عشية الاجتماع الذي تعقده الكتلة الإسلامية ومداولات مجلس الوزراء لتقرير الأوضاع السياسية، وبخاصة الاستجواب المزمع تقديمه إلى وزير النفط الشيخ علي الجراح، أعربت أوساط برلمانية عن خشيتها مما يدور في الساحة النيابية حالياً، مشيرة إلى أن هنالك «طبخة» ما يتم إعدادها من قبل البعض داخل الكتلة، برغم فشل منسقها، عضو التجمع الإسلامي السلفي، النائب أحمد باقر، في إقناع كتلة العمل الوطني بتأجيل الاستجواب حتى بداية دور الانعقاد المقبل. وهو أمر رأت فيه أوساط برلمانية محاولة للهروب من الخلافات الشديدة داخل «الإسلامية» وتصديراً لأزمتهما إلى الآخرين. وفي الوقت ذاته أكد أعضاء في كتلة العمل الشعبي أمس التزامهم بيانهم الخاص بالاستجواب وموعده.

Ad

وفيما تجتمع الكتلة الإسلامية مساء اليوم لتحديد موقفها، بدأت أطراف فيها «شحذ الهمم» للحصول على تأييد لتأجيل الاستجواب حتى دور الانعقاد المقبل. إذ أكدت مصادر نيابية في كتلة الوطني أن باقر التقاها صباح أمس في مكتب منسقها النائب مشاري العنجري وعرض باقر - يرافقه أحد أعضاء التجمع السلفي (فهد الديحاني) - تفاصيل استجواب وزير الأوقاف والعدل عبدالله المعتوق. وأبلغ باقر نواب «الوطني» أنه على الرغم من وجود تجاوزات عدة تدين المعتوق، فإن مقدمي الاستجواب فضلوا التريث، داعياً «الوطني» الى اتخاذ المنحى ذاته والدفع باتجاه تأجيل استجواب الجراح، إلا أن «الوطني» حسب وصف المصادر، أبدى عدم استعداده للتراجع، واعتبرها قضية وطنية لا تحتمل التأجيل والمساومة.

وتساءلت أوساط نيابية من الكتلة الإسلامية عن مصداقية دعوة الكتلة لاجتماعها اليوم، في ظل ما أفصحت عنه «الكتل» داخلها، إذ أعلنت الحركة الدستورية عن رأيها المؤيد للوزير، إضافة الى موقف الكتلة السلفية بتأييدها التأجيل، بينما أكد النائب فيصل المسلم لـ«الجريدة» تأييده للاستجواب ووجود النائب عادل الصرعاوي كأحد المستجوبين، وتساءل عن «جدوى عقد الاجتماع، لاسيما أن الكتلة لم تتخذ قراراً بعد بشأن إلزامية قراراتها للأعضاء المنتمين».

وأضافت: «هنالك من يتساءل؛ من هم أعضاء الكتلة الإسلامية أساساً، وهذا سؤال حري بنا الإجابة عنه قبل أن ندخل في مسألة القرارات الملزمة» وتابعت «كيف تتحدث الكتلة الإسلامية عن موقفها من الاستجواب وهو لم يقدم».

وكشف مصدر نيابي إسلامي أن تأجيل الاجتماع الذي كان مقرراً الأربعاء الماضي لكتلة الإسلاميين المستقلين كان بضغط من باقر، متوقعاً غياب النائبين المسلم والصرعاوي عن اجتماع الكتلة الأم اليوم، قائلا إنهما أعلنا موقفيهما، وبما أن قرارات الكتلة غير إلزامية فهما لا يريان جدوى من حضور الاجتماع، مشيراً الى أن نواباً في الكتلة الإسلامية لا يستطيعون الجلوس في غرفة واحدة مع نواب آخرين من الكتلة نفسها»، كاشفاً عن أن خلافات «الإسلامية» بدأت في ديسمبر الماضي على حد قول المصدر.

الى ذلك، نفى باقر أنه بحث استجواب الجراح مع «الوطني» - برغم تأكيدات مصادر الكتلة لـ«الجريدة» - قائلاً إن الاجتماع تناول أموراً عامة وكان استجواب وزير الأوقاف ضمن جملة من القضايا الأخرى. وأضاف أن النواب السلف سيطرحون خلال اجتماع الكتلة الإسلامية اليوم موضوع استجواب المعتوق.

ورداً على سؤال لـ «الجريدة» عما إذا كان خيار استجواب المعتوق قائماً في دور الانعقاد الحالي، أجاب باقر: «نحن دائماً نقول اننا سنعرضه على الكتلة الإسلامية أولاً» من دون أن يستبعد هذا الخيار.

من جهة أخرى، علمت «الجريدة» من مصادر نيابية أن النواب العوازم عقدوا اجتماعاً مساء أمس الأول (الجمعة) لبحث الأوضاع الراهنة ورأوا عدم إلزام أي منهم بأي قرار.