين العامين 644 و655. اعتُبر نقل آيات القرآن عملاً تقياً. كانت المخطوطات الباكرة التي تعود إلى القرنين الأولين من الإسلام تكتب على ورق البرشمان بالخط الكوفي نسبة إلى مدينة الكوفة في العراق. مع مرور الوقت تم تطوير نماذج أخرى عن الكتابة الكاليغرافية. كذلك تحول القرآن من النسخ المعروضة في المساجد الملكية إلى مخطوطات يستطيع أي مسافر حملها، أو إلى نسخ مصغرة جداً يستطيع وضعها في قلادته كحجاب.

صحيح أن التزيين بالذهب ظهر حتى في المخطوطات الأولى، بيد أنه في القرن الحادي عشر مُزج بالأزرق اللازوردي أو الأزرق الداكن لكتابة مخطوطات رائعة الجمال. يتركز اللونان الأزرق والذهبي في بداية المخطوطات حول اسم السورة والآية الخامسة والعاشرة من كل سورة. كذلك تم استخدام الرسوم الهندسية ورسوم الأزهار والأوراق ببراعة في دين لا يسمح برسم الله ولا أي شخصية مكرّمة أخرى. و{الجنة»، كلمة في القرآن يمكن ترجمتها إلى «حديقة» أيضاً، تصوّر الفردوس كأنه واحة خضراء مليئة بالأزهار والفاكهة والحيوانات الاستوائية وفيض من المياه الجارية. أما جناح «درب الأمراء» The Path of the Princes فيصوّر حياة حاشية البلاط في العصور الوسطى وفي أوائل العصور الإسلامية الحديثة. وضعت كتب الطب إلى جانب الحكايات والخزف المذهل إلى جانب الآلات الموسيقية المرصعة باللؤلؤ. أمّا بلاط القصور فكان مكاناً للتعليم والتعددية والتقدم يتجسد في عدد من مجسمات البلاط التي تظهر النزهات الملكية وعدداً من اللقاءات الرسمية مع أجانب رفيعي المستوى من الطبقة الحاكمة.

كان الاهتمام كبيراً بالتربية والتعليم وينطبق هذا أيضاً على الفنون الملكية كالصيد والفروسية. سيدهش عدد من الناس ممن يعتبرون الإسلام الحديث ديناً متشدداً وقمعياً بالرسوم المائية التي تعود إلى القرن السابع عشر تجسد شابة تسم ذراع حبيبها بعلامات دامغة تظهر مدى حبها له. لكن هل سيجتذب هذا المعرض الجميل والغني المؤمنين من المسلمين فحسب أو انه سيستقطب الناس على اختلاف أطيافهم؟