تأليف: فوزية الدريع عن دار الجمل تطرح الكاتبة فوزية الدريع في كتابها «برود النساء» الصادر حديثا عن «منشورات الجمل» الرؤية العلمية الغربية لمسألة البرود الجنسي عند المرأة العربية من خلال الظروف الخاصة بتركيبتها الشرقية المتميزة. «لا توجد إمرأة باردة جنسيا بالطبيعة إلا ما ندر. كل النساء مولودات ودافئات قابلات أن يصلن للنشوة الجنسية حتى من دون إيلاج. وكلهن يملكن الإستعداد الفطري أن يبلغن الذروة الطبيعية أكثر من مرة في كل معاشرة» البرود الجنسي عند المرأة بحسب دريع ميراث اجتماعي، «فقناعاتنا، سلوكنا، اتجاهنا، حتى الكثير من عقدنا هي بالأساس ميراث اجتماعي». تطرح الكاتبة سؤالاً مفصليّا: كيف ترث المرأة الإستعداد الثلجي وتحمل لقب باردة جنسيا؟ إزدواجية جنسية في «برود النساء» تحتل المرأة الشرقية مستوى أقل من المرتبة الثانية. فهي وإن احتلت الموقع الثاني بعد الرجل في العالم العربي، فلأنَّ في التركيبة البشرية ما من جنس ثالث أو رابع، ثمة ذكر وأنثى. الهوة بين المسموح والممنوع، الحقوق والواجبات، الهوة سحيقة بين رجل وامرأة. تمارس المجتمعات الشرقية ازدواجية جنسيّة في تربية البنت والولد، ما ينعكس ليس على حياتهما فقط، بل على التركيبة التفاعلية ونمط التعايش الإجتماعي. هذة التربية الإزدواجية تشعر الولد مبكرا بأنه الجنس الأفضل والأقوى والطرف المخدوم. هكذا تتبلور نظرته إلى المرأة كموظفة جنسية. يحدد هو نوعية وظيفتها. حتى أن كثيرين لا يستطيعون الفصل بين الدور الجنسي الذي تقوم به امرأة ما وأخرى. فالزوجة والعشيقة وحتى بائعة الجسد، قد يمثّلن له امتدادا لأمر واحد في حين أن العرف الإجتماعي أراد أن تكون الأولى له وحده وتؤدي وظيفة الإنجاب. أمّا الأخريات من اللواتي ينخرطن في إشباعه جنسيا، فتكون درجة الإحترام لهنّ قليلة أو معدومة. نظرة مثالية تبيّن الكاتبة أسباب الضعف الجنسي عند المرأة. تقول: «أن العلاقة واضحة بين هذا الضعف والنظرة المثالية للأب والأم. إذ تلعب هذه النظرة دوراً مهمّاً في تكوين الطفل». فالأب الذي يتلفظ بألفاظ جنسية بشعة لزوجتة ثم يسحبها إلى فراش الزوجية، يختلف تأثيره عن ذلك الذي يتعامل مع زوجته بأدب واحترام بالغين. والحقيقة أن التأثير لا يختلف بين الولد والفتاة، لكن الولد يملك نزعة انفرادية بحكم التنشئة الأجتماعية، إضافة إلى إنخراطه المبكر بأصدقاء اللعب ونزعة التمرد التي تجعل احتمالية القرار الذاتي أقوى من البنت». فيما حظيت مسألة العجز الجنسي عند الرجال بالدراسة مبكرا، وهذا انعكاس طبيعي لمكانة المرأة في أغلب المجتمعات، قياسا إلى مكانة الرجل. جاء هذا الطرح العلمي المبسط للمشكلة. وفيه تبين دريع ألأخطاء الجنسية الشائعة والمستمرة بخط ثابت ومقبول كأنها الواقع الصحيح. في كثير من أحكامنا نضع فصلا حدّياً، أي نتعامل مع التصنيف بين الأشياء بتطرف، تماماً كتصنيفنا للونين الأبيض والأسود مع عدم الإعتراف بالمرحلة البين بين. في موضوع الجنس نرى أن الجنس للرجل، والعاطفة للنساء. والخطأ الشائع هو جدية هذة النظرة. فإذا تعامل الرجل مع غريزته أكثر من المرأة فهذا لا يعني أنه غريزيا بحتا وغير عاطفي. على العكس فالرجل يملك عاطفة ويفضل الجنس مصحوبا وهذه العاطفة. في كثير من حالات البرود الجنسي التي أوردتها الكاتبة كان الرجل يؤكد أنه يريد أن تستشعرهذه المرأة اللذة معه فهو ليس غريزيا فقط. وبينما يؤكد كثير من الرجال أن استمتاعهم بالجنس يكون مضاعفا إذا كان مصحوبا بالعاطفة والشاعرية، يشعر كثير منهم أيضا بألم وتقزز من ذاتهم إذا ما سعوا إلى إشباع جنسي من دون عاطفة، كأن يدفعوا ثمن غريزتهم إلى نساء يبعن الجنس. الحق الذكوري في المبادرة هو أيضاً أحد الأخطاء الجنسية الشائعة. فأحد انعكاسات هذة التربية تكمن في الإزدواجية الخاطئة. إن في لعبة الجنس طرفين يؤديان دورين لا يخرجان عنهما ولا يمزجان بينهما: دور المبادرة ودور المستقبل. «فالجنس بكل صوره إبتداء من المغازلة وانتهاء بالعملية الكاملة. وأمام المبادرة هناك المستقبلة. وهذا الدور المرسوم، له قيود وعقوبات، فنجد أن المرأة المبادرة تتهم بشدة وتنال أذى نفسيا وواقعيا. والحال أن اختلافاتنا الشخصية والنفسية والإستعدادية وتنوع خبراتنا في الحياة تؤكد الحدّة القليلة لمسألة المبادرة في الجنس.»فالجنس لعبة، الهدف منها الإستمتاع بالدرجة الأولى ولها وظائف أخرى، وليس شرط من يبدأ. فقد يجيد شخص فن المبادرة أكثر من شخص اّخر. فكثيرا من الرجال لا يجيد المباشرة. وأمام هذا الحق المعطى له يبدأ بطريقة جيدة وقد تكون الأنثى التي معه مؤهلة أن تبدأ بطريقة أفضل». كسر الجليد تولي الكاتبة أهمية واضحة لمعرفة المرأة جسدها، توضح كيف يتعامل الأهل مع معرفة أولادهم جسدهم. هم يجيبون عن أي سؤال يتعلق بالأعضاء كافة، إلاّ الجنسية منها. والعقاب ردة فعل لهذا التساؤل، حتى وإن جاء لفظيا تأنيبيا بضرورة البديهية في عدم السؤال . «والحقيقة أن البنت تستقبل مبكرا جسدها بشيء من العيب وشيىء من عدم التمييز بما يتعلق بالجزء الجنسي. وفيما تنشأ هي على دعوة عدم إظهار جسمها مبكرا نلاحظ أن ردود فعل اظهار عضو الولد الصغير تكون الضحك وبعض النكات اللازمة. تظهر دريع الدور الواضح للرجل في ضعف التفاعل الجنسي عند المرأة. فهذة الأخيرة تجد صعوبة وخوفا من إخباره بوجود المشكلة. «أول خطوة في التواصل اللفظي هو كسر حاجز الخوف أو الخجل بين الزوجين». إذ وجدت الكاتبة أن كثيراً من الأزواج شعر بتقارب ومشاركة وجدانية أقوى بعد تمرين التواصل اللفظي. وزاد اشتهاؤهم وامتد ليس خلال العملية الجنسية فقط، بل في برنامجهم اليومي كله. الخيال، علاج خفض التوتر، ألإسترخاء، «المسّاج»، «المسّاج» الإسترخائي الذاتي، «المسّاج» بمساعدة الزوج، تمارين المباشرة للجهاز الجنسي واكتشاف مناطق الإثارة الجنسية. كلها بحسب دريع خطوات لابدّ للمرأة التي تشعر بضعف جنسي من محاولتها للتمكن من الدخول إلى عالم الدفء.
توابل - حبر و ورق
برود النساء
14-06-2007