يختلف فيلم Fracture نسبيا عن أفلام التشويق الغامضة التي تصدم الجمهور بالغرابات «المثيرة للاشمئزاز» والتحوّلات المفاجئة. أمر جيّد إذ تحولّت افلام ناجحة الى فاشلة بسببهم! فيلم Fracture أخرج كفيلم بوليسي درامي قضائيّ يمكن مشاهدته كأنه مسابقة شطرنج حيث يحاول كلّ من الطرفين الالتفاف على الطرف الآخر، أمّا النهاية فركيكة نوعا ما بسبب المعالجة التقليدية في نوع الأفلام هذا، ورغم ذلك تمكن الفيلم من تجاوز الامر.

Ad

يحبّ المليونير تيد كراوفورد زوجته حباً جمّاً غير أنّه يعجز عن تقبّل فكرة خيانتها له مع رجل آخر. بعد لحظات من اعترافه بحبّه لها يطلق عليها النار. ينسج تيد بشكل هادئ مؤامرةً تبقيه خارج إطار الاتهام والمحاكمة ويتزامن ذلك مع تعذيب عشيق زوجته الشرطيّ روب نونالي. لتأمين نجاحه، لا بدّ من ان يواجه التحرّي البارع ويلي الذي يتوصل إلى 97 % من الحقيقة ويملك اعترافاً وسلاحاً. هو في طريقه إلى وظيفة مربِحة في القطاع التجاري ولا يبالي بالإنذار الذي وجّهه إليه رئيسه جو لوبوتو بعدم التعامل مع القضيّة بلا مبالاة. لكن حين ينصب كراوفورد فخه يبدو ويلي غير مستعدً. أما القضية فتنتهي بارتكاب المجازر.

الطريقة التي تُكشف بها خطة كراوفورد شيئاً فشيئاً ودليلاً إثر دليل، تبقي الجمهور في حالة من الترقّب حتى قبل أن يدرك ويلي وقوع أمر خاطئ. نعي منذ البدء ذكاء كراوفورد وحقده فيستمر اهتمامنا. يمكن أن نعجب به، إن لم نقل نتعاطف معه. لقد تعرّض للخيانة من قبل زوجته.

صحيح أن أنطوني هوبكنز أتقن دور هانيبال ليكتير في فيلم Silence of the Lambs إتقاناً تاماً، إلاّ أن شخصية كراوفرد فلا يمكن وضعها في خانة هذا النوع. استعان هوبكنز بطبيب نفسي ليمنح شخصية كراوفرد حضوراً ممتازاً. إنه بلا ريب أحد العناصر الرئيسيّة لنجاح فيلم Fracture فلولاه لصنّف كأي فيلم من الفئة ب. أمّا الممثل ريان غوسلينغ الخارج من دور جيّد في فيلم Half Nelson فيقوم بعمل فاعل من خلال تخطيطه لاصطياد شخصية كراوفرد. أما أمبيث دايفيتز فهي حاضرة في معظم المشاهد فاقدة الوعي على سرير في المستشفى.كما تقوم فتاة جيمس بوند السابقة، روزاموند بايك، بدور إغراء في حين يؤدي دافيد ستراثهايم دورا عاديا جدا.

الإخراج تولاه غريغوري هوبليت وفي رصيده فيلم Primal Fear باحثاً هذه المرّة عن مناخ فاتر وكئيب. أمّا النهاية فغير كاملة ومنافية للمناخ السائد.

يعالج Fracture مواضيع كلاسيكيّة مثل الانانية والتكبّر والغرور والوفاء. من النظرة الاولى يبدو فيلماً تشويقياً. يدرك المشاهد أنّ الفيلم يطال بعض الامور المثيرة للإهتمام ويمكن القول في النهاية إنه فيلم جيّد.