شبح تنظيم «القاعدة» عاد من جديد ليخيم على الخريطة العراقية من خلال استهداف مواكب الزوّار المتجهين إلى مدينة كربلاء، بينما تسعى السلطات الأمنية، في المقابل، إلى اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لمنع تنفيذ المخططات الإرهابية. بعد يوم دام سقط خلاله العشرات من العراقيين في طريقهم الى زيارة كربلاء، ظهرت تحذيرات أمس، من وجود مخططات لاستغلال مجموعات دينية متطرفة مناسبة زيارة أربعينية الامام الحسين، التي تصادف بعد غد الخميس للقيام بأعمال عنف وفوضى في المحافظة، بينما اتهمت السفارة الاميركية والقوات متعددة الجنسيات تنظيم «القاعدة» باستهداف الزوار الشيعة. وقال محافظ كربلاء عقيل الخزعلي، في مؤتمر صحافي امس، «توفرت لدينا معلومات استخبارية تفيد بقدوم مجموعات دينية متطرفة إلى كربلاء للقيام بأعمال فوضى وعنف خلال زيارة الأربعين». وتوقع الخزعلي أن تقوم هذه المجموعات التي لم يسمها «بافتعال ازمات في نقاط التفتيش من أجل حصول فوضى تؤدي إلى اشتباكات يحدث بعدها خرق أمني». واشار إلى أن «الأجهزة الأمنية اتخذت كل الاحتياطات لردع هذه المخططات»، داعيا مواطني المحافظة والزوار الى عدم الانجرار وراءها. وأعلن مصدر في الشرطة العراقية امس، أن أربعة أشخاص قتلوا فيما أصيب 12 آخرون بجروح، إثر انفجار عبوة ناسفة استهدفت قوافل من الزوار المتوجهين إلى كربلاء، أثناء مرورهم في منطقة الزعفرانية جنوبي بغداد.من جهتها، اتهمت السفارة الأميركية والقوات متعددة الجنسيات، في بيان مشترك امس، تنظيم «القاعدة» بالوقوف وراء التفجير الانتحاري الدامي، الذي استهدف الزوار الشيعة في بلدة الاسكندرية جنوبي بغداد امس الاول، واسفر عن مقتل واصابة ما يزيد على مئة شخص بينهم نساء واطفال. وذكر البيان أن «هذا العنف العشوائي يعكس أيضا طبيعة هذا العدو الذي يستهدف حتى المواطنين الذين يمارسون شعائرهم الدينية في محاولة منه لإعادة إشعال فتيل الفتنة الطائفية في العراق». وأضاف ان «الهجوم المأساوي يظهر مدى أهمية الوحدة الوطنية والإصرار على مواجهة هؤلاء المسلحين».وشدد البيان على ان السفارة الأميركية والقوات المتعددة الجنسيات في العراق «سيعملان مع الحكومة العراقية وقواتها الأمنية للمساعدة فى تقديم منفذي هذه الهجمات إلى العدالة».اعتقال وسيط لإيرانأعلن الجيش الاميركي، في بيان أمس، ان «قوات التحالف اعتقلت في منطقة الصويرة جنوب بغداد امس، شخصا يقدم تسهيلات إلى المجموعات الخاصة التي تدعمها إيران، فضلا عن اعتقال ستة اشخاص اخرين من المشتبه فيم معه». وأفاد البيان بأن «هذا المتهم يعمل هذا في الجزء الجنوبي من العراق، في النجف وكربلاء وبابل وواسط والديوانية، كما انه خبير بمدافع الهاون والصواريخ وتلقى تدريبات في ايران». وفي سامراء، قتل مساعد قائد الشرطة العميد الركن عبدالجبار ربيع مطر واصيب اثنان آخران امس، عندما دخل مهاجما انتحاريا على مقعد متحرك مبنى مركز الشرطة وفجّر نفسه.وقتلت مجموعة مسلحة مجهولة العميد خميس علي الزوبعي، عم نائب رئيس الوزراء العراقي المستقيل والقيادي في «جبهة التوافق» سلام الزوبعي، بعد أن اقتحمت منزله في حي الميكانيك في منطقة الدورة جنوب بغداد أمس.كما قتل في الهجوم، الذي استخدم فيه المسلحون الأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية، نجل الزوبعي، وأصيب عدد من أفراد أسرته بجروح. في غضون ذلك، بثت جماعة عراقية متشددة شريطا مصورا على الانترنت امس يصور قتل 12 نيباليا عام 2004، كانوا يعملون طهاة وعمالا لدى شركة اردنية متعاقدة في العراق.وفي شريط الفيديو، قطع متشدد رأس أحد الرجال بسكين. وعرض الشريط قتل الباقين بإطلاق النار عليهم من الخلف وهم راقدون على الأرض في منطقة رملية. ولم يتضح سبب بث جماعة إسلامية تطلق على نفسها «جيش أنصار السنة» الشريط ثانية على الانترنت.الى ذلك، ذكر بيان للجيش الاميركي أمس، انه تعرف الى رئيس استخبارات تنظيم «القاعدة» المدعو أركان خلف خضير الذي يكنى بـ«أبو كرار»، بعد أن لقي مصرعه في الـ17 من الشهر الحالي في اشتباكات في مدينة بعقوبة، كبرى مدن ديالى.كما أعلن الجيش الاميركي مقتل اثنين من جنوده امس، أحدهما في هجوم بالأسلحة الخفيفة جنوبي بغداد، والآخر بانفجار عبوة ناسفة شمالها.(بغداد - أ ف ب، د ب أ، رويترز، كونا)
دوليات
السلطات العراقية تتأهب لحماية زوّار كربلاء بعد معلومات عن مخططات متطرفة لإشعال العنف
26-02-2008