مَن أوصل تلك الأطياف كلها إلى المقاعد الخضراء هو الشعب الكويتي، فهناك مَن صوّت من أجل الدينار، وهناك مَن اختار ممثليه من أجل معاملة، وغيره انتقى مرشحه مغلباً مذهباً على آخر، أو قبيلة على أخرى، أو استناداً إلى غيرها من التقسيمات، تلك هي سلسلة المسؤوليات التي يتحمل تبعاتها المواطن الكويتي نفسه.كثير من المتمسكين بالديموقراطية يعتقدون أن مجلس الأمة الحالي يجب أن يُحل، وبالطبع فإنهم لا يعرفون حلاّ سوى الحل الدستوري، أما لمَن يسعى لمآرب أخرى فهو يطرح فكرة الحل غير الدستوري وتعليق الدستور وغيرها من سخافات الطرح اللاقانوني.
أما الشعب المسكين غير المنغمس بأمور السياسة بشكل كبير، فهو لا يعرف شيئاً سوى أن هذا المجلس لم يحقق رغباته الأساسية، فهناك مَن يعاني أزمة إسكانية، وذاك يعاني تعذراً في الحصول على وظيفة، وغيرهم ممَن يعانون لهيب الأسعار المرتفعة، وغيرهم مما تولّدت لديهم قناعة راسخة بأن هذا المجلس لا يقود إلى التنمية، وبالتالي فهم يبحثون عن حل حتى وإن كان بالحل.
والسؤال كالآتي: مَن الذي يتحمل المسؤولية الحقيقة لهذا اليأس الشائع عند الغالبية العظمى من الكويتيين؟ هل الإجابة تكمن حقا في جهتين (الحكومة - المجلس)؟
مع احترامي لكل من يلقي باللائمة على السلطتين ويعتقد هذا الأمر، إلا أنني أرى أن مسؤولية التردي المؤسف الذي نعيشه تقع على عاتق المواطن الكويتي نفسه بالمقام الأول، فمن خلال سلسلة قصيرة من البديهيات نستشف هذا الأمر، فمَن يلقي باللوم على الحكومة بحجة ضعفها، وإن كان منطقه صحيحاً، نقول له إن استمرار حكومة ضعيفة هو نتاج لعدم وجود سلطة تشريعية ورقابية تحد من هذا الضعف وهي سلطة المجلس.
ولكي لا ندخل في جدل الحديث عن الكتلة أو الفريق التشريعي الضعيف سواء كان التيار الديني بأطيافه كافة أم التيار المدني، أم حتى تيار اللا تيار- كما يسميه بعضهم بكتلة المستقلين- فمَن أوصل تلك الأطياف كلها إلى المقاعد الخضراء هو الشعب الكويتي، فهناك مَن صوّت من أجل الدينار، وهناك مَن اختار ممثليه من أجل معاملة، وغيره انتقى مرشحه مغلباً مذهباً على آخر، أو قبيلة على أخرى، أو استناداً إلى غيرها من التقسيمات... تلك هي سلسلة المسؤوليات من وجهة نظري المتواضعة.
ولكن يا ترى مَن الذي جعل المواطن الكويتي، الذي تعاضد آباؤه وأجداده لبناء أسوار الكويت وكانوا يؤثرون غيرهم على أنفسهم، يتحول إلى هذا الشكل المخيف من الأنانية والفئوية والقبلية والطائفية؟ ما الذي غيّر رؤية مجتمع بأكمله بصورة مزعجة جداً في فترة لا تتجاوز المئة عام من عمر الدولة، وهو عمر قصير جداً بحسبة الأمم والشعوب؟ ماذا لو تكرر الاحتلال بظروفه السابقة نفسها؟ هل سنجد من يضحي من أجل الكويت بالعدد نفسه الذي كان عليه قبل قرابة الـ 18 عاماً؟
لنرجع إلى التاريخ ونكتشف أين الخلل، وإن كنت أعتقد أن الخلل كل الخلل هو أن يتم التجاهل المتعمد للتربية الوطنية طوال الـ 12 عاماً الدراسية، فهل من إصلاح؟
* خارج نطاق التغطية:
نادي اليرموك الرياضي من المفترض أن يتم تشييد استاده الرياضي وقد تم البدء فيه منذ عام 2006 ولكنه متوقف منذ أكثر من 6 أشهر، فمالمانع ياترى؟